«الفرقة الشلبية».. تتمسك بأمل الحياة في الحارات الدمشقية … الأخوان شلبي: رسالتنا اليوم نشر الموسيقا التراثية ومزجها بالحداثة من دون المساس بأصالتها
الوطن السورية/سوسن صيداوي:الفرقة شلبية بامتياز، مكونة من أخوين، فالابنة روحها وقلبها دمشقيان، وهي عيون للابن الشلبي، جمعهما هدف واحد واهتمام واحد، واستطاع كل من صوتها وعزفه على آلة الغيتار أن يخلقا حالة خاصة ويتميزا بها، فالفرقة الشلبية هي لإحياء التراث الموسيقي بالمحافظة على أصالته رغم الفلامينكو وحداثة الأسلوب القادرة على جمع الناس في حفلات المقاهي الدمشقية، كي تغني وتتمايل على صوت «مانو» الواثق الحاضر مع عزف «سليمان» الواعد بضرورة التمسك بعراقة القديم ومزجه بالجديد الشبابي من دون الانتقاص من قيمته أو جودته. صحيفة «الوطن» التقت الأخوين شلبي… وإليكم الحوار:
تحدثوا لنا عن نشأتكم وتربيتكم… ومن في الأسرة شجع سليمان على العزف ومن شجع مانو على الغناء؟
لقد تربينا ونشأنا في منزل يهتم بالموسيقا والفن وكان التشجيع الأول من الأهل ويمكنني أن أقول بأن هذا التشجيع كان كبيراً لهذا حرص أبي وأمي منذ صغرنا أن نلتحق بالمعاهد الموسيقية.
لماذا اخترت العزف على الغيتار دون غيره من الأدوات الموسيقية وكم كان عمرك عندما بدأت بالعزف؟
لقد اخترت آلة الغيتار بالتحديد لأنني منذ طفولتي كنت وما زالت تجذبني بصوتها، كما أنني وجدتها آلة بسيطة ولهذا اخترتها وحضنتها حتى الآن، وكان عمري عندما بدأت بالعزف ثلاثة عشر عاماً.
مانو… من اكتشف صوتك؟
سليمان هو أول من اكتشف صوت مانو في الغناء، وكان ذلك عن طريق المصادفة عندما كان لديه حفل وأردت مشاركته وبالفعل قمت بالغناء في الحفل الذي كان قائماً على استضافة بسيطة، ولكن من هذه المناسبة وجد سليمان عندي ما يخدمه في مشروعه «الموسيقا الإسبانية مع الأصوات الشرقية» ورأى في صوتي قدرة على تأدية الأغاني الشرقية على آلته.
قمت بالغناء في الخارج مع فرق.. ما طبيعة تلك الفرق… وما الأغاني التي كنت تغنينها؟
كان عمري عندما بدأت بالغناء كمغنية وليس كهاوية ثلاثة وعشرين عاما، وكنت سافرت إلى الخارج وقمت بالغناء مع فرق غنائية وموسيقية كنوع من التجربة الجديدة، وكانت طبيعة الأغاني التي كنا نقدمها ثراثية شرقية إضافة إلى الأغاني الغربية الإنكليزية منها والإسبانية، ولكنني عدت إلى سورية لإيماني بحاجتها لنا نحن أبناءها، وأيضاً لإيماني بمشروع سليمان الموسيقي.
سليمان… حدّثنا عن مشروعكم الموسيقي بشكل أدق؟
يقوم مشروعنا الموسيقي على أساس دمج موسيقا التراث العربي الشرقي مع القوالب الأندلسية وتأديتها بأسلوب الفلامينكو ونشرها بصورة حديثة.
اليوم الكثير من الشباب فضلوا السفر… لماذا لم تسافر؟
لم أفكر بالسفر لأنني كنت أدرس بالمعهد العالي للموسيقا وكنت ملتزما به وتخرجت فيه في السنة الحالية، لا أفكر بالسفر لأن الشام تعني لي الكثير وهي تحتاجني ومن خلال ما سأقدمه من موسيقا سأبقى هنا.
وعلى سيرة الدراسة… مانو أنت لم تدرسي الغناء بالمعهد؟
لا… أنا درست الأدب الإنكليزي وتخرجت في جامعة دمشق ولكنني تعلمت الموسيقا في معاهد الموسيقا الخاصة ومنذ كنت طفلة.
كيف كان إقبال الجمهور.. وما الخاص الذي يميز سليمان ومانو شلبي؟
الحمد للـه… إقبال الجمهور دائماً إيجابي ونلقى دعماً مستمراً من الجمهور المتلقي لأنهم يشعرون ببساطة وقرب ما نقدمه رغم أنه بأسلوب الفلامينكو، لكن الحداثة في الطرح الموسيقي الجمهور يتقبلها ولا يشعر بغرابتها وهذا الأمر يجعلنا مقربين منهم وخاصة أننا نحافظ على أصالة ما نقدمه.
ما دور الإعلام في المساهمة بنشر نشاطات الفرق الشابة مثلكم؟
اليوم تقوم مواقع التواصل الاجتماعي بدور كبير وفعال في انتشار الفنانين، تعريف الجمهور بالفرق الشابة ربما بطريقة أسرع من الصحف والإذاعة والتلفزيون.
هل تلاقون دعماً ثقافياً وفنيا؟
نلقى دعماً دائماً من مؤسسات الدولة المختلفة سواء من دار الأوبرا أم وزارة الثقافة أم مديرية المسارح، حتى إن وسائل الإعلام المحلية المرئية والمسموعة والمقروءة تهتم بالمواهب وتسعى لتغطية كل ما هو جيد.
ما الذي يميّز الفرقة الشلبية.. هل هي الأخُوّة؟
بعيداً عن المشروع الموسيقي الذي نقدمه، في الأساس مانو وسليمان أخوان وهذا الأمر أوجد نوعا من التوافق بيني وبين أخي سليمان، فنحن نشأنا في المنزل نفسه، كما أن اهتماماتنا الموسيقية متشابهة وحتى أفكارنا، ما أوجد نوعاً من التوافق انعكس على الناس المتلقين وجعلنا مميزين وخصوصاً وقت الأداء، فسليمان يعرف أخته جيداً وأنا أخته أعرفه جيدا، فيكون الأمر أسهل ونتلافى كل ما يمكن أن نصادفه من أخطاء لأننا نكمل بعضنا.
ما جديدكم.. هل هو ألبوم موسيقي؟
حالياً العمل قائم لتحضير ألبوم قطع موسيقية شرقية، على نمط الفلامينكو، ولا يوجد جهة منتجة لهذا الألبوم، وحتى الآن نحن من نقوم بإنتاج أعمالنا.
لكنّ الأمر مكلف؟
صحيح نوعاً ما.. ولكن الذين يحيطون بنا من أصدقاء مالكين لاستديوهات صوت أو تصوير، يتعاونون دائماً معنا من حيث التكاليف والمصاريف.
إذا الألبوم موسيقي بحت.. ولكن مانو ماذا تحضّر بصوتها؟
نعم.. الألبوم قطع موسيقية من تأليف وعزف سليمان، وبالنسبة لي أنا أحضّر معه أغنية تراثية.
معظم الحفلات التي تقدمونها في مقاهي دمشق القديمة… ماذا تعني لكم الشام؟
الشام هي حياتنا وتعني لنا الكثير ومعظم أفكارنا من وحي دمشق الياسمين، واليوم وطننا بحاجة إلينا، ورسالتنا اليوم أن ننشر الموسيقا التراثية الأصيلة مع الفرح والأمل بضرورة تمسكنا بالحياة والأمل.
https://www.youtube.com/watch?v=pRUA5-gVW_o
869 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع