وحيدة خليل..هكذا كانت البداية
كمال لطيف سالم/تقول المطربة الريفية وحيدة خليل:
اني اغني من صميم قلبي، وبكل عواطفي وجوارحي، لا اغني كيفما كان.. او بلا اهدف، الاغنية التي لا تعني شيئا.. لا اغنيها، لقد بدأت الغناء منذ الطفولة، وغنيت في الاذاعة والتلفاز منذ عام 1951. لم ادرس الغناء، لكني ترددت كثيرا على دور العرض، لمشاهدة افلام السيدة ام كلثوم والمطربة ليلى مراد،وقد حفظت الكثير من اغاني المطربتين، ان صوتي قوي بشهادة الاخرين، لقبت فيما مضى باميرة الغناء الريفي، ولاشك ان الملامح الاساسية التي يتشكل منها صوتي تكمن في صفائه وانسيابه وقدرته على التفاعل، مع الكلمة واللحن الريفيين. وهذا لا يعني بالضرورة، عدم استطاعتي تأدية الاغاني العصرية.
عباس جميل والقفزة الكبيرة..
وعن كيفية اكتشاف صوتها وصعودها نحو النجاح قالت: لقد كان اول من اكتشف جوهر صوتي، هو الملحن عباس جميا الذي عرفني على الملحن ناظم نعيم، حيث قدمني للجمهور باغنية (يايمه ذاك هواي). ثم جاء الفنان الراحل جميل بشير فقدمني باغنية (من وصلج من دلاج).. كانت هذه اول مرحلة اخطوها. ثم جاءت القفزة الكبيرة، على يد الملحن عباس جميل، الذي صاغ لي العديد من الالحان، التي دفعت بقدرات صوتي نحو المزيد من التألق والنجاح، منها (عين بعين، وجاوين اهلنا) وغيرها، وللحقيقة اقول.. اني مازلت اتطلع الى الحان بلهفة! كما تعاونت مع روحي الخماش، محمد عبد المحسن.
ترشيح الاصوات الغنائية وبطاقات التوصية!!
ولما سألنا الفنانة وحيدة خليل عن افتقار الغناء العراقي للاصوات النسائية والرجالية الجديدة قالت:
لقد كان اختيار الصوت الناجح، يتم بوساطة قرار تصدره لجنة اختيار الاصوات، وكان الصوت الجديد، يخضع الى اختيار صعب جدا، اما اليوم.. واقولها بمنتهى الالم:
فيتم ترشيح الاصوات الغنائية، بموجب بطاقات توصية! فتصبح فلانة او فلان بين عشية وضحاها، مغنية او مغنيا، ولهذا قلما تجد بين الاصوات الجديدة، من هو جدير بالدخول الى المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون! لقد احلت نفسي على التقاعد، وهو موضوع يجب الا يحدث بالنسبة للفنان مطلقا، والفنان الحقيقي،لا يرضى بالموت السريري، ويرحب به امام مكبر الصوت، او المذياع، او على خشبة المسرح، لكني وجدت نفسي مرغمة.. بعد عمليات المحاربة التي جابهني بها البعض، كان يقال لي ان (الاستوديو) مشغول.. او محجوز.. لدينا ضيوف، وتكثر الاعذار.. ويفوت موعد التسجيل ومن ناحية اخرى، كنت اجهز نفسي لاداء الواجب في المناسبات الوطنية والقومية، فتأتي المناسبة وتروح، ولا احد يستدعيني، مع ان الدعوة وجهت للجميع، بما فيهم الغجر!!، وناحية ثالثة:
كانت احدى المغنيات، تسجل اربع اغنيات في الشهر، بينما اسجل انا واحدة كل ستة أشهر، وحتى السفرات، كانت تتم بصورة مزاجية، حصلت على سفرة واحدة، وكانت بناء على طلب من المغتربين العراقيين في (ديترويت) بامريكا.
لهذه الاسباب مجتمعة، اعلل فقر ساحة الغناء العراقي، الى الاصوات الجديدة، فالصوت الجيد، لا يستطيع الوصول، لعدم وجود لجان اختبار متخصصة، واذا تسرب احد هذه الاصوات، سرعان ما تعلن الحرب ضده!
اعادة تسجيل الاغاني..
اما عن اعادة تسجيل بعض اغانيها الريفية فقد اجابت:
استدعتني قبل بضعة اشهر، المؤسسة العامة للاذاعة والتلفزيون، حيث طلب مني احد المخرجين اعادة تصوير عشر من اغنياتي، وذلك على سبيل الاحتفاظ بها للذكرى، وايضا من باب الوفاء اليّ كمطربة ريفية، وفجأة تخلى هذا المخرج عني،واحالني على مخرج اخر، اظهر استعداده لاخراج الاغنيات العشر، ثم تركني على اساس الاتصال بي هاتفيا!!، وحتى الان لم يتصل بي، سألت عن السبب.. فقيل لي ان المدير العام اوصى بتسجيل اغنيات (الذكرى والوفاء).. نقل الى وظيفة اخرى. ولربما كان في (هذا) اعظم فرصة للتنصل. كما علمت ان مخرجا ثالثا حال دون التسجيل. بحجة ان الاغاني قديمة!!!.
ومن اشهر الاغاني التي لحنها عباس جميل لها
* انا وخلي تسامرنة وحجينه
* لا هو جرح ويطيب
* عليمن ياقلب تعتب عليمن
* حرت والله بزماني
* امس واليوم
* ارد اوقف بحي الولف
* على بالي ابد
* اقولك لو عواذلنا تقولك
* بسكوت اون بسكوت
* يمة هنا
* ماني صحت
* جان الحي حلو بعيني
* اليه يحفظج يايمة
مجلة الاذاعة والتلفزيون 1976
669 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع