رئيس وزراء في أربع حكومات توفيق السويدي .. شارك في حرب فلسطين وأسقط الجنسية عن يهود العراق
ولد توفيق بن يونس بن نعمان السويدي في بغداد , رجل دولة وسياسي عراقي درس في كلية باسطنبول، وتخرج من كلية الحقوق الفرنسية عام 1914، ثم التحق بالجيش العثماني برتبة ضابط احتياط في فلسطين، وبعد الحرب مارس المحاماة في دمشق ودرس الحقوق ايضا. وترجع أصوله إلى عشيرة البو مدلل من عشائر الدور،ويرجع نسب هذه العشيرة إلى جدهم الأكبر العباس عم الرسول (صلى الله عليه وسلم), رحل جده من الدور إلى بغداد ,وتتلقب عائلته بالسويدي نسبة إلى جده الأكبر عبد الله السويدي نسبة إلى خال عبد الله السويدي أحمد السويد ،ووثق نسب عبد الله السويدي أمام القاضي في بغداد والمفتي الشيخ عبد الرحمن الرحبي سنة 1567 .
توفيق السويدي كان سياسياً عراقياً تولى منصب رئاسة الوزراء في العهد الملكي ،حيث كان رئيساً للوزراء في أربع حكومات في السنوات 1929، 1930، 1946، 1950. بعد استقالة وزارة علي جودت الايوبي بسبب معارضة الانكليز والوصي لسياسة التقارب مع مصر،شكل توفيق السويدي وزارته الثالثة في 5 شباط 1950،وكان تشكيل هذه الوزارة ائتلافيا اذا اشترك فيها ممثلون عن الكتل البرلمانية والاحزاب العراقية كافة،حيث اتصل السويدي برؤساء الكتل والاحزاب القائمة لانتقاء ممثليهم للاشتراك بالحكومة فاصطدم ببعض العراقيل فقد تقدم حزب الاستقلال الذي يرأسه محمد مهدي كبه ببعض الضمانات،التي يراها ضرورية للعمل من اجل فكرة الاتحاد السوري العراقي.
تعذر على السويدي قبول هذا الشرط فقرر اشراك المستقلين وحزب الاتحاد الدستوري الذي يرأٍسه نوري السعيد فتشكلت الوزارة واحتفظ السويدي بمنصب وزير الخارجية،اضافة لرئاسة الوزراء وكانت هذه الوزارة قوية في مظهرها حيث اشتد فيها نوري السعيد وعددا من الساسة منهم صالح جبر الذي تولى وزارة الداخلية،وشاكر الوادي للدفاع وضياء جعفر للمالية.،وتوفيق وهبي للشؤون الاجتماعية ، وعبدالكريم الازري للمالية وعبدالمهدي المنتفكي للاشغال،وحسن سامي تاتار وهو محام من كركوك لوزارة العدل. وتولى ثلاثة اشخاص وزارات بلا وزارة وهم حامد اغا وهو كردي من زاخو. وجميل الاورفلي وخليل كنه.
أحمد مختار بابان
وكشف توفيق السويدي عن سياسته بانها تنطوي على الاخوة العربية واقامة علاقات اوثق مع الدول الشرقية الاخرى وتحقيق الاصلاح القانوني والداخلي والاعمار الصناعي والاقتصادي،لا سيما و ان سنة 1950 كانت واحدة من السنين التي تميزت بالتحسن المادي بسبب ايرادات الكمارك والضرائب وعوائد النفط المتزايدة، رغم ان توفيق السويدي لم يكن مرتاحا لوزير داخليته صالح ، غير ان شهادة نوري السعيد وتأكيدات احمد مختار بابان كانت تشفع له بانه سوف لا يعرقل اي عمل اراه واي اجراءات اتخذها في سبيل اصلاح الحالة المالية.في تشرين الاول عام 1958 احيل توفيق السويدي رئيس الوزراء السابق الذي تولى في عام 1950 اصدار قانون رقم 3 لسنة 1950 الخاص باسقاط الجنسية العراقية عن كل يهودي يروم الهجرة الى اسرائيل..
احيل السويدي الى المحكمة العسكرية العليا الخاصة(محكمة الشعب) التي ترأسها العقيد فاضل عباس المهداوي، والتي شكلتها قيادة ثورة 14 تموز. في الجلسة (40) في 1958/10/29 قرأ عزيزي ملكي المدعي العام اتهامه ضد السويدي ، قائلا انه شكل وزارته الثالثة التي سنت قانون اسقاط الجنسية الذي ساعد اليهود على الخروج من العراق الى اسرائيل وتهريب اموالهم لدعم الكيان الصهيوني بالمال والنفوس، موضحا امام المحكمة ان المتهم واعوانه كانوا يستوفونه عشرة دنانير عن كل يهودي، اما توفيق السويدي فقد دافع عن نفسه بالقول “احب ان استرعي انظار المحكمة الى الفائدة التي حصلت من اسقاط الجنسية عندما نجحنا في حل عقدة من العقد في بعض الدول العربية،حسب تعبيره!
والغريب ان المهداوي لم يثر اسئلة كثيرة ودقيقة مع توفيق السويدي المتهم بولائه في هذه القضية الخطيرة ،مكتفيا بسؤاله عن دوره في المؤامرة ضد سوريا، حيث أشار السويدي امام المهداوي انه استطاع بهذا القانون ان يتخلص من مشكلة اليهود في العراق لان اليهود – كما زعم، كانوا يسيطرون على اقتصاد العراق وتجارته!! شغل السويدي مناصب حكومية أخرى عندما لم يكن رئيساً لوزراء، كمناصب وزير التعليم ووزير الخارجية حيث شغل منصب وزير الخارجية في حكومة الاتحاد الهاشمي بين العراق والأردن في عام 1958 ، علماً بأن الاتحاد الهاشمي دام لأشهر قليلة حيث أطاح عبد الكريم قاسم بالحكومة الملكية بالعراق عام 1958.
وسجن توفيق السويدي بعد الإطاحة بالملكية في العراق، وحكم عليه بالسجن مدى الحياة، لكن أعفي عنه عام 1961، وأنزوى بعدها نحو عام في منزله، ثم غادر العراق وعاش في لبنان ليبدا بتدوين مذكراته إلى أن توفي هناك عام 1968، ونقل الى مدفن اسرته في بغداد.
المصدر:المشرق
1290 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع