إنحناءةٌ لكِ في يومكِ المجيد.....!

                                         

                           سارة الدبوني

تَغَنَت الأغاني الجميلة ..وأُطلِقَت الأشعارُ العَذبة.. وأجملُ عِباراتِ التهاني قِيلَتْ في عيدكِ ياسيدةَ العصرِ والزمان..

كلماتٌ بالدُرِ المُقَدَّسِ كُتِبت عنكِ.. ووَصفُكِ الشُعراءُ بإنحناءِ نجماتِ الليل, وقمرُ السماء.. والروحُ للموسيقى الثائرة...!
وبدأتْ رحلةُ المَدِ والجزر إبحاراً إليكِ , وبدأَ حوارُ الحضارات ليتغنى فيكِ....
.........
المرأة العراقية الرَمز.. ذلكَ النهرُ الدافقُ بالحياة..الذي لطالما أعطى دونما مقابل..!!
ذلكَ الكائنُ الذي لاتتسعُ لوصفهِ كلماتُ الكونِ أجمع..!!
ماذا نقولُ في عيدها.. الذي يأتي ويذهب دونَ أن نشعُرَ به..!!
كُلُ الكلماتِ تحتفي بالمرأةِ بعيدها اليوم..ولكن...هل الكلماتُ فقط هي ماتحتاجهُ امرأةٌ عراقيةٌ تفترشُ الأرضَ لبيعِ بعضِ الحاجياتِ بحثاً عن قوتها؟؟!
هل الكلماتُ هوَ ماتحتاجهُ أرملةٌ عراقيةٌ فقدت زوجها بتفجيرٍ إرهابيٍ وهوَ في طريقهِ الى العمل؟؟!!
أم الكلماتُ هي ماتحتاجهُ أُمٌ فقدت ولدها الذي سهرت وحلمت لأجلِ أن تراهُ شاباً عريساً ذاتَ يوم؟؟!!
أم هي ما بحاجتهِ أُمٌ لاتعرفُ كيفَ ومن أينَ تأتي بقطعةِ خُبزٍ تَسُدُ بها جوعَ أبناءها؟؟!
المرأةُ الصابرةُ التي تخلت عن جُزءٍ كبيرٍ من حياتها وعُمرها لإنشاءِ البيت الذي أتعبهُ العَوَز..!!
امرأةٌ قالت للمُستحيلِ لا..!! ليسَ أمامها سوى أن تنظُرَ الى الأمام..الى مجهولٍ عليها أن تضعَ قدمها في مكانٍ ما فيه .. وتتحركَ من مكانٍ إلى آخر في ظلِ أوضاعٍ غيرِ مُستقرة..!!
كائنٌ على مرِ أجيالٍ كانت صابرةً مُجاهدة...وبعدَ 11 عاماً على عُمرِ الديمقراطية بكُلِ ماتحملهُ الديمقراطية من معانٍ تضمنُ للإنسانِ حقوقهُ وتحترمها..عادت المرأةُ لتُعاني من النظرةِ الدونية.. من ضياعِ الحقوقِ والعُنفِ والتعسُف في ظلِ مُجتمعٍ ذكوريٍ لازالَ يجعلُ من موضوعِ المرأةِ مسألةً شائكةً , وتطبيقُ حقوقها مصدرَ جدلٍ..!
برغمِ جميعِ الجهودِ التي لازالت منضماتُ حقوقِ الإنسان ومساعي الجمعيات التي تدعم المرأة وتطالب بتشريعِ حقوقها الكاملة , إلا إنها لم تنل حقوقها بالكامل, فالقوانين والتشريعات التي تدعمها دستورياً لم تُفَعَّل حتى الآن...
المرأةُ العراقية..امرأةُ مُغَيَّبة بغَيرِ إرادتها.. للأسفِ قبلت بهذا التغييب, رُغمَ كفاحها ونضالها وثقافتها التي بإمكانها تخليصها من السُلطةِ الذكوريةِ الجائرة..والتي أرجعتها الى الوراء..ودمرت نصف المجتمع ليعيشَ المُجتمعُ في ظلهم شللاً نصفياً بعدما عاملتها كما القاصِرِ في بلدها وجعلت منها مواطنةً غيرَ كاملةِ المواطنة..!! السلطةُ التي جعلت من المرأةِ كائنا مُستكيناً يتكبلُ خلفَ أَخٍ ويخافُ زوجاً.. كائنٌ يختبئُ خلفَ سماكةِ الأسود..ويخشى القيامَ بخطوة الى الأمام!!
ذلكَ هوَ الإرثُ الكبير الذي خلفتهُ الأزمات..مُطلقاتٌ , أراملُ , يتيمات, صغيراتٌ مُشرداتٌ وقاصراتٌ تم انتهاكُ حياتهنَ بالكامل..الإرثُ الذي جعلَ من المرأةِ جسرَ تمرير وتفريغ الفشل والفراغ السياسي ..!!
ومعَ كلِ ذلكَ التقصير..ومعَ كُلِ الضبابية التي تجتاحُ الساحات العراقية.. رُغمَ الأزمات وكُل الحروب التدميرية التي اقتلعت كُل إمكانيات النهوض..لم يتوقف نضالُ المرأة..ولم تَكُفَ عن الكفاح..وأبدت شجاعةً كاملة في الوقوفِ أمامَ كُلِ المعوقات وتصدت لها في ظل جولات الدمار السياسي والإجتماعي والإقتصادي الذي لحق بتاريخ المُجتمع  العراقي المُعاصر..!! لازالت المرأةُ تسعى لإسترجاعِ ولادة بنت المُستكفي..رمز الحُرية التي صنعت تاريخاً.. ولازالت تحاولُ جاهدةً أن تتعافى من العوَق الذي لازالَ الكثيرونَ يحاولونَ سحبها اليه, لعلها تطوي بيمينها عصورَ العبوديةِ والإضطهادِ والدونية ذاتَ يوم..!!!
فهل ستَتَحققُ حريةُ المرأة وضمانتها وشرعيتها ومساواتها بالرجلِ ذاتَ يوم؟؟!
وهل سيعي الرجُلُ مسؤوليتهُ أمامَ القانونِ إن اعتدى على حريةِ المرأةِ وحقها؟؟
أم سيبقى كُلُ ذلكَ ضمنَ نظريةِ أحلام العصافير التي يُنادي بها اللامُنصفون..!
..........
ونهايةً أقول...... طابَ عيدُكِ أيتها المرأةُ الأُم..
طابَ عيدُكِ أيتُها المرأةُ الزوجة..
طابَ عيدُكِ أيتُها المرأةُ الأخت..أيتُها المرأةُ الحبيبة....
تحيةً لكِ يامَن تطوفينَ فوقَ الزهورِ فراشة ..
وتحيةٌ لكِ يامَن تحملينَ مصباحاً تُنيرينَ بهِ الدربَ ويامَن لامعنى للحياةِ بدونك....
لكِ فقط أنحني وأقول....كُلَ عامٍ وأنتِ الخيرُ بحَدِ ذاته..!!
.............
ســـــارة الدبوني
9/3/2014
 

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

518 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع