د.وليد الراوي
لكل داء دواء يستطاب به ... الا الحماقة أعيت من يداويها
مرض خطير يصيب البشر بشكل عام والسياسيين بشكل خاص واصابته للسياسيين عادة ما تكون اكثر ضررا, هذا المرض الخطير ناتج عن عوامل عدة قد تكون جينية متاصلة في هذا الشخص مما تسهل انتقال عدوى الحماقة ليصاب بها , او عوامل لها علاقة بالاختلاط والمخالطة" المعايشة".
ومن أفضل من كتب عن هذا الموضوع ,الحافظ جمال الدين ابن الجوزي القرشي البغدادي ت(508-597 ) وقد ينطق احد الحمقى من السياسين الجدد في العراق ويتهمه بالقربى والعلاقة من زعيم تنظيم القاعدة في العراق" ابو بكر القرشي البغدادي" و يحال وفق المادة (4 ارهاب).
في مؤلفه الرائع( اخبار الحمقى والمغفلين) والصادر عن دار الفكر اللبناني الاول, بيروت1990.
عرف الحافظ ابن الجوزي الحمق حيث قال " هو الغلط في الوسيلة والطريق الى المطلوب" وقد ذكر رواية عن الاوزاعي انه يقول: بلغني انه قيل لعيسى ابن مريم "عليه السلام" (ياروح الله, انك تحي الموتى ؟ قال نعم بأذن الله , قيل وتبرئ الأكمه ؟ قال نعم بأذن الله. قيل فما دواء الحمق ؟ قال هذا الذي أعياني).
وقال جعفر بن محمد المتوكل الخليفة العباسي " اللأدب عند الاحمق , كالماء في اصول الحنضل , كلما ازداد ريا زاد مرارة".
وقال بعض الحكماء, يعرف الاحمق بست خصال هي , الغضب من غير شيئ والاعطاء بغير حق والكلام من غير منفعة ويتكلم مايخطر على قلبه ويتوهم انه اعقل الناس وان لايفرق بين عدوه وصديقه.
وللحمقى اسماء كثيرة يعرفون بها ومنها , الاخرق, الخرف, الاهوج, الرقيع, ومن اسماء النساء ذوات الحمق, الرعناء, الخرقاء, الورهاء " صاحبة اللسان".
ان عدوى مرض الحمق سرعان ما تظهر أعراضها بشكل سريع بل اسرع من مرض الكوليرا ,ثم تاتي المرحلة الاخطر بعد العدوى وهي السلوك الاحمق .
في عودة للعوامل الجينية المتوفر للمريض حيث تجعله متهيئا للعدوى ومن اهمها , أبويه حيث اثبتت التجارب ان الحمقى يخلفون حمقى, وما من احمق الا وابوه من الحمقى .
كما اثبتت البحوث ان البيئه لها دورا كبير في استعداد الشخص لان يكون احمق ,هذه البيئة نراها تتاثر بشكل مباشر بمجموعة من عادات وتقاليد موروثه سواء كانت على مستوى العائلة ام المحلة ام القرية .
واخيرا لوحظ ان مستوى التعليم ونوعيته لها علاقة بالحماقة ,فكلما كان مستوى التعليم متدنيا كانت الاصابة سهلة وكلما كان التعليم متقدما قلت احتمالية الاصابة كما ان نوعية الدراسة والتعليم لها دورا في استعداد الشخص لان يكون احمق .
مرت على العراق كثير من الوجوه السياسية قديما وحديثا غلب عليها الحمق وكانت سببا من اسباب تراجع العراق وتعرضه لموجات من الدمار و التخلف .
وعند مقارنة افعالهم واعمالهم مع معرفة نتائجها مقارنة بتعريف الحماقة الذي وضعه ابن الجوزي " الغلط في الوسيلة والطريق الى المطلوب" سنصل بسهولة الى معرفة من هم اكثر السياسيين حمقا والذين كانوا وما زالوا سببا في ضياع حاضر ومستقبل العراق.
الدكتور
وليد الراوي
990 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع