لا أظن أن هناك عراقياً غيوراً واحداً يرتضي أن تنتهك سيادة بلده من أي كائن كان، لأن سيادتنا هي كرامتنا.. هكذا تربينا وهكذا تعلمنا منذ نعومة أظفارنا حبّ الوطن.. وعدم السماح بالمساس بكرامته وسيادته، وأن الدفاع عنه وصد المعتدين عنه واجب مقدس.
وقد أثارت زيارة السيد داوود أوغلو وزير خارجية الدولة الجارة تركيا إلى كوردستان العراق، أربيل ومن ثم زيارته المفاجئة إلى مدينة كركوك، أثارت ضجة كبيرة وردود فعل، من قبل ساسة العراق الجدد، محتجين بأنها تعتبر ((إنتهاك للسيادة العراقية))، و((تدخلا سافراً بالشأن الداخلي العراقي))، وقامت حكومة السيد نوري المالكي باستدعاء السفير التركي ببغداد وأبلغته احتجاج الحكومة العراقية.
لكن حكومة اقليم كوردستان أصدرت بيانا قالت فيه أن زيارة أوغلو إلى العراق تمت بترتيبات مسبقة، وبعلم سفارة حكومة المالكي في أنقرة، وان الوفد يحمل تأشيرات من سفارة العراق بأنقرة..
السيادة نكتة مضحكة:
إن مسألة السيادة التي تدعيها حكومة المنطقة الخضراء صارت "نكتة سمجة"، فأين هي السيادة من دخول قاسم سليماني عبر الحدود والأجواء العراقية والبرية ويقابل (( بل يستدعي)) من يشاء دون موافقات ولا تأشيرات ولا فيزة!! ليش (سليماني) حلال.. و(أوغلو) حرام؟ السيادة واحدة لا تتجزأ.. إن كنا نحترم سيادة العراق فلنقطع الأفعى الإيرانية الممتدة التي تؤذي العراق والعراقيين وتنتهك السيادة...
هل قرأتم مذكرات السيد مقتدى الصدر التي فضحت أكذوبة السيادة؟
فقد أصدر سماحة السيد مقتدى الصدر مذكرات أسماها ((صفحات من الهدف النبيل من زيارة أربيل.. مذكراتي فيما يخص زيارة أربيل وتداعياتها)..
قال فيها:
'حينما جاءني خبر زيارة المالكي إلى طهران توقعت أنْ يكون هناك طلب من المسؤولين في طهران لِلّقاء به بصورة أو بأخرى... وأنا على علم ويقين بأنَّ هذا الطلب جاء على رغبة من المالكي نفسه، إلا انهم اعني (المالكي + طهران) لا يريدون أنْ يبُيّنوا أنَّ من أراد اللقاء هو المالكي ' .
ويستطرد السيد في قراءة مذكراته لقدم لنا مفهوما جديدا للسيادة الوطنية، كما يراها ساسة العراق الجديد وعلى راسهم المالكي، قائلا: 'ولا يفوتني أنْ أخبركم أنّ هذا اللقاء كان في بدايته بحضور الوفد المرافق لي ...إلا انّ الوفدالمُرافق لي خرج ولم نبقَ إلا أنا والسيد مصطفى اليعقوبي والشيخ الزهيري إضافة إلى (ضيف الشرف) وهو المالكي. وكان في بعض فترات اللقاء يتواجد: قاسم سليماني. وهو قائد فيلق القدس في إيران، بل وخارجها أيضا...!!
وفي نهاية المطاف أو اللقاء أخبرتُ المالكي بأنني سأذهب إلى اربيل أو كردستان فهل من حاجة أُبلغها لهم لتقريب وجهات النظر. فما كان جوابه إلا مصحوباً بتأييد قاسم سليماني:
بأنْ لا تذهب فذهابك فيه مُخاطَرَة أمنية وإضعاف شعبي. وقد وصفوا الأكراد بوصف لا أريد ذكره هنا..!!!! '.
هنا ينتهي مقتدى الصدر من التأكيد على انه لم يصغ الى نصيحة قاسم سليماني قائد فيلق القدس الحاضر في اجتماعه 'الخاص' مع المالكي وان لم يوضح لنا لماذا لم يرفض هو حضور شخصية استخباراتية بارزة لدولة اجنبية في لقاء خاص يجمعه ورئيس وزرائه ليتباحثا في شأن خاص بالعراق؟؟؟؟؟!
نوري المالكي يهدد
نوري المالكي هدد وقال انه 'ليس من مصلحة تركيا او اي جهة اخرى الاستهانة بالسيادة الوطنية وانتهاك قواعد التعامل الدولي وعدم الالتزام بابسط الضوابط في علاقات الدول والمسؤولين' وأعلن رئيس الوزراء نوري المالكي رفضه لتعامل تركيا مع اقليم كردستان كأنه دولة مستقلة!!!
أغاتي عدنا سؤال واحد إلى مولانا نوري المالكي نتمنى أن يجيبنا عنه ((هل يستطيع فخامة دولتكم أن تطأوا أرض أربيل بدون موافقة مسبقة من رئاسة الإقليم؟؟)) إفتونا مأجورين!!
مسؤول إطلاعات يتجول على راحته في العراق.. فأين السيادة؟
كشف مصدر ايراني بارز لمراسل "ساحات التحرير" ان مسؤول المخابرات الايرانية بناهي زار اقليم كردستان الاسبوع الماضي والتقى في اربيل كبار المسؤولين الحكوميين في الاقليم.
واوضح المصدر ان مسؤول "اطلاعات" بناهي امضى خمسة ايام امتدت من السبت الى الاربعاء من الاسبوع الماضي في لقاءات جمعته الى كبار القادة في الاقليم في خطوة وصفت بانها محاولة جس نبض من ايران للقيام بتقريب وجهات النظر بين رئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس الاقليم مسعود بارزاني.... وفيما كانت الحكومة المركزية اصدرت مواقف حادة وغاضبة حيال زيارة وزير الخارجية التركية احمد داود الى اقليم كردستان، الا انها التزمت الصمت حيال زيارة المسؤول الايراني البارز الى اربيل.
ومن المعلوم ان لايران تمثيل دبلوماسي مع اقليم كردستان فضلا عن علاقات اقتصادية وتجارية واسعة، وغالبا ما تقوم طهران بتنسيق مواقفها مع اربيل بخصوص الاختراقات الامنية الحدودية دون ان تكون بغداد على علم بالتحركات الايرانية...
عجيب أمور غريب قضية؟
زيارات سليماني وبناهي ((حـــــلال)) كالماء الزلال؟؟ أما زيارة داوود أوغلو فهي ((هرام))!!!!
684 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع