من المعروف عالمياً أن وزارات الخارجية في العالم االيوم تقوم بمهام عديدة على الساحة الدولية، وفي مقدمتها حماية مصالح مواطنيها في الخارج، فضلا عن تنظيم علاقات البلد بالبلدان الأخرى، والمعاملة السائدة في العالم اليوم هي المعاملة بالمثل.
ومن المؤسف والمؤلم ما يلقاه المواطن العراقي في خارج العراق من معاملة - أقل ما يُمكن أن توصف به - أنها مُعاملة ظالمة وغير عادلة. فجواز السفر العراقي صار (سُبّة) و (عبئاً) على حامله، لذلك صار العراقيون يستقتلون في سبيل الحصول على (جواز سفر آخر حتى ولو كان بنغلاديشياً أو صومالياً !!!) ينقذ كرامتهم المهانة في المطارات ونقاط الحدود العربية وغير العربية.
فبعد ان كنا في الستينات والسبعينات ندخل معظم مطارات وحدود دول العالم من عربية وغير عربية بجوازنا المحترم دون اي تاخير بل وان كثير منها ندخلها بدون تاشيرة (فيزة) لما كان العراق يتمتع به من سمعة دولية وكان المواطن العراقي مرحبا به في جميع مطارات العالم.
فما الذي جرى اليوم بحيث صار العراقي مشبوهاً غير مرغوب فيه، وصار الجواز العراقي وثيقة مكروهة مشبوهة، وترفض دول العربان دخول العراقي حتى وان كان يحمل تاشيرة لان احتمالات التزوير قائمة وبخاصة بعد ان اثبت مسلسل (فرقة ناجي عطا الله) بقيادة (الزعيم!!!) عادل امام ان التزوير في العراق مهنة فنية رائجة بعد الحلقة الخاصة عن (سوق مريدي) التي اظهرت هذا السوق البائس وكأنه مُجمّع تجاري عالمي يدير مكاتبه دكاترة وفنانين متخصصين في تزوير جميع انواع الوثائق من جوازات وهويات ووثائق جامعية وغيرها!!!.. بحيث كرَّس هذا المسلسل من السمعة السيئة للوثائق العراقية من شهادات وجوازات وغيرها.
وقد ورد في الاخبار ان دول الخليج ومصر ودول شمالي افريقيا قررت عدم منح اي تاشيرات لدخول العراقيين، فضلا عن تضييق الخناق على الاقامات وفرص الاشتغال. الاردن يمنع دخول العراقيين الا بتاشيرة يستغرق استخراجها عدة اسابيع والرفض هو الاحتمال الاكبر، وحتى اذا حصلت التاشيرة فانها لاتضمن لك عدم اعادتك من نقطة الحدود حسب مزاج الموظف المعني. كما يقال ان الاردن حددت من اقامات العراقيين وصارت تتشدد في المنح وفي التجديد. كما يروي العراقيون المارون بمطارات عربية عن محاولات للتمييز المذهبي والطائفي دون اي وجه حق وبدون أية أسس منطقية. لابل أن عراقياً وزوجته تعرض للتأخير خمس ساعات لأن الموظف المحترم يريد أن يعرف مذهب زوجته؟!.
هل تعلم وزارة خارجيتنا الموقرة أنه ليست هناك دولة في العالم تقبل دخول العراقي بدون تاشيرة سوى دولة ماليزيا حفظها الله التي تمنحك التاشيرة في المطار، وكذلك تركيا أعزها الله التي تمنح التاشيرة بمطار استنبول للعراقي القادم من العراق فقط وبالطيران! ولا اعرف دولة اخرى في العالم – بما فيها الصومال – تسمح للعراقي ان يدخلها الا بتاشيرة مسبقة وبشروط صعبة!!... فالعراقي الذي كان في الستينات والسبعينات يختار مايشاء من الدول للسفر السياحي، وكان مرحبا به في جميع مطارات العالم، صار اليوم يحلم بدخول صنعاء او الخرطوم او دمشق!!!!
وزارة الخارجية العراقية تعرف هذا الامر جيدا لكنها منشغلة عنه بهمومها واشغالها، وسفراؤنا بالخارج (يحفظهم الله ويرعاهم) منشغلون بالامور التنجارية والطائفية حيث تحولت سفاراتنا الى مآتم ولطميات وساحات عزاء حسينية!!! وآخر ماتهتم به بعثاتنا بالخارج هو شأن المواطن العراقي!!!
ان الحالة المزرية للمواطن حامل الجواز العراقي في خارج العراق تتحمل مسؤوليتها الكاملة الحكومة العراقية وبالاخص وزارة الخارجية ولايمكن قبول اي تعذر او احتجاج... لان هذه هي ابسط التزامات وزارة الخارجية ان كانت عراقية حقا وفعلا....
889 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع