ناظم الغزالي بمناسبة مرور ٥٣ عاما على رحيله في ٢١ - ١٠ -٢٠١٦ الجمعه

   


ناظم الغزالي ، بمناسبة مرور ٥٣ عاما على رحيله  في ٢١- ١٠ -٢٠١٦ الجمعه

       

                       

شاءت الاقدار ان تكون بدايته طفولة قلقة بعد رحيل والديه وهو بعمرسبع سنوات وهكذا كانت نشأته الاولى فواجع واحزان ، فاقة وحرمان شأنه كبقية المبدعين في العالم وعلى
الرغم من كل ذلك لم يصب الغزالي بأنكسار وخيبة امل بل شق طريقه بصبر وجلد وقوة تحمل وارادة صلبة متجاوزا كل الحواجز والصعاب حتى بلغ الهدف ...

في بغداد منطقة الحيدرخانه ولد ناظم احمد خضر الغزالي صفة والجبوري نسبا عام 1921 .

الغزالي تلميذا

في عام 1931وهو بعمر عشر سنوات دخل ناظم المدرسة المامونيه الابتدائيه / الميدان ...

              

وفيها بدأ حبه وميله للغناء محاكيا طريقة الاسطورة محمد القبانجي والموسيقار محمد عبد الوهاب حيث شارك في حفلات وفعاليات المدرسة طيلة سنوات التعلم ...ومنها دخل الغربية المتوسطه فالاعدادية المركزيه حيث رسب في الخامس الاعدادي...

كانت الضائقة الماليه قداستهلكته تماما ورافقته حتى دخوله معهد الفنون الجميله/ المسائي - قسم التمثيل عام 1942 حيث وجد في نفسه رغبة جامحة لدراسة فن التمثيل ومعه الفنان محمد كريم واغنيته المعروفه ( انا الربيت ولغيري يصيرون...)

                   

وتخرج في المعهد عام 1948 فانضم الى فرقة الزبانيه وبعدها تركها منصرفا كليا للفن الذي احبه واخلص له المقام العراقي والاغاني القديمة والحديثه .

      

فانتمى لفرقة الموشحات بأشراف الفنان الكبيرعلي الدرويش ومعه نخبة من نجوم الغناء العراقي الكبار - رضا علي ومحمد كريم ويحيى حمدي والملحن القديرجميل سليم والفنانة خالده واخرين .


انطلاقته المقامية والغنائية :
حكاية اولى اغنياته
ذكر الغزالي في اخرلقاء صحفي له عام 1963 مع الاستاذ مرعي عبدالله من مجلة السينما والعجائب .ان اول اغنية له قبل 14 عاما ويقصد بذلك عام 1949 - كانت ( زهور الضفاف بما تحلمين) ...الحان الفنان الكبير رياض السنباطي للفنانة المصريه امال حسين ولشدة تأثره بها غناها الغزالي وعلى الهواء مباشرة من دار الاذاعة العراقيه لم تلق الحماسة والتشجيع والقبول من جمهور المستمعين .

             

كان نتيجتها ان ابتعد الغزالي عن الغناء لاكثرمن عام فانصرف ينهل من معين المقام العراقي فالتقى بااستاذه ومعلمه الاول الاسطورة محمد القبانجي فتعلم منه الكثيرمن فنون المقام وسحرادائه ...

       

فكان اول مقاماته الراشدي - ياصاح جف الدمع هب لي دمع جاري للشاعر جبوري النجار واغنية قديمه على جسرالمسيب .والذي غناه ناظم وبالمباشرمن الاذاعة فاجتاز الاختبار بتفوق وتلقى التهاني وكلمات التشجيع والاعجاب من المستمعين والقبانجي ومديرالاذاعة وعندها واصل حفلاته الاسبوعيه . تلك هي البداية الحقيقية له فذاع صيته وعرف اسمه وعلا نجمه كقارئ شاب مقتدر ...

        

بدايته الناجعة هذه جعلته يقف على اعتاب مرحلة مقامية جديدة وضعته امام مسؤولية مضاعفة لتعزيز وتأكيد دوره في اثراء فن المقام حتى بلغت حصيلته النهائية من المقامات بحدود 35 مقاما بين رئيسي مثل العجم والصبا والنهاوند والحسيني والفرعية الكثيرة المسجلة بصوته.

اماعن اول اغنية عراقية حديثة ناجحة للغزالي فكانت عام 1950 (وين الگه الضاع مني)...كلمات الشاعر ابراهيم الامين والحان الفنان الكبير وديع خنده(سمير بغدادي) .

المساحة الصوتيه وخصوصيته الادائيه

ان من يراجع ويصغي وينصت لمقاماته وبخاصة التي تتطلب القرار الصوت الغليظ او الواطئ ومنها :
الاوج ( جرحت قلبي ...)  والمحمودي ( كوطر نهاري ...)  والراشدي ( ياصاح جف الدمع ...) وغيرها يقف على حقيقة لا تقبل الشك ان الغزالي قارئ ومجدد للمقام من طراز خاص ويمتلك صوتا متكاملا .

  

وعن خصوصيته الادائيه قال الاستاذ القبانجي :
( الغزالي تأثر بي ولكنه لم يقلدني ) .
طريقة واسلوب الغزالي المتفردة في عرض واداء فن المقام ورفع الالفاظ الاعجميه من بعض المقامات والدخول مباشرة بالشعر والتي سبقه الاسطورة القبانجي بها . تأثر بها الكثيرمن الفنانين في المقدمة منهم الصديق الوفي للغزالي القارئ علي رزوقي ومن ثم عباس البصري وشقيقه صباح وصلاح عبد الغفور والمتألق فؤاد سالم ومحمد الحلي وناظم شكر وعاصم البغدادي ونجاح عبد الغفور و رياض الغزالي وفلاح البغدادي و...

  

زواج الغزالي من سليمه مراد

كان ناظم وقتها بعمر 32 عاما يوم اقترن بالفنانة سليمه تولد عام 1905والتي تكبره نحو 16عاما ولزواجه منها سنة 1953 بالغ الاثر في تغيير مسارحياته الفنيه والاخذ بيده نحو ذرا المجد والشهره اسهمت في تحفيظه عددا من الاغاني التراثية والقديمه وباشعارجديده كما ذكرت سابقا الى جانب دعمه ماديا ومعنويا وتهيئة فرقة موسيقيه حديثة متطورة قادها الموسيقار جميل بشير. وتوثيقه على الاقراص نخبة من المقامات  والاغاني القديمة والحديثة لحساب شركة جقماقجي العراقيه ...

ناظم الغزالي ملحنا

في عام1995 تم تنسيبي مديرا للمركز الدولي لدراسات الموسيقى التقليديه بوزارة الثقافه وخلال ذلك راجعت بقايا مكتبة ناظم الغزالي فوجدت عدة اضابير تحمل اسمه ملحنا وكما مثبته من قبله ولخمس اغان كما صرح للصحفي مرعي عبدالله الا ان الغزالي لم يذكر اسم الاغاني والتي توصلت الى بعضها:

احبك واحب كل من يحبك عام  1956
مره اگول التوبه عام 1957
وهما من تاليف الشاعر جبوري النجار
والاشراف الموسيقي للموسيقار جميل بشير

واعادت بعض الاغاني التراثيه والقديمه وتسجيلها بصوته ولكن بنصوص جديدة
وموسيقى حديثه مع المحافظة على اصل اللحن . كتب كلماتها جبوري النجار والاستاذ عبدالمجيد الملا وقد بلغت نحو 70 اغنيه منها:

بالهجرليل انهار - ياحنينه وياحنينه - ياابن الحموله - ميحانه - يابنيه ويابنيه  - يم العيون السود- يابنت عينج - بالحاجب ادعي بخير-  فوك النخل - وغيرها.

اما اغانيه الحديثة فقد بلغت نحو 40 اغنيه وجدانيه اهمها:
سلمت الكلب بيدك
عروسه عربيه  
شرد اقدم لك هديه
وجميعها من كلمات جبوري النجار    والحان ناظم نعيم
ريحة الورد      النجار    والحان  خضرالياس
احبك وانا اريد انساك     كلمات عبدالمجيدالملا      والحان ناظم نعيم

واخراغانيه عام 1963 تصبح على خير تأليف حسن نعمه العبيدي والحان ناظم نعيم
25  انشودة وطنيه
اكثرمن 40   ابيات شعر وابوذيه وعتابه وركبانيه ...

رحلة الابداع

تلبية لدعوة وجهت للغزالي وفرقته الموسيقيه .غادر الوفد في حزيران 1963 فكانت محطته الاولى الكويت احيافيها الغزالي عدة حفلات وسجلت لحساب تلفزيون الكويت .
وهي معروفة عند الكثير ومنها صوب بيروت وبقي فيها نحو شهر ايضا شارك بعدة حفلات تاريخيه الى جانب فلم ليالي لبنان بااغنية يم العيون السود ووثق تلفزيونيا في بيروت اغنيته الاخيره تصبح على خير...
بعد الانتهاء من حفلاته غادر لبنان باتجاه اوربا للراحة والاستجمام احيا خلالهاعدة حفلات عامة وخاصة بعدها عاد ثانية الى لبنان والتي غادرها فجر يوم الاحد الخامسه باتجاه
بغداد حيث وصلها بعد منتصف ليلة الاحد / الاثنين الساعة الواحده والنصف ...

   

ساعة الوداع

لم ينم الغزالي ليلتها سوى سبع ساعات رغم طول السفر والارهاق الشديد حيث نهض من فراشه التاسعة من صباح الاثنين وتناول فطوره واتصل باصدقائه وبعدها ذهب الى
الحمام لحلاقة وجهه وما ان بدأ حتى سقط جثة هامده ...تعددت الاسباب والموت واحد واغلب الظن ان ناظم الغزالي قد مات مسموما يرحمه الله والله اعلم .

الباحث والمؤلف
سعدي السعدي

         

  

إذاعة وتلفزيون‏



أفلام من الذاكرة

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع