إلهام شاهين: لم يحن وقت تناول قضايا الربيع العربي دراميا

  

         العاطفة تسبق العقل دائما في اختياراتي    

الفنانة المصرية إلهام شاهين واحدة من الفنانات اللائي يثرن الجدل باستمرار، سواء بأعمالهن الفنية في السينما والتلفزيون، أو بعيدا عن الفن بآرائهن الجريئة التي تخالف التيار العام في السياسة أو حتى الدين، في حوار لها مع “العرب” تحدثت الممثلة الملقبة بـ“صائدة الجوائز” عن غيابها التلفزيوني السنة الماضية، نظرا لانشغالاتها السينمائية الكثيفة، مؤكدة عودتها هذا العام للدراما الرمضانية بعمل مرتقب.

العرب هشام السيد:ترى الممثلة المصرية إلهام شاهين استحالة تناول قضايا الوطن العربي من خلال أعمال فنية حاليا، طالما أن المجتمع العربي مازال داخل الحدث، مردفة أن ذلك سيكون متاحا عندما يتمّ الخروج من الحدث حتى تكون الصورة أشدّ وضوحا للخروج بفكرة مكتملة.

وأضافت "كانت لدينا مواضيع جيّدة تتيح لنا تناول مثل هذه القضايا، إلاّ أن بعض المنتجين حكمتهم المسألة التجارية في الاختيارات، نظرا لأنهم يبحثون عن الرائج لدى الجمهور".

وجلبت التصريحات السلبية التي أدلت بها شاهين حول ثورة 25 يناير 2011 هجوما عنيفا عليها، وقالت في حديثها لـ“العرب” إن الوضع العربي الراهن سيء جدا، فما يحدث في سوريا وليبيا والعراق واليمن، وصولا لما يجري في مصر ولبنان أحيانا من أحداث إرهابية يدعو للأسف.

ووصفت الثورات بأنها لم تكن ربيعا عربيا، بل شتاء عاصفا لتمزيق الأمة العربية وتفكيك جيوشها، مؤكدة أن لكل فنان الحق في أن يقول رأيه بشأن الأحداث الجارية، من منطلق كونه مواطنا وليس فنانا.

وطالبت المجتمعات العربية بضرورة الوحدة، مثل أوروبا التي زادت قوتها بعد ظهور الاتحاد الأوروبي، وذلك يستدعي من العرب الاتحاد لمواجهة قوى عظمى تحرص على ألاّ يتحد العرب.

كتاب وجريدة

أكدت الممثلة إلهام شاهين التي يطلق عليها لقب “صائدة الجوائز” لـ“العرب” أنها لا توقفها الانتقادات التي تهاجم آراءها البعيدة عن الفن، انطلاقا من قناعتها بأن إبداء رأيها حق من حقوقها كمواطنة وليس كفنانة.

شاهين خالفت التوجه السائد لأغلب الفنانين في الفترة الأخيرة الذين اتجهوا للعمل بالتلفزيون، وكشفت عن عشقها الشديد للسينما، وفلسفتها في ذلك أن الفيلم يعيش فترات طويلة، مثل الكتاب الذي تقرأه مرة ويوضع في المكتبة ثم تستعين به مرات أخرى.


وعن التلفزيون تقول الفنانة “هو يمنح الفنان انتشارا كبيرا، لكنه مثل الجريدة اليومية تقرأها مرة واحدة فقط، ومن الصعب أن تعود إليها مرة ثانية”. وأوضحت شاهين أن ابتعادها عن التلفزيون خلال العام الماضي كان بسبب انشغالها بتصوير ثلاثة أفلام في وقت واحد هي “ريجاتا”، و”هز وسط البلد”، و”يوم للستات” المنتظر.

صدمة الصلعاء

حول ما تتهم به عن اقتصار بطولة الأعمال التي تقوم بإنتاجها عليها فحسب، أوضحت أن خوضها مجال الإنتاج من الأساس كان مرتبطا بحماسها لتقديم أعمال ذات قيمة فنية، لكن ذلك لا يعني هيمنتها على البطولة، لأن ذلك كفيل بإفشال الفيلم.

ودللت على كلامها بالقول “في فيلم “هز وسط البلد” مثلا كانت مساحة دور الفنانة حورية فرغلي أكبر من دوري، ورغم ذلك لم أجد في الأمر أي مشكلة، لأن السينما عمل جماعي، والبطولة الجماعية تخلق تنافسا بين الفنانين لإخراج أفضل ما لديهم”.

وعمّا يتردد عن استسلامها أمام الأوضاع الفنية المتردية والتوقف عن الإنتاج، قطعت إلهام شاهين تلك الشائعات قائلة “أنا مستمرة ولن يتوقف مشروعي الإنتاجي”.

واعترفت بأن حال السينما خلال السنوات الأربع الماضية لم يكن على المستوى المأمول فنيا لكنها تتوقع أن يكون 2016 عام العودة الجيدة للسينما، حتى تعود للمنافسة بقوة وتخرج بشكل يليق بالفن العربي.


وحول الضجة التي صاحبت ظهورها صلعاء في فيلم “ريجاتا” للمخرج محمد سامي، أكدت إلهام شاهين أن الهجوم كان صادما بالنسبة إليها، وخاصة أنها على قناعة بجودة العمل الذي لم يتضمن أي مشاهد تثير الجدل، كما أن الهجوم بدأ قبل العرض الجماهيري، وأردفت: كنت سعيدة بتجسيد هذه الحالة الإنسانية لسيدة مصابة بالسرطان ترتدي الحجاب لإخفاء صلعها، وهي تجربة تقدم لأول مرة في السينما بهذا العمق.

وبشأن مشاريعها التلفزيونية في الموسم الرمضاني المقبل أكدت أنها تفاضل حاليا بين المشاركة في الجزء السادس من “ليالي الحلمية” وهو من تأليف أيمن بهجت قمر وعمرو محمود ياسين ومن إخراج مجدي أبوعميرة، أو المشاركة في مسلسل “حكم علينا الهوى” من إخراج حسني صالح، لكنها ستكون موجودة في عمل واحد في كل الأحوال.

وحول الاتهام الدائم للدولة المصرية بأنها رفعت يديها عن الفن، ترى شاهين أن الدولة غير مطالبة بالتدخل لإنتاج فن ذي مضمون هادف، حيث أن هناك أولويات لدى الدولة لا بدّ أن تهتم بها بعيدا عن الفن على الأقل في الفترة الراهنة.

ولا بدّ أن يترك المجال للسينمائيين المطالبين بالوقوف معا ودعم الصناعة مثلما أعطتهم السينما الكثير من قبل، وعدم انتظار أحد من خارج الوسط الفني لإنقاذها من عثرتها.

وقالت شاهـين إن المسرح ليس على خارطة أعمالها في الوقت الحالـي، لأنـه يحتـاج إلى تفـرغ تـام، ومع ذلـك تفكـر فـي تقـديـم مسرحية للراحل توفيق الحكيم بالاشتراك مـع الفنـان فاروق الفيشـاوي، وربما يكون ذلك في المستقبل القـريب. وتلخص شاهين شخصيتها الفنية بقولها: أنا فنانة عاطفية، لذلك فإن العاطفة تسبق العقل دائما في اختياراتي، ولا أقبل أي عمل لمجاملة صديق ما لم أكن مقتنعة كليا بما أقدمه مهما كانت مساحة الدور، فبالنسبة إليّ لم يعد الكمّ هو الفيصل، لكن أبحث دائما عن الكيف الذي يحتويه العمل.

وختمت إلهام شاهين حوارها مع “العرب” بتأكيدها على أنها ستواصل فنها إطلاقا طالما كانت قادرة على الوقوف أمام الكاميرا.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

726 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع