طهران لاتحترم مسؤولي العراق الجديد....!!!

 

المعروف دبلوماسياً، ووفق الأعراف والمجاملات الدولية، أن يكون النظراء في استقبال نظرائهم (فالملك يستقبله الملك أو رئيس الجمهورية، ونواب الرئيس يستقبلهم نواب الرئيس، ورئيس الوزرء يستقبله رئيس وزراء..والوزراء يستقبلهم وزراء من شاكلتهم)، فالبروتوكولات والأعراف الدولية تنص على استقبال رئيس الدولة او رئيس وزرائها وكل من هم في نفس المرتبة من نظرائهم في البلد المضيف...

وهناك أحوال تراعى فيها الدول الثقل السياسي والاقتصادي للضيف واتذكر أن صدام حسين عام 1975 وكان مازال نائب رئيس مجلس قيادة الثورة 0بمنزلة نائب لرئيس الجمهورية) حين زار تونس في طريق عودته لبغداد بعد توقيع الاتفاقية الشهيرة مع شاه غيران في الجزائر، فإن المرحوم الرئيس الحبيب بورقيبة هو الذي خرج لاستقبال صدام في مطار تونس الدولي، وهذه الحادثة مسجلة وثابتة في السجلات والأخبار الموثقة..
نسوق هذه المقدمة لمناسبة ما تتصرف به الجارة الجائرة ((إيران)) مع مسؤولي العراق الجديد..
وبشكل يبدو متعمدا ومقصوداً
فلم ينتبه الرأي العام ووسائل الإعلام لدينا الى زيارة (دولة) رئيس الوزراء نوري المالكي ووفده الى طهران لحضور قمة عدم الانحياز،  حيث تم استقبالهم في المطار من قبل وزير الداخلية الايراني ؟؟ فقد استقبله وزير داخلية ايران ولاحظوا ان وزير داخلية يستقبل رئيس وزراء ؟؟ !!
لكن نوري المالكي بسوابقه الأخرى مع الطرف الإيراني، لحد هذه اللحظة لا يتصرف في هذا المضمار كونه رئيس وزراء دولة ، من المفترض أن يلتزم ويحترم البروتوكولات الدولية في هذا الخصوص لأنه لا يمثل نفسه ولا يمثل حزبه (الدعوة) بل يمثل العراق شعباً وكياناً سياسياً ودولة لها سيادتها ، يمثل دولة ذات سيادة إسمها ((جمهورية العراق)) وهذا المنصب يفرض عليه أن يتصرف في إطار البروتوكولات والأعراف الدولية ، فهو يمثل الدولة والحكومة يمثل معارضيه ومؤيديه، يمثل حضارة الحجارة في بابل اقدم من حضارة بني فارس وسياساتهم .
الظاهر ان ملالي طهران لايحترمون استقلالية العراق ولا يحترمونه كدولة بل مازالوا ينظرون للعراق كجزء تابع من توابعهم، او مازالوا ينظرون له كدولة معادية!!!
فقبل هذه الزيارة كان ((فخامة) رئيس جمهورية العراق على شاكلة المالكي فجلال الطالباني في زيارته الأخيرة الى طهران للمشاركة في مؤتمر(محاربة الإرهاب) وقبلها في مؤتمر الشعوب التي تحتفل بعيد النوروز كان قد استقبله في المطار  وزيرٌ ؟؟ !! ليس وزير الخارجية، بل وزير النفط على آبادي وقبلها استقبله وزير الصناعة الايراني
أي استهزاء واي استخفاف هذا
وقبل عامين كان نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي في زيارة لطهران فاستقبله في المطار سكرتير وزارة الخارجية؟؟؟؟ وهذا موثق ايضا لمن لديه ذرة شك في الامر وقد سجل الهاشمي موقفا حين قطع زيارته ورجع قبل انتهاء موعدها احتجاجا على سوء التصرف وهذا احد اسباب الحقد الايراني على السيد الهاشمي
وكذا الحال عند زيارة النائب عادل عبدالمهدي او النائب الآخر لرئيس الجمهورية السيد الخزاعي!!!
لاحظوا الاستهزاء اين وصل ؟ وكأنهم يريدون ان يوصلوا للعالم والمجتمع الدولي ان العراق لعبة بيدها وانها تحكمه من خلال هؤلاء الصعاليك الذين اجلستهم على كرسي الرئاسة بتخطيطها وسياستها وتريد ان تخاطب امريكا والامم المتحدة ان هذا نتاجك ما بعد 2003 صار دمية بيد ملالي طهران
هكذا تتعامل ايران مع العراق الجديد بزعامة الاحزاب الطائفية الايرانية وهي تتقصد وتريد النيل منه والتنكيل به وجعله فريسة تنهشه متى شاءت وتجعله رئة تتنفس الصعداء لكي تبتعد عن العقوبات الدولية
لسوء حظنا ان المالكي يصر مستكبرا انه لا يمثل العراق بل يمثل حزبه وانه الموظف العادي من قبل الاطلاعات الايرانية لتنفيذ ما هو ملقى عليه من اوامر بل ويستنكف ان يمثل العراق
ترى بربكم أي استهزاء هذا بالعراق من قبل ايران وملاليها؟؟ ان هذه الاجراءات وضرب الاعراف الدولية دليل ان العراق وشعبه اصبح رهينة بيد ملالي طهران وعلى يد ازلامها كالمالكي وغيره من الاحزاب المنتفعة والخانعة .

لقد ايقن العالم ان العراق كأنه ضيعة من ضياع ايران او انه اقليم فيه موظفين تابعين للسلطة الايرانية وهذا ما فعلته مع المالكي
ومن حقنا ان نتسائل اين تلك الافواه التي شجبت زيارة اوغلوا لكركوك فهلا تفضلوا علينا وشجبوا خرق هذه البروتوكولات واهانة كبار مسؤولي العراق الجديد؟؟؟  ام انهم تعودوا دائما  السكوت حيال سياسات ايران تجاه العراق
كنا نتمنى لو ان مسؤولو العراق الجديد بدءا بضخامة الرئيس مرورا بدولة رئيس الوزراء مرورا بنواب رئيس الجمهورية قد غلَّبوا غيرتهم العراقية الوطنية واداروا ظهورهم وعادوا بنفس الطائرة التي اقلتهم
ورجعوا الى بغداد محتجين على هذه الاجراءات الساخرة والاستهزائية لكي يسجل لهم موقف تاريخي مشرف لكن سبحان الله انهم لايريدون الفكاك عن الاسر الايراني والتبعية للملالي الذين يكرهون العراق ولا يحترمون شعبه، ولأنهم يعلمون أن قرار بقائهم على كرسي السلطة رهن بقرار طهران..

أطفال الگاردينيا

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1201 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع