فارس حامد عبد الكريم*
الف تحية للمعلم الذي علمنا..... ابتداءاً من حروف الابجدية الى كل الكلمات والجمل المفيدة، يا رجلاً دونه الرجال، ماذا نقدم لك في عيدك البهي غير الكلمات المناسبة لرجل كله مناسبات وطنية، منذ الاول الابتدائي إلى أخر مرحلة جامعية كم كنت دائماً رائعاً ومحباً ومسالماً وانيقاً علماً ومضموناً وقيافة.
يامعلمنا المناضل، دونك كل المناضلين، انت بطل الصف والسبورة والطباشير وكنا بين يديك عجينة بيضاء، وكنت قادراً على ان تصنع منا الاخيار والأشرار فصنعت الكثير من الاخيار وسقط من بين يديك سهواً القليل من الأشرار ... لا نلومك لان الحياة مليئة بالمفاجأة غير المتوقعة وغير المحسوبة.
يارجل العيد الاول... منك تعلمنا حب الوطن ورفعة العلم وصنوف المعرفة وتعلمنا الانضباط عندما تستلم ورقة المشاغبين من المراقب، لم اكن احب المراقب حتى جعلتني يوما مراقباً، فأحببتك وأحببت المراقب ايضاً بعدها، لاني فهمت قصدك من المراقب والمراقبة جيدأ.
يامعلمنا الانيق... ندعوك اليوم كما عهدناك دوماً، ان تعلم ابنائنا الحروف والكلمات ممزوجة بحب الوطن، الوطن الذي يجمع الجميع بلا طائفية وأحقاد غير مبررة وغير منطقية، وحدك قادر على هذه المهمة، لأنك معلم.
يامعلمنا العطوف كنا نخشى كثيراً من عصاك الأبوية ولكنها صنعت منا رجالاً يصمدون امام المحن وما اكثرها في وطن المحن، ولولاها لهزمتنا اضعف المحن.
يامعلمينا الافاضل ... تلاميذكم مرآة صافية تعكس اخلاقكم النبيلة وقيمكم الحضارية، فلا تجعلوها مشوشة وإنما اجعلوها بجد تعكس بريقاً نقياً لعيونكم وعيون تلاميذكم، فالتعليم امانة ثقيلة لا يجيد حملها إلا من كان متشبثاً بحب الوطن ومتحلياً بالأخلاق الحميدة.
يامعلمينا الابطال ... انتم الخط الاول في الدفاع عن الوطن ومقاتلة الإرهاب والفساد ومقارعة كل من يعتدي على حرائر وكرام ابناء الرافدين، الا وضحتم لتلاميذكم ذلك وغرستموه في نفوسهم بأسلوبكم الرائع، وان لم تكن داخلة ضمن المنهج المقرر، لان التربية الوطنية ليست بحاجة إلى منهج يقررها، لانها مقررة بموجب الضمير وقواعد الشرف.
يامعلمينا الكرام ... خير زمان في الدنيا هو الزمان الذي يكرمكم فيه الحكام ويقدركم فيه عامة الناس ... فقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من زمان لا يحترم فيه المعلم، ودعا الله أن لا يدركه مثل هذا الزمان، ياللروعة، حيث قال (اللهم لا يدركني زمان لا يتبع فيه العليم، ولا يستحيا فيه من الحليم).
يامعلمينا الاشاوس منكم من انتقل إلى رحمة الله ومنكم لا يزال على قيد الحياة ومنكم من دخل للتعليم حديثاً، بوركتم في السماء والأرض دوماً إلى يوم الدين.
يامعلم القراءة والحساب والعلوم والرياضة والفنية ومختلف صنوف العلوم الصرفة والانسانية ... قبلة على جبينك وأخرى على يديك، ومع ذلك لا نوفيك حقك.
*استاذ جامعي ـ النائب السابق لرئيس هيئة النزاهة
http://farisalajrish.blogspot.com/
553 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع