مصطفى العمري
جدلية العقل و النص جدلية ازلية لا تنتهي الا بانتهاء البشر فالنص يأخذ قدسيته من البسطاء و العوام من الناس هؤلاء المساكين يستلمون الحديث ( أي حديث ) على انه المقدس الذي يجب عليهم الركوع له وكأنه المرسل الالهي لا شك و لا اشكال فيه وحين تعترض فإنك الزنديق الاشر الخارج عن الدين والملة .
يستخدم بعض المنتفعين من الدين الاحاديث لرغباتهم و شهواتهم و للإرتفاع من مكانتهم الاجتماعية وذلك بتفويض السلطة القاهرة وهم الدهماء من الناس , وفي هذه المرحلة القاحلة من عدم التساؤل في هذا الموروث يتيبس الوعي الفكري ويتجمد العقل في عمامة ونعال رجال الدين .
أما العقل الحر فهو ذلك المتسائل في كل ادبياته الموروثة غير مكترث لما يسمعه من العوام من ان هناك بعض القداسات البشرية فهو يريد الانعتاق من صخب الجهلاء و حديث الصعاليك و الارتفاع الى حيث يكمن حب الله و البشرية .
سارت جدلية العقل و النص في المجتمعات الاسلامية سيرة غير متكافئة فالهيمنة دائماً لأصحاب النص يريدون ان يبسطوا سلطتهم بشتى الوسائل ويحكموا قبضتهم على الشارع العام بفرض اعتى القيود وأعنفها على من يحاول العبث بذلك الموروث الهزيل . أما في محاولة احد ما الاستنشاق خارج هوائهم الفاسد فحكمه الموت او النفي .
أود ان اقول شيئاً مهماً في هذه اللحظات وانت تقرأ هذا الموضوع , وهو عليك ان تتحلى بقدر من الشجاعة لكي تفسح لعقلك المجال كي ينطلق بالتفكير ولو لعشرة دقائق حتى يتسنى لك معرفة بعض جوانب الحقيقة .
إعترض بعض المعترضين من ان الاحاديث النبوية صحيحة ولا مجال للتشكيك بها لأنها من رسول الله ؟ !
أنا لا أعترض على هذا السؤال لكني اتساءل من خلاله فاقول :
لقد صلى الرسول بالمسلمين لسنوات عديدة وهو أمر متكرر يومياً خمس مرات , فكان من المفترض ان تكون الصلاة أول الملتقيات الاسلامية حيث لا مجال للشك بها و بطريقة تأديتها طالما رأى المسلمون ذلك من الرسول لمرات عديدة , و الصلاة فعل يومي ليس قول في مسألة إستثنائية , فأول شئ يجب ان يكون صحيحاً هو الصلاة . وهنا نقول الى الذين جمدوا العقل على حساب النص . انظروا الى صلاتكم فأي صلاة هي التي كان يصليها الرسول ؟ هل مسح رجليه ام غسلهما ؟ هل رفع يديه أم أسبلهما ؟ هل وضع تربة يصلي عليها ؟ هل كان يقول بالشهادة له و لإبن عمه علي بن ابي طالب في الصلاة ؟ كيف يبدأ و يؤدي و يسلم ؟
اذا كنا اختلفنا في عمل كان يقوم به الرسول كل يوم على مرأى ومسمع من المسلمين كيف لنا ان نتفق على حديث نسب للرسول في ليلة ظلماء دهماء ! ثم يطلب منا التصديق بهكذا احاديث .
الصحابة الذين عجزوا ان يحفظوا صلاتهم من الرسول هم أعجز من ان يحفظوا ربع حديث قاله الرسول في ذلك الوقت .
ينقل عن ابي هريرة قال قال رسول الله ماضل الامم قبلكم إلا بما كتبوا من الكتب مع كتاب الله .
فإذا كان يعرف صاحبنا ابو هريرة ان الاسلام سيضل بهذه الكتب و الاحاديث لماذا روى كل هذا الكم الهائل منها وهو المتصدر على لائحة الرواة ؟؟
حال الامة الاسلامية اليوم يتطلب مراجعة شجاعة لكل هذا التراث الثقيل و الذي سبب بزهق أرواح العديد من خلق الله على انه آت من الله و رسوله مراجعة يتصدر العقل بها جلسة الحوار و التحقيق يعرض النص مطأطئاً امام العقل لكي يحكم العقل بثبوته او إلغائه وليس العكس كما هو الحال الان . ليس لنا نتقدم ونحن لازلنا منهمكين في احاديث سارت بنا القهقري دون ان نندلق منها او نأدلقها الى اللارجعة أحاديث مختلقة مزورة تافهة من حيث المعنى المضمون بدل ان يفسح المجال لاصحاب العقل الى حذفها و تشذيبها أسس اصحاب النقل مدارس و جامعات تخرج الافاً من المنغمسين و المعتوهين بكذبة الحديث دون ان يجرؤ احد الى الاعتراض امام هذا الهذيان الكبير , جامعات تخرج الدكاترة باختصاص الحديث و دكاترة غير قادرين على فتح حذاء صحابي روى الحديث فكيف لهم فتح الحديث نفسه لكي يضعوه على منصة التشريح حتى يتسنى لهم معرفة الحقيقة . إنها مهزلة وها أنا أخوض في حديث المهازل عذراً منكم .
مصطفى العمري
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
485 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع