السراجة ... الندافة ...الصفارة ....مسميات تجتمع تحت يافطة الحرف و الصناعات الشعبية القديمة والتي كانت فيما مضى تشكل العصب الاقتصادي للعراق بمحافظاته واقضيته وبلداته ومنها بالطبع كركوك التي تميزت بتنوع موروثها الشعبي وصناعاتها التقليدية التي تشكل هويتها الثقافية والفلكلورية ..
ويخشى الكثير من اصحاب تلك المهن من أن تندثر صناعاتهم ، وغيرها من الحرف والصناعات القديمة التي ما زال بعضها يصارع من أجل البقاء امام غزو التكنلوجيا الحديثة التي اكتسحت معها الكثير من الصناعات والحرف الشعبية القديمة .
وتعد السراجة التي تعتمد على جلود الحيوانات واحدة من أعرق الحرف التي اشتهرت بها مدينة كركوك منذ مئات السنين بفضل حرفيين واسطوات مهرة ، برزوا في مجال صناعة الجلود وابدعوا فيها . ومنهم بل ومن أبرزهم المرحوم ( حسيب قادر السراج ) الذي كان أسمه بمثابة الماركة المسجلة في مجال صناعة أغلفة المسدسات والبنادق وحمالات الاطلاقات ( صف رصاص ) وكان محله الذي افتتحه عام 1934 والكائن في السوق الكبير محط اهتمام مقتني الاسلحة النارية والسواح على حد سواء ، وظل المرحوم الى ان توفاه الله عام 1989 يمارس حرفته بتفان وأخلاص مراعيا الدقة والندية والصبر ، كقاعدة اساسية في الحفاظ على ديمومة النجاح والتميز والبروز ...
وحازت نتاجاته الابداعية في مجال صناعة الجلود على اهتمام زبائنه والذي كان منهم قادة الجيش والضباط والمسؤولين الحكوميين في العراق وخارجه ، ويروي لنا نجله الاكبر ( رفيق ) نتفا من حكاياته بهذا الخصوص ، ومنها ان الوصي ( عبد الأله ) كان من المعجبين باعمال والده حيث كلفه غير مرة بعمل اغلفة جلدية لبنادق صيد له لانه ( وكما هو معروف عنه ) كان من هواة الصيد ، أذ كان يقوم بجولات صيد في مختلف مناطق البلاد ومنها المنطقة الشمالية ..
ومازال محل سراجة ( حسيب قادر ) قائما في عين المكان ويزاول فيه أبناء المرحوم (حسيب قادر ) المهنة التي توارثوها عن أبيهم ، للمحافظة على هذا الأرث الوطني من الاندثار والضياع ...
وهذه دعوة صادقة للجهات ذات العلاقة وخصوصا وزارة الثقافة إلى أالاهتمام بالحرف والحرفيين العراقيين والصناعات الشعبية ، وسن قانون ، ووضع برنامج وطني للحفاظ عليها والنهوض بها حفاظا على الموروث الشعبي العراقي .....
3931 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع