إسراء سعدي بجاي: بالرغم من حجم التوبا الكبير وثقلها وصوتها العالي، إلّا أنني أحببتها
العازفة العراقية إسراء سعدي بجاي تعمل على التجهيز لفيديو كليب لمقطوعة صولو على آلة التوبا سيبث قريبا على الفضائيات العربية.
العرب/صابر بن عامر:تعد آلة التوبا أكبر آلات النفخ النحاسية وأغلظها صوتا، وينتج صوتها باهتزاز أو “ذبذبة” الشفاه في البوق الكأسي الكبير في الآلة، الأمر الذي يجعل حملها والعزف عليها صعبا، وهي التي تتطلّب مهارات خاصة في النفخ والمسك، لتبقى آلة مخصوصة للذكور، إلّا أن العازفة العراقية إسراء سعدي بجاي كسرت هذه القاعدة لتكون الاستثناء في العراق والعالم العربي عامة.
تعتبر العازفة العراقية الشابة إسراء سعدي بجاي، أول امرأة في العراق والوطن العربي كافة، تحترف العزف على آلة موسيقية كانت ولا تزال -خاصة في أوطاننا العربية- حكرا على الرجال، وهي آلة التوبا (آلة نفخ نحاسية) في الفرقة السيمفونية العراقية.
“العرب” حاورت إسراء سعدي عن سر شغفها بهذه الآلة، ثم احترافها العزف عليها وصولا إلى طموحاتها المستقبلية، فقالت “أولا وجب الإقرار أن لعائلتي دورا كبيرا في إنضاج ولعي بآلة التوبا، فأنا سليلة عائلة فنية حدّ العظام، فوالدي عازف على أكثر من آلة إيقاع، وأيضا إخوتي وجل أقاربي عموما”.
وتضيف إسراء “هذه النشأة الموسيقية كان لها عظيم الأثر بداخلي، الأمر الذي شكل شخصيتي الموسيقية، وبما أنني البنت الصغرى في عائلتي، فقد كنت أستمع إلى البروفات التي كان يأتيها والدي وإخوتي عفوا ببيتنا، ومن هناك عشقت الموسيقى وترعرعت على حبها”.
أما عن اختيارها لآلة التوبا تحديدا، فتقول “بالرغم من حجمها الكبير وثقلها وصوتها العالي، إلاّ أنني أعجبت بها منذ أن شاهدت عبر شاشة التلفزيون العديد من العازفات عليها ضمن الفرق السيمفونية الغربية، أبهرتني فخامتها، علاوة على كونها غير مألوفة، بل وغير مُتداولة أصلا في التخت العربي الشرقي، فهي حكر على الجوق العسكري والأوركسترا السيمفوني، ومن هناك قرّرت التدرّب عليها”.
ومن يومها، أي منذ العام 2009، حين التحقت الفتاة ذات العشرين ربيعا، بمركز كريم كنعان وصفي، والتوبا لم تفارق إسراء، ولا إسراء فارقت التوبا لتتفوّق في العزف على هذه الآلة المخصوصة للذكور، ولتُبهر أهلها أولا فالأقارب ثانيا، ثم المحيطين بها ثالثا، إلى أن احترفت العزف عليها، لتلتحق بعد أقل من عام بالفرقة السيمفونية العراقية الوطنية، وتُصبح ذائعة الصيت على المستوى المحلي فالعربي كأول امرأة عازفة على آلة التوبا.
ولم تخلُ علاقة إسراء في تعاملها مع التوبا من طرافة، حيث تذكر أنها ومع أول حفل جماعي لها على خشبة المسرح، ارتبكت إلى حدّ البكاء، إلّا أنها تمالكت نفسها بعد ذلك بفضل تشجيع والدها من ناحية، وإيمان قائد الفرقة بها من ناحية أخرى، وهو الذي حفّزها كي تقدّم مقطوعة منفردة، قوبلت بتصفيق كبير من الجمهور.
والتوبا بمثابة آلة الباص في قسم الآلات النحاسية وخماسيات وجوقات الآلات النحاسية، كما أنها تعزّز أصوات آلات الباص الوترية وآلات النفخ الخشبية، ويمكن استخدامها كآلة للعزف المنفرد، وعن المعطى الأخير تقول إسراء سعدي بجاي لـ“العرب” “أعمل حاليا على التجهيز لفيديو كليب لمقطوعة صولو على آلتي المفضلة التوبا، سيبث قريبا على الفضائيات العربية”.
https://www.youtube.com/watch?v=TpsyH4e1J1o
870 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع