علاء کامل شبيب
النظام الايراني الذي جعل العالم يحبس أنفاسه بإنتظار اللحظة التي يعلن فيها عن إنتاج قنبلته النووية، فاجأ العالم بقنبلة توقيعه لإتفاقية جنيف مع مجموعة خمسة زائد واحد، لکن لم تمض سوى فترة قصيرة نسبيا على هذه القنبلة، حتى فوجئ العالم بقنبلة جديدة منتجة بفعل سياسات النظام، وهي قنبلة الاتجار بالاطفال.
الازمات الخانقة التي عاشها و يعيشها النظام الايراني و التي سببت و تسبب بإيجاد المزيد من الظروف والاوضاع الصعبة جدا حتى ان الحياة في ظل هذا النظام قد باتت غير مطاقة إذ أن العائلة الايرانية برمتها في کثير من الاحيان باتت تکد و تشقى من أجل أن تضمن حياة دون الکفاف، هذا بالاضافة الى الاجواء البوليسية القمعية التي تخيم على البلاد و التي تکاد أن تکتم على أنفاس الشعب الايراني، جعلت من إيران أشبه مايکون بسجن کبير.
ظاهرة الاتجار بالاطفال التي إعترف بها مسؤولو النظام مؤخرا بعد أن وجدوا إسفتحال الظاهرة و عدم تمکنهم من السيطرة عليها، هي ظاهرة تثبت حالة التمزق و الضياع و التشتت التي صارت الطبقات المسحوقة من الشعب الايراني تعاني و تأن منها، إذ أن نسبة الفقر والحياة البائسة في إيران قد تجاوزت الخطوط الحمراء الى الحد أن أکثر من 60% من أبناء الشعب الايراني يعيشون حياة تحت خط الفقر، في الوقت الذي تزخر بلادهم فيها بثروات و خيرات و موارد هائلة بإمکانها أن تجعل من إيران دولة متقدمة من کل النواحي، لکن سياسات تبذير ثروة الشعب اللايراني على تصدير الارهاب و دعم و تمويل عصابات و مجموعات إرهابية متباينة، جعلت من إيران بلدا متخلفا يعاني من أزمات و مشاکل طاحنة و وصل به الحال الى حد المتاجرة بفلذات الاکباد، وان المسؤول الاول و الاخير عن هذه الظاهرة هو النظام نفسه و ليس أي سبب او عامل آخر کما يحاول النظام أن يوحي، وان هذه الظروف و الاوضاع الوخيمة قد جعلت من إيران کبرميل بارود يحتاج الى عود ثقاب لينفجر بوجه نظامه، وان إنتفاضة المواطنين البختياريين و من بعدها إنتفاضة الدراويش و مظاهر الرفض و المقاومة و الصمود بوجه هذا النظام، هي نتيجة طبيعية لإحساس الشعب الايراني بأن إسقاط النظام و إجراء التغيير هو الحل الوحيد المنشود لمعظم الازمات و المعضلات التي يعاني منها الشعب الايراني.
من يطالع التصريحات الاخيرة لمسؤولين في النظام الايراني تفاخروا فيها بحملات الاعدام الجارية لديهم و بالاجراءات الوحشية و اللاإنسانية بفقء الاعين و قطع الاصابع و الانف و الاذن و رجم المرأة و إعتبارها کائنا ثانويا، لابد من أن يصل الى قناعة مفادها أن هذا النظام لايکترث لشعبه و هو ماض في الکتم على أنفاسه و التضييق عليه الى اللحظة الاخيرة، وان المجتمع الدولي الذي طالما وجد نفسه في حالة تعارض و إختلاف مع هذا النظام، عليه أن لايکتفي بجعل موضوع انتاج النظام للقنبلة النووية هو الموضوع الحيوي الاهم الذي يجب بموجه التعامل معه بل أن الاجدر على المجتمع الدولي أن يجعل من قضية حقوق الانسان في إيران الموضوع الاهم الذي يجب على أساسه وفي ضوئه التعامل و التصدي للنظام الايراني، وان إحالة ملف حقوق الانسان في إيران الى مجلس الامن الدولي أمر له أکثر من مبرر و يستدعي الاسراع في إتخاذ خطوات بشأنه من أجل نصرة الشعب الايراني و دعم تطلعاته نحو الحرية و الديمقراطية.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
425 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع