اوراقي ..في الصحافة والحياة تتناثر في شارع (المتنبي)
هذا اليوم صار بالإمكان اقتناء كتاب (اوراقي ..في الصحافة والحياة) للكاتب الرائد الاستاذ صبري الربيعي , من كافة المكتبات في (شارع المتنبي)..
وقد علمت (الگاردينيا) الكثير عن مضامين الكتاب الذي سيعرض لأحداث ومواقف اسهم الكاتب في صنعها او اقترب منها او واكبها ,خلال العقود الخمسة السابقة لهجرته الأوربية , نقدمها لقارئنا الكريم مثمنين حصر الكاتب ما ننشره بمجلتنا , على ان ذلك لا يخل بتفاصيل مضامين الكتاب , الذي يقع بحوالي خمسمائة صفحة من القطع المتوسط , وبطباعة حديثة توفر للقاريء متعة القراءة باسلوب روائي شيق وصريح عرف به كاتبنا .
*ناظم كزار ..يختطف الكاتب
كان ذلك ظهيرة يوم قائظ من عام 1972 فجأة توقفت أمامي ثلاث سيارات (مارسيدس) سوداء ظللت نوافذها بستائر خضراء , لأسمع صوتا يناديني " صبري ..تفضل يمي" ياالهي..انه صوت الرجل المرعب ناظم كزار ....جاء الصوت الأجش لعزت ابراهيم الدوري..اهلا حبيبي ابو حرب ..
*خير الله طلفاح ..خلق زمانه لوحده
ميزة هذا الرجل الرئيسية أنه خال النائب ثم الرئيس صدام حسين , له حكايات استثنائية .. هل كان طامحا بتولي الحكم ؟وما هي نظرته وتقييمه للرئيس الأسبق احمد حسن البكر ؟وماذا قال عن لطيف نصيف جاسم ومؤيد البدري ومحمد سعيد الصحاف ؟ وماهي حكاية جردل مياه المجاري الذي القي على رأسه ؟ ما هو موقفه من الشيعة ؟ الحقيقة والمبالغات في قضية اكتياله للمال و(جشعه) في تملك العقارات والأراضي ؟
وزير التعليم العالي يسأل عن جذور العداء الفارسي للعرب..
لم يك السائل شخصا عاديا ..انه وزير التعليم العالي والبحث العلمي في العراق..والسؤال "ماهي جذور العداء الفارسي للعرب" !
*سعد قاسم حمودي ..من اين استمد سلطته ؟..وماهي اسباب بيروقراطيته ؟.
سعد قبل 17تموز1968 شاب ولد ليجد نفسه ابنّا لقاسم حمودي , وهو من أصدر عديد الصحف اليومية ذات الطابع القومي , ليؤشر على أنه أحد ابرز رواد الصحافة في ثلاثينات واربعينات وخمسينات وحتى اواخر ستينات القرن الماضي ..سعد انغمس في مواكبة مطبعة الجريدة , فيما كان شقيقه الأكبر جعفر عضو في قيادة بغداد لحزب البعث ..تولى سعد مهمة رئيس تحرير جريدة (الجمهورية) فكان ينظر الى الآخرين من طرف (خشمه) ..ربما لتمتعه بمحبة الرئيس الأسبق احمد حسن البكر , وربما لقلة الكوادر البعثية العاملة في الصحافة ..كيف كان يعامل الرواد عبد الهادي الأنصاري ومنير رزوق ومحمد حامد وصادق الأزدي ولطفي الخياط ؟
* قضية تشريد الكتاب والصحفيين الشيوعيين عام 1967
لم تكن اجراءات ابعاد عدد من الصحفيين والكتاب ذوي الإ تجاهات اليسارية من جريدة (الجمهورية ) و( الف باء ) بالحدث البسيط ..فقد عكست آثارها على المستوى المهني لأبرز الصحف الصادرة آنذاك , مما افقر تلك الصحف والمجلات رصانتها وعمق تناولها مختلف القضايا ..ماهي حكاية ابعاد هؤلاء الصحفيين وأهدافها ..تفاصيل لم تنشر عن ابعاد كل من سلام خياط , وصادق الصائغ , ونصير النهر , وسعدون الهلالي , وسهيل سامي نادر ,والصحفي المستقل سجاد الغازي وآخرون ....من دار الجماهير للصحافة (جريدة الجمهورية ومجلة الف باء) الى (امانة العاصمة ووزارات المالية والصحة والعمل ) وماهي خلفيات اتهام سعد قاسم حمودي لحسن العلوي بكتابة تقرير ادى الى تشردهم ؟
*ما الذي عكسته سنوات حكم عبد السلام عارف وشقيقه عبد الرحمن عارف على الممارسة الصحفية وحرية الصحافة ؟
منح قانون المطبوعات آنذاك الحق في اصدار الصحف والمطبوعات ( طبعا ضمن مجرى الأهواء )..فازدهرت سوق الصحف وتعددت ,وصار بإمكان أي مؤهل من دون شروط صعبة جمع مواد صحفية ونشرها بعد اجازتها من الرقيب ..لم يحدث التطور الطموح على صعيد البنية الصحفية , ولكن كان هناك هامشا مؤشرا للحرية الصحفية لم يألفه المجتمع !
*حال الفنون المسرحية (حال السدانة بالماي )..
من غير الممكن اكتمال الإستعدادات الفنية لإكتمال عرض مسرحي قبل شهرين على الأقل ..جهد متصل ,اوقات مليئة , وتوق الى اكتمال الإنجاز .. كل ذلك كان يجري بروحية حميمية مصدرها الفهم لمهمة هذا الفن الرفيع في حياة الناس ..والعائد اذا تحقق ,يكاد لا يغطي نفقات يوم واحد ..أنه الإيمان بهدف قيمي ..
*هتّاف في قبضة الشرطة ..وطه سالم كان حضنا دافئا ..
تجمع جماهيري واسع يهتف للضغط على (الزعيم) عبد الكريم قاسم لإطلاق مجموعة من القادة الشيوعيين في مقدمتهم محمد حسين ابو العيس ايام جفاء قاسم للشيوعيين ..يافع بعمر 16 عاما عين نفسه هتافا للتجمع وصعد الى ارتفاع خمسة امتار .وعندما حاصرت الشرطة مكان التجمع هرب الجميع الّا هتافنا وفرقة (الفضل) الشعبية .. في معتقل الكاظمية استقبل الفنان طه سالم الشاب وكان له مثل أب حنون ...
* الصراع في صحافة القطاع الخاص من اجل التنافس وحيازة الاعلانات .
مغفل من يصدق ان هناك مصدرا اعلاميا مستقلا ..الّا تلك المصادر المؤثرة بشكل مفروض من خلال سعة الاستماع اليها اومشاهدتها او قراءتها ..صحافة الخمسينات والستينات ضامرة مثل نحيف من غير عافية , والذي ينعشها ورود اعلان ببضعة دنانير ترفع بعد الحمل المادي الثقيل عن الصحيفة ..كيف كانت تجري لعبة الإعلانات في صحافة القطاع الخاص ؟
* رئيس الوزراء الاسبق طاهر يحيى يسقط في الطين !
لا أحد يتوقع ان ذلك اليوم سيؤشر حدثا متميزا ..اول رئيس وزراء في العالم يسقط في الطين خلال مهمة رسمية ..سقط الفريق طاهر يحيى في الطين بين الجرف والماء ..بعد اربع سنوات كافأته سلطة 17 تموز بالسجن من دون محاكمة في ( قصر النهاية) والتعذيب والجسدي بتهمم ظالمة , في حين ان السبب الأساس يكمن في ..
* اساتذة معهد الفنون الجميلة لايرون في أداء استاذهم حقي الشبلي مدير عام السينما والمسرح مفيدا..
حقي الشبلي (ابو المسرح العراقي) صار مديرا عاما للسينما والمسرح وهو اول مدير عام لمؤسسة تعنى بالسينما والمسرح ..وجد تلامذته ومريديه والفنانون الآخرون فيه تكاسلا وعجزا عن تحقيق منجزات متأملة ..وعندما نشرت سلسلة مقالات نقدية عن أداء الرجل وقعت موقع الإنفعال لدى الشبلي , وقد راح يبحث عن كاتبها ..ماذا جرى من العتاب بحضور اسعد عبد الرزاق عميد معهد الفنون الجميلة ؟وكيف تجري تعالج الهنّات في غير زماننا هذا ؟
وماهي حكاية "ربيتك زغيرون حسن ..ليش انكرتني" ؟
* موت فنان فقرا واهمالا ومرضا من دون آمال تحققت ؟
رسالة تقطر ألما واستغاثة لم تكتم , مصدرها فنان موسيقي شاب طالب في معهد الفنون الجميلة تدعوني للكتابة عن مأساته المتمثلة باصابته ( باللوكيميا - سرطان الدم ) من أجل مساعدته ..عدوت لأصل المستشفى فوجدت عدنان الكناني يدندن عل عوده المكلوم..سودت عشرات الصفحات من اجل عدنان.. فوجدت الزهور تنهال عليه ..فماذا حصل بعد ذلك ...؟
* مراهق شيوعي في الرابعة عشرة .. يدرك الحقيقة ويطلق الانتماء الى الأحزاب بالثلاث .
عام 1959 كان الصراع على اشده بين الشيوعيين من جهة والبعثيين والى جانبهم العناصر القومية من جهة اخرى ..وقد كان القاسم المشترك الي تحشد حوله كل من الجانبين انتخابات نقابة المعلمين ..الشيوعيين وضعوا كل ثقلهم للفوز بمنصب النقيب فيما رشح القوميون والبعثيون د .احمد عبد الستار الجواري..كنت منفذا لأول مهمة جريئة في حياتي إذ كلفني مسئولي ليث الجلبي (ضاع في زحمة الأحداث) بعد تزويدي ب(گلن بوية) كتابة شعارات القائمة المهنية على الجدران .وقد فعلت ..حيث استيقظت العيون على شعارات ملأت الشوارع , كنت أسير متبخترا وفخورا.. أنني سبب كل هذه الضجة !
* مواقف انسانية واجهها البعض بالنكران ..بالأسماء والأحداث....
كانت (فرقة الفنون الشعبية) طريقي الى الإذاعة التي دفعت بي الى الأزقة العثمانية الضيقة في (جديد حسن باشا والحيدرخانه وشارع السموأل ) حيث مكاتب ومقرات الصحف والمطابع..عرفت مهند الانصاري جارا طموحا تشده (ديناميكية) الشباب واحلامهم ..كما كان تلميذه د . عبد القادر الدليمي وصفوة من المثقلين بمواهب الكتابة والفنون ,يزدحم بهم مكتب الفرقة الصغير الا انه كان يمور بمواهبهم لطفي الخياط وسعدون الهلالي وابراهيم الهنداوي وعبد علي اللآمي, وايفيلين ادرياوش, وأ.د مجيد حميد العنبكي , وصادق علي شاهين ,وداود عبد المحسن ,
* كيف قلق سعد قاسم حمودي عام 1969 على فوزه بمركز (نقيب الصحفيين ) لأول مرة ؟
المكان قاعة جمعية الحقوفيين العراقيين في (المنصور).. المؤتمر العام لنقابة الصحفيين يفتتح بعد دقائق ..سعد قاسم حمودي وريث السمعة الصحفية الموقرة مرشح (الحكومة) لمنصب النقيب يجلس الى جانبي قلقا , ويقول "صبري ..آني واثق أفوز , لكني قلق " وظننت ان مصدر قلقه رغم ما يتمتع به من اسناد حكومي وحزبي ,هوانه يجد نفسه في مواجهة اصوات الشيوعيين واليساريين الكارهين للبعث ..الّا انه فاز وتمسك بالمنصب 16 عاما حتى خلعه الحزب نفسه ..
* (دوندرمة د .علي الوردي ) غزرت ...
لفتت نظري اليه هيئته وكياسته المميزة فقلت لأخي "ماذا يعمل هذا الرجل" , وبالصدفة وجدناه في المقهى الكاظمي ب( باب الدروازة) ..بعد حديث واسئلة مما يوجهه الكبار الى الصغار قال لأخي " دير بالك على هذا الرجال" وكانت هديتي كأسا من (دندرمة الشعرية بالحليب) ...بعد سنوات التقيت العالم الكبير.. هذه المرة انا المستضيف...
* (الاشقياء) مسرحية تنقذ جمعية حماية الفنون والآداب ..
دفع لي باوراق مبعثرة قائلا "هل ترى هذه تمثيلية تلفزيونية حلوة رفضتها لجنة فحص النصوص في التلفزيون ..ووزارة الداخلية تريد غلق الحمعية لعد مزاولتها النشاط ..ماذا أعمل " ؟ أخيرا أخرج فتح الله الخيالي الرائد المسرحي لسانه لوزارة الداخلية فقد انتجت جمعيته مسرحية (الأشقياء) .....
* كيف افترس الصحفيون بستان (الأب القائد) ؟
وأنا أتجول في بستان فتيّة غناء اصطحبني اليها مدير ناحية (التاجي) غرب بغداد , تمنيت لو يأكل اطفال الصحفيين هذه الأثمار الناضجة (العرموط والآلوبالو الأسود والعنب) فقررت التآمرعلى الثمار! التي أمست الآن فائضة عن حاجة الرئيس البكر و صديقه المغدور صالح مهدي عماش , التي تنتظر من يقطفها, لتذهب الى الأسواق حيث يعجز المتسوقون الفقراء عن ابتياعها ..وفي يوم جمعة مشهود احتشد عشرات الصحفيين وعائلاتهم أمام نادي الإعلام بشارع (ابي نؤاس) ليحشروا أنفسهم بسياراتهم ,وقد تحركت قافلة من عشرات السيارات , ليحقق ركابها الهدف ..لماذا لا يأكلون وهي بستان أبيهم القائد ؟
*حسن العلوي لم يك سكرتيرا للرئيس الأسبق صدام حسن ؟
قول الحقيقة أمر صعب , وقد علمتني ان أكرهها ولم أفعل !..حسن العلوي صحفي ذكي ومبادر وكانت له قضية ..يلوي الكلمات و(يتعنتل) بها لتنضح افكارا ومفاهيم فيها من الغرابة الكثير ..وهذه موهبة صحفية الّا انها لا تستقيم مع الواقع ,كان مهنيا جيدا , له الرصيد الطيب في اوساط الصحفيين ..من اجل نفسه جعل (من الحبة كبّة) ..صورة التقطت له مع الرئيس الأسبق صدام حسين خلال جولة الرئيس (السيد النائب) في قرى الأهوار (السودة والبيضة) باهوار (الحويزة) المحاددة لإيران , وكانت كأية صورة تلتقط لصحفي يرافق مسئول , الّا أنه حمّلها مالا تحتمل , فقد أبتزت هذه الصورة أعداء صدام حسين من دول عربية واقليمية ومسئولون وهبوا (العلوي) الصحفي الذي صار سياسيا بما لا يحلم به مستثمرا غفلة التأريخ..تفاصيل لم تنشر من قبل ..
أن يزعل زميل أو صديق أمر غير مهم ..المهم أن لاتزعل الحقيقة ولا( يتف) علينا التأريخ !!
ايميل الكاتب عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
1068 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع