د.مؤيد عبد الستار
من المقولات المفيدة في تاريخ الصراعات الدولية : الحرب تبدأ في الرؤوس اولا .
حين يفكر اي شخص بعداء تجاه الاخرين ، لاشك انه يبدأ بوضع اسس معركة قادمة تنفجر لتدمر أحد الطرفين او الاثنين معا. وهو ما حصل بين العراق وايران ، وبين المانيا واوربا في الحرب العالمية الثانية .
نعرف جميعا كيف بدأ قائد عصابة النظام السابق الغاء معاهدة الجزائر التي مزقها امام كاميرات التلفزيون و الصحفيين ، كان قد فكر قبل ذلك في الحرب مع ايران ، لذلك اصرت ايران على حقها في التعويضات عن الخسائر في الحرب لان العراق هو الذي بدأ بها ، والاصح ان صدام حسين هو الذي بدأ بها وليس العراق .
منذ سنوات ، بالاحرى منذ عام 2003 ، لم تبد السعودية تجاه العراق اية مشاعر ودية في سياستها الخارجية ، فلم تتبادل الزيارات مع العراق ، ولم تستقبل رئيس الوزراء العراقي رغم رغبة العراق فتح صفحة جديدة مع السعودية تختلف عن تلك التجربة المريرة التي ارسى اسسها صدام في العلاقات الاقليمية في المنطقة ، وكان ذلك بلا شك خطأ كبير في العلاقات الاستراتيجية بين البلدين الجارين .
ان محاولة العراق التقرب من السعودية تكررت أكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة ، حتى ذهب السيد موفق الربيعي قبل سنوات وكان انذاك مسؤول الامن القومي العراقي ، وسلم بنفسه الى الرياض، بطائرة خاصة ، عددا من السعوديين المدانين في التفجيرات الانتحارية واعمال العنف ضد المواطنين العراقيين العزل ، دون ان يحصل من السعودية حتى على شكر بسيط يتمثل في مبادرة ودية على ما قام به .
ومن نافلة القول ان خوض اي حرب مع طرف اخر ، تفرض عليك ان تعد نفسك فكريا ونفسيا للمضي الى المعركة ، التي قد تبدو للوهلة الاولى نزهة بسيطة ، لاتتطلب سوى ضرب بضعة طلقات نارية فوق رؤوس الناس النيام ، ليصحوا على صوت الرصاص ، وبعدها ستتكفل الظروف المختلفة والعوامل المساندة رفد المعركة بوقودها وحطبها .
حدث مثل ذلك سابقا في لبنان ، وفي سوريا ، وبين العراق وايران ، ولا اعرف سر عدم اتعاظ الحكام في بلدان الشرق الاوسط من اشعال هذه الحروب الخاسرة التي تأتي بنيرانها على الاخضر واليابس في بلدان لا تملك من مقومات الحياة شيئا يغيض العدو اويسر الصديق .
363 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع