من يُعوّض العراقيين عن نكباتهم؟

      

جاء في الأخبار أن بعض نواب البرلمان العراقي تحدثوا عن إعدادهم ملفاً خاصاً لتحريك دعوى قضائية دولية ضد الكيان الصهيوني جراء قيام الطائرات الاسرائيلية بقصف وتدمير «مفاعل تموز» النووي العراقي في العام 1981، وقد لقي هذا الخبر، ترحيباً برلمانياً من قبل ممثلي اغلب الكتل السياسية، مشددين في تصريحاتهم على ان هذا الموضوع سيلاقي اجماعاً برلمانياً في حال التصويت عليه.

إن وجود مثل هذا الملف في مكتب رئيس مجلس النواب خطوة ايجابية وجيدة ونتمنى أن يكون خطوة جادة على طريق استعادة العراق عافيته ومطالبته بحقوق الشعب العراقي الذي دفع ثمن الكثير من الاعتداءات سواء كانت من قبل القوات الاميركية او القوات الاخرى او من دول الجوار التي آذت العراق على مدى ثلاثة عقود دون أي تعويض عما لحق العراق من قتل وخراب وتدمير.
فحتى هذا اليوم لم يُعوَّض الشعب العراقي بأي شيء جراء جميع هذه الاعتداءات. وان اثارة مثل هذا الموضوع في هذا الوقت يعد امراً جيداً، فاسرائيل اعتدت على الشعب العراقي ودمرت مفاعل كان بالامكان ان يستفيد منه الشعب افادة كاملة، ومع هذا لم نر في حينها أي تحد او قول او اعتراض من جميع دول العالم بما فيها العربية وتم اهماله في حينها، ونؤكد بان العراق بحاجة الى المطالبة بتعويضات عن هذا الموضوع لان هذا التحرك سوف يحقق مطالبات الشعب العراقي المستمرة لاسرائيل وايران وغيرهما، بالتعويضات عما لحق به من أذى، خصوصا ان قضية قصف المفاعل النووي (تموز) قد مست هيبة الدولة والشعب العراقي.
إن حق العراقيين في التعويضات من دول العدوان أمر مستقر في الفقه القانوني الدولي، وإذا كنا قد دفعنا عنوة ومن خلال الضغط والابتزاز تعويضات باذخة مبالغ بها الى الدولة الجارة (الكويت) برغم ان الشعب العراقي لاناقة له ولا جمل في احتلال الكويت، بل ان حكام الكويت يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية لما حصل، إلا أن المظالم التي تعرض لها العراقيون توجب بالمطالبة للشعب العراقي بالتعويض من الكويت ومن إيران.
فحكام إيران الحاليين يتحملون وزر اطالة الحرب الايرانية العراقية ثمان سنوات، بعد رفضهم لكل المبادرات والوساطات الدولية وقرارات الامم المتحدة ومجلس الامن التي نادت بوقف اطلاق النار، وبالتالي فإن من حق العراقيين أن يطالبوا الايرانيين بتعويضات عما لحق العراق من خراب وتدمير خلال السنوات 1980 الى 1988 وكذلك عن خيانة الامانة بعدم اعادة الطائرات العراقية المدنية والعسكرية التي اودعت لديهم على سبيل الامانة وباتفاق كتابي، الا ان الايرانيين خانوا الامانة وتصرفوا بالطائرات ورفضا ومازالوا يرفضون اعادتها او تعويض العراقيين عنها، فالطائرات ملك للشعب العراقي وليست ملكا لشخص مضى واعدم.
كما تتحمل امريكا ومعها دول التحالف (بما فيها إيران) التي ساهمت بتدمير العراق عام 1991 و2003 التعويضات اللازمة للشعب العراقي عما لحقه من دمار وخراب وقتل ومنها قصف ملجا العامرية وقصف المدن والاحياء السكنية وقتل مئات الالوف من العراقيين. ان امريكا وباقي دول التحالف مسؤولة عن تعويض العراقيين لانها شنت غزوا على العراق بدون قرار دولي.. وبالتالي فان من حقنا كعراقيين ان نطالب الدول المعتدية بالتعويض للعراقيين.
نتمنى ان يكون ما سمعناه صحيحاً وان يكون البرلمان العراقي جاداً في المطالبة بالتعويض من جميع الدول التي اضرّت بالعراق وقائمتها طويلة ولدى العراقيين كل الاسانيد والادلة، ولن يضيع حق وراءه مطالب.

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

756 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع