سعد هزاع عمر التكريتي
أتت فضيحة ألأبن المدلل لما يسمى وزير النقل العراقي، هادي العمري النائب الضابط السابق في الجيش العراقي ومسؤول منظمة بدر ألأرهابية، والتي حدثت بالأمس لتميط اللثام عن كيفية إدارة مؤسسات الدولة العراقية في العراق الجديد وعن نوعية مسؤوليها المناط بهم تمشية أعمالها وكأنها تبدو كملك خاص يتمتعون بها ممتلكات أم أفراد.
والذي حدث بالأمس، كان كافياً في كل دول الأرض حتى تلك التي في مجاهل أفريقيا، أن يخرج المسؤول المعني على الملأ ليطلب العفو ويقدم ألأعتذار مصاحباً ببيان أستقالته من منصبه ليذهب ويتفرغ لشؤونه الخاصة، وفي مثل حالة وزيرنا هنا أن يتفرغ لأدارة منظمته ألأرهابية والتي أخذت ترسل مئات الأشخاص للقتال بجانب نظام ألأسد، بدلاً من قيادة وزارة مهمة هي نافذة العراق الى دول العالم المتحضر. لكن شيئاً من هذا لم يحدث، فلم يخرج مسؤولاً واحداً سواء كان كبيراً أم صغيراً للتحدث للناس ليطلعهم على حقيقة ما جرى ويطمئن ذوي الركاب ال (71) والذي كانوا على متن طائرة Middle East اللبنانية وكان غالبيتهم من كبار السن والمرضى العائدين من العلاج في بيروت، لكن ذلك أيضاً لم يحدث وكأن الذي جرى كان في مجرة أخرى غير مجرتنا (درب التبانة) أو في كوكب آخر غي كوكب الأرض تحديداً. وهذا يؤشر مدى ألأستهانة بعقول الناس وعدم أحترام ألأخلاق العامة.
وألأدهى وألأمر أن البيانات المتناقضة التي صدرت من هنا وهناك كانت تؤشر وبوضوح الى حجم الجهل والتعتيم الذي يراد منه التغطية على هذه الفضيحة والتي ألحقت بما تبقى من سمعة العراق الضرر الفادح، وأنطوت طريقة تناقل الخبر من قبل مختلف وكالات الأخبار العالمية على ألأستهزاء الواضح في نشر ما حدث أو التعليق عليه، فحتى أوكرانيا نسيت محنتها وبلوتها وأصبحت تتندر على ما جرى من قبل ألأبن المدلل والذي هدد بعدم السماح لها بالهبوط في مطار بغداد وإجبارها للعودة الى بيروت عقاباً لها لعدم انتظارها له حتى يفيق من سكرته أو نشوته، لاسيما وأن الأخبار تتداول أنه من العاشقين لبيروت وليالي بيروت الحمراء وأنه يتسكع طوال أيام السنة في ربوع لبنان وفي مواخيره.
وقد كان ألأجدر ببيان (دولة حمودي) أن يضع النقاط على الحروف وأن يجبر وزير النقل على تقديم إستقالته ومعاقبة كل من تسبب بهذه الفضيحة وألحاق الضرر الفادح بسمعة العراق وألأجهاز على ما تبقى من التأريخ الناصع والسمعة الطيبة لمؤسسة الطيران المدني العراقية. هذه الفضائح التي تخرج الى العلن بين فترة وأخرى تؤشر مدى سطحية ورداءة السؤولين القائمين على إدارة المؤسسات المختلفة وتدني ثقافتهم ومعلوماتهم ومهنيتهم والذين وصفهم السيد فائق الشيخ علي في مقابلته ألأخيرة لقناة البغدادية بتأريخ 18 شباط 2014 أنهم سقط المتاع وهم من الذي لفظهم الشعب العراقي ليذهبوا ويعيشوا على فتات المساعدات ألأجتماعية لدول أوربا ألغربية والتي هيأتهم ليعودوا وهم محملين بكل حقد التأريخ وجوع البطون وقذارة ألأخلاق وسطوة اللصوص وجهزتهم بألات القتل لكي ينحروا العراق بلداً وتأريخاً وشعباً ويعيثوا فساداً في ألأرض .. فلك الله ياعراق.
490 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع