
ماكرون في جامعة سيتشوان الصينية
رويترز:اختتم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة زيارة دولة استمرت يومين إلى الصين، التقى خلالها نظيره شي جين بينغ.
وأثارت هذه الزيارة، التي تعد الرابعة منذ انتخابه العام 2017، جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث زعم بعض المستخدمين أن شي "أهان" ماكرون بعدم استقباله شخصياً في المطار.
وانتشرت على منصتي "إكس" و"تيك توك" منشورات تزعم أن غياب شي جين بينغ عن استقبال الزوجين الرئاسيين الفرنسيين لدى وصولهما إلى مطار بكين الدولي مساء الأربعاء يمثل "إهانة دبلوماسية".
وأكدت إحدى المنشورات أنه "من المعتاد أن يستقبل الرئيس نظيره الأجنبي عند نزوله من الطائرة"، بينما تحدث فيديو آخر عن "شائعات" تفيد بأن الرئيس الصيني فضل تجنب ظهور رسمي لعدم خلق توترات جديدة.
الحقائق على الأرض
في الواقع، استُقبل ماكرون وزوجته بريجيت من قبل وزير الخارجية الصيني وانغ يي، وهو ما وثقته وكالة الصحافة الفرنسية ووكالة أنباء رويترز بالصور والفيديو. لكن هذا البروتوكول لا يعني البتة أي عداء أو عدم احترام من الجانب الصيني، بحسب قناة " TF1 "
وعلى عكس ما تدعيه المنشورات، فإن هذا النوع من الاستقبال يعد كلاسيكياً وطبيعياً في البروتوكول الدبلوماسي.
فقد أكد القسم السياسي في القناة الفرنسية أن ماكرون نادراً ما يُستقبل من قبل قادة الدول المضيفة في المطار خلال الزيارات الرسمية.
أمثلة سابقة تدحض الادعاءات
وخلال الاثني عشر شهراً الماضية وحدها، توجد عدة أمثلة على هذا البروتوكول: في زيارته السابقة للصين العام 2023، استقبله أيضاً وزير الخارجية الصيني آنذاك تشين غانغ، وفي موريشيوس نهاية نوفمبر، استقبله رئيس الوزراء وليس الرئيس، أما في فيتنام نهاية مايو، استقبله مسؤولون رسميون وليس نظيره.
كذلك الأمر في السعودية ديسمبر 2023، استقبله مسؤولون كبار بينهم وزير التجارة، وليس ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
والعكس صحيح أيضاً: عندما يزور قادة أجانب فرنسا، لا يكون ماكرون بالضرورة حاضراً في المطار. فعندما وصل شي جين بينغ وزوجته إلى مطار أورلي في 6 مايو 2024، استقبلهما رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك غابرييل أتال.
إيماءة استثنائية وأكاذيب إضافية
الأهم من ذلك، أن شي جين بينغ وزوجته رافقا إيمانويل وبريجيت ماكرون إلى مدينة تشنغدو في وسط غرب البلاد بعد الاجتماع الذي عُقد في قصر الشعب ببكين الخميس.
وهذه علامة تقدير نادرة، حيث وصف قصر الإليزيه هذه الخطوة بأنها "استثنائية تماماً في البروتوكول الصيني"، معتبراً إياها إيماءة "محل تقدير".
انتشرت أيضاً ادعاءات أخرى على "تيك توك"، منها أن شي جين بينغ رفض لقاء نظيره لمدة 12 ساعة قبل أن يغير رأيه، لكن قصر الإليزيه نفى أي تأخير في الاجتماع.
كما زُعم أن الرئيس الصيني "وبّخ" ماكرون على تعاونه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، بل وطالبه بمغادرة البلاد، لكن لا توجد أي تصريحات عامة من القادة تدعم هذه الادعاءات.

1023 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع