وليد فاضل العبيدي
أراد الخروج من قمقم الصمت وفي منتصف النهار عزم الوقوف بجوار الرصيف بحثا عن شخص يبادله حديثا شيقا كثيف المخارج خفيف الظل .
قصد رجل ذو هيبة وشيبة طويل القامة منكسر الظهر يلتفت يمنة ويسرة وهو لا ينفك أن يتابعه بالحديث والرجل يقطر عليه الحروف تقطيرا ..وما أن اطرق رأسه الى الأرض لرجل حتى دبت في أذنه أصوات باتجاههما وبلمح البصر قيد الاثنان وعصبة أعينهم واقتيدوا الى زنزانة السكوت في بلاد الصمت...
أسوار الحمار :
يشعر بعدم الأمان ورغبته الشديدة في بالتحوط والاحتياط من كل همزة لمزه ..بين فيلة يطلقها وأخرى يجهزها تجذبه الظنون لحالة من الانفلات في التصرف اللفظي والحركي غريبة جدا تمنعه من المواجهة وتدفعه إلى أن يسلك مسلك اللئام .
وبدت من جديد تظهر خسته بوضوح التي لطالما تصورها حنكة منه ودراية .. .وبدأ من جديد يخفي نزواته خلف الأسوار التي يطوق بها نفسه ويرى من حوله صُغار وهم يرونه بكل احترام حمار.
هفوة اللسان
سكت مرارا عن اهاناته المستمرة وكبل جوارحه عن ردت الفعل وعقد لسانه منذ الولادة عن كل كلمة حق حتى وان كانت عفوية
واستمر بالصبر وانتظار سنة الله بالظالم .... اندلع لسانه ومزق العقد وانهار حروفا شجاعة بوجه الظالم ...وظل هو يتعذر من هفوة اللسان.
ثوب ابيض.
ثيابه كلها بيضاء عكس حياته السوداء ..تاريخه اسود..نيته سوداء ..لون بشرته اسود. ..نظرته سوداء .. تفكيره اسود ...يعشق الحزن والمآسي ...ويكتب بالقلم الأسود على الورق الأبيض ...آكله المرض العضال ...مات في غرفة تتحدث عفونتها عن شنيع افعالها .....غير انه قُبر بكفن ابيض ..لعله ينفع في يوم القيامة الأسود...ويشعلون النار وهم يرونه بكل احترام حمار .
وليد فاضل ألعبيدي
20/2/2014
528 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع