أوروبا تحصي على الجمعيات الإسلامية أنفاسها

مداهمة 53 موقعا يُعتقد أنها تابعة للمركز في مناطق مختلفة من ألمانيا

العرب/برلين- حظرت الحكومة الألمانية الأربعاء “المركز الإسلامي في هامبورغ”، وهو جمعية تدير مسجدا في المدينة الألمانية وكانت محور تحقيق منذ عدة أشهر للاشتباه في دعمها حزب الله اللبناني وصلاتها بإيران.

وتظهر الخطوة الألمانية أن أوروبا بدأت تحصي على الجمعيات الإسلامية أنفساها، وأن زمن التسامح مع جمعيات الإخوان المسلمين وإيران قد ولّى، خاصة بعد التطورات التي تلت هجوم حماس على إسرائيل في أكتوبر الماضي وما تبعه من حملات تثبّت وتفتيش وتحقيقات بشأن الجمعيات وارتباطاتها الخارجية.

وكانت ألمانيا تميل إلى التسامح مع أنشطة الجمعيات الإسلامية المختلفة، لكن التحقيقات التي أجرتها في السنوات الأخيرة كشفت عن وجود ارتباطات خارجية للجمعيات، خاصة لتركيا وإيران. كما أماطت اللثام عن الطرق الالتفافية التي يجري من خلالها تبديد أموال التبرعات الخيرية لصالح أنشطة متطرفة في الشرق الأوسط.

وقالت وزارة الداخلية الألمانية إن تحقيقاتها أظهرت أن المركز الذي يقدم نفسه كجمعية دينية من دون أجندة سياسية، هو عكس ما يدّعي.

وأعلنت الوزارة أنها “حظرت المركز الإسلامي في هامبورغ والمنظمات التابعة له في كل ألمانيا لأنه منظمة إسلامية متطرفة لها أهداف مخالفة للدستور”.

واتّهمت المركز بأنه “ممثّل مباشر” للمرشد الأعلى علي خامنئي وينشر فكر طهران “بأسلوب عدائي ومتشدد”.

ويسعى المركز، وفق الوزارة، إلى “إقامة حكم استبدادي وديني” بديل عن الديمقراطية، ويدعم “البعد العسكري والسياسي” لتنظيمات مثل حزب الله.

ويشتبه في أن المركز ينشر دعاية معادية للسامية، وهو أمر تسعى ألمانيا لوضع حد له بعد ازدياد معاداة السامية في أعقاب الحرب الإسرائيلية على غزة التي جاءت ردا على هجوم غير مسبوق نفّذته حركة حماس الفلسطينية داخل إسرائيل.

وداهم محققون 53 موقعا يُعتقد أنها تابعة للمركز في مناطق مختلفة من ألمانيا الأربعاء. كما سيطال الحظر عدة منظمات تعمل تحت مظلة المركز، منها أربعة مساجد للشيعة.

وقالت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر “أريد أن أكون شديدة الوضوح: نحن لا نستهدف أي ديانة بإجراء مّا”.

وأضافت “نحن نميّز بشكل صريح بين الإسلاميين المتطرفين الذين نقوم بملاحقتهم (من جهة)، والكثير من المسلمين الذين ينتمون إلى بلادنا ويعيشون بحسب معتقداتهم (من جهة أخرى)”، مشددة على أن “هذا الحظر لا يشمل على الإطلاق الممارسة السلمية للمذهب الشيعي”.

وتعتبر ألمانيا حزبَ الله “منظمة شيعية متطرّفة” ومنعته في عام 2020 من القيام بأنشطة على أراضيها.

وأشارت فيزر إلى أن المركز يروّج لفكر إسلامي “موجّه ضد الكرامة الإنسانية، ضد حقوق المرأة، ضد العدالة المستقلة، وضد دولتنا الديمقراطية”.

وفي طهران أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الألماني “عقب قيام الشرطة الألمانية بإغلاق عدد من المراكز الإسلامية”، مندّدة بـ”تصرف عدائي” رأت أنه “يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان”.

وقالت “للأسف ما حدث في ألمانيا (…) مثال واضح على الإسلاموفوبيا وتحدّ لتعاليم الديانات الإبراهيمية”، مشيدة بـ”الخدمات القيّمة التي لا تُنسى للمراكز الإسلامية ومن بينها المركز الإسلامي في هامبورغ، في شرح تعاليم الإسلام الدينية وتعزيز مبدأ الحوار والتسامح الديني ومكافحة التطرف”.

ويدير “المركز الإسلامي في هامبورغ” مسجد الإمام علي المعروف أيضا بالمسجد الأزرق. وهو يعدّ من أهم المراكز الشيعية في أوروبا، وفي السنوات الأخيرة تعالت الأصوات التي تدعو السلطات إلى غلقه بسبب ارتباطه المفترض بإيران.

وللمركز فروع تمثيلية في مدن أخرى داخل ألمانيا أبرزها برلين وميونخ وفرانكفورت. وقد أسسه مهاجرون إيرانيون في عام 1954 ويخضع للمراقبة من قبل جهاز الاستخبارات الداخلية منذ مدة.

وفي نوفمبر الماضي نفذ المحققون عمليات دهم واسعة لمقره ومواقع مختلفة مرتبطة به في سبع ولايات من مجموع 16 ولاية في ألمانيا.

وأكدت وزارة الداخلية في برلين أنه تمّ العثور على “أدلة كثيرة” أدت إلى “تأكيد الشبهات بشكل كافٍ لإصدار أمر حظر” المركز الأربعاء.

ورحبت الحكومة الإقليمية في هامبورغ، التي تقع شمال ألمانيا، بقرار الحظر. وقال وزير داخلية الولاية أندي غروته إن “إغلاق هذه البؤرة للنظام الإيراني غير الإنساني هو ضربة قاصمة للتطرف الإسلامي”.

  

إذاعة وتلفزيون‏



الطرب الأصيل

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

902 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع