الدكتور محمد زاير أول طبيب عراقي في السويد
صدر كتابي حديثا باللغة السويدية يتناول حياتي منذ أن وصلت السويد في أواخر الخمسينيات من القرن الماضي ومعي حقيبتي الكبيرة الوحيدة وحوالي 300 كرونر شددتها على بطني مخافة الضياع ولبسان طويلة إتقاء البرد الشديد. يبدأ الكتاب بالمقدمة فأقول: لم أقل كل الحقائق ولكن أكثرها خليط من الشوك والورود, الفرح والحزن, الضحك والبكاء, القناعة وخيبة الأمل.
أشكر الله والسويد
أشكر الدكتور فالتر ريسنجر أول رئيس سويدي ساعدني في المجيئ للسويد
أشكر الأخ العزيز عبد حبيب وزوجته أن على قدح حليب الذي غيًر مجرى حياتي وإلى الأبد
(تركت بغداد الحبيبة بالطائرة يوم 22 أب عام 1959 بعد أن ودعني الأهل والأقارب والأصدقاء والدموع والعناق. شاهت بغداد الحبيبة من الجو بعد أن جفت دموعي وأنا أتسائل مع نفسي وأقول هل سيأتي يوم أعود فيه ألى وطني العزيز بعد أن أحصل على إختصاصي بجراحة العظام لإخدمه بالعلم والمعرفة؟؟ هل أنا في حلم أم في حقيقة وأنا في طريقي إلى السويد وكيف تم ذلك؟؟ ......)
كانت السويد أنذاك منعزلة عن العالم وقيل أنه في بداية القرن كان هناك شخصا ملونا واحدا يشتغل في إحدى المحلأت في أستوكهولم الأمر الذي جعل الناس يأخذون أطفالهم لمشاهدة الضيف الملون . وحيما وصلت السويد كان كل شيئ غريبا عليً: الجو البارد والثلوج, العادات المختلفة والطعام واللغة... الخ. كان الترحاب في كل مكان خاصة وإنني قادم من بلأد ألف ليلة وليلة, علي بابا والأربعين حرامي, الستدباد البري والبحري, حرامي بغداد والبساط السحري, وهي القصص التي إعترفت بها الكاتبة السويدية الشهيرة سلمى لأكَركَوف بأنها تأثرت بها فكتبت قصتها الشهيرة والتي أصبحت فيلما سينمائيا يتناول الطفل نلس هولكَرسون وهو يمتطي ألأوزة بدلأ من البساط السحري ليجوب أنحاء السويد.
وصلت مستشفى سولهم في مدينة بوروس ورئيسها الدكتور فالتر ريسنجر الذي ساعدني للمجيئ للسويد والذي كان فخورا بي لإنني قادم من بلأد الرافدين التي كان يرددها حينما يُقدمني ألى الزملأء والأخرين. دخلت مدرسة الأطفال في المستشفى لتعلم اللغة وذات يوم أخبرني الدكتور ريسنجر أن الماركيزه دي لأ كَاردي تريد إقامة دعوة خاصة على شرفي على طريقة القرون الوسطى حيث النساء يرتدين الملأبس ألطويلة والرجال ملأبس الفراك السوداء التي لم أُجربها في حياتي. طلب مني الدكتور ريسنجر الذهاب إلى صديق له في المدينة لكي أستعير ملأبس الفراك. وبعد جهد جهيد إستطاع الصديق أن يحصل على المقياس المطلوب ولكن البنطرون كان واسعا مما جعل الصديق أن يمسكه من الخلف بواسطة فركيته فتم له ماأراد. وصلت الحفل والكل في الإنتظار وعلى رأسهم الماركيزه والدكتور ريسنجر الذي صاح بكل فخر أقدم لكم الدكتور محمد زاير من بلأد الرافدين. إنحنىت بكل أدب وإحترام لمصافحة الماركيزه وإذا بالفركيته تفلت من مكانها وشعرت بأن البنطرون في طريقه إلى الأرض وكان ماكان وعلى الله التكلأن.
ومرة أقامت زميلة دانماركية حفلة عشاء على شرفي مع الزملأء الأخرين. أخبروني الأصدقاء أن عليً أخذ شدة ورد معي حسب التقاليد السويدية ففعلت ذلك ولكن تبيًن أنها من الورود التي توضع على القبور فساد الرعب والإعتذار. وذات مرة مرِضت إحدى العاملأت في مطبخ المستشفى وكانت سمينة جدا ضحوكة ومحبوبة من الجميع. ذهبت مع الزائرين ومعنا الهدايا ولما فتحوا هديتي ساد الضحك والتعليق لإنها كانت فيل كبير من الخزف المناسب إلى حجمها ومقياسها.
252 صفحة وغلأفه الأمامي فيه صورة كاريكاتوريه تشبهني وأنا في الملأبس العربية B5ألكتاب
راكبا على الأيل السويدي وجنطتي الطبية في يدي مع عنوان الكتاب. أما في الغلأف الخلفي فصورة العلم السويدي وتحتها مكتوب. لقد تجولت أنحاء السويد من أقصى شماله (نورد كاب) وإلى أقصى جنوبه (سميكَاهوك) ومن أقصى شرقه (أولأند, كَوتلأند) وفنلنده إلى أقصى غربه والنرويج . ثم كيف وصلت جامعة لند الشهيرة في جنوب السويد حيث قدمت إطروحتي عام 1973 عن مرض بلأونت النادر الذي يُصيب الأطفال بتقوس السيقان ونلتها بدرجة جيد جدا ونشرت المقالأت الطبية المتعددة في المجلأت العالمية وأصبحت عضوا في جمعية جراحة العظام السويدية والإسكندنافية والبريطانية واشتغلت في خمسة عشر مدينة وعيادة ومنها رئيس قسم لجراحة العظام في مستشفى أنكلهولم القريب من جامعة لند لمدة سبعة عشر عاما.
الكتاب بطبيعة الحال يشمل الأحداث المتعددة في حياتي المفرحة والحزينة المؤلمة والمضحكة والمبكية وااغير المتوقعة منها مقابلة رئيس الوزراء الشهير الراحل تاكَه أرلأندر في حمام مطعم ستافشو الواقع خارج مدينة نيشوبنك التي يؤمها أعضاء الحزب الإشتراكي الحاكم ولم يكن معه أي شرطي أو حماية من السيارات لإن الشعب كان يحبه ويثق به, وفي صيف سنة 1965 إشتغلت في قسم جراحة العظام في هلسنكبوري وفي فترة الراحة وتناول القهوة أخبرتنا رئيسة القسم للعلأج بالوسائل الطبيعيه أن أحدهم طرق باب الردهة وقال بكل أدب هل من يساعدني ببعض المساج لرقبتي لوجود بعض الألأم؟ إستغربنا بكل إحترام لإنه كان الملك كوستاف السادس نفسه جد الملك الحالي فقد كان يقضي أيام الصيف في قصره الصيفي (صوفيا رو) خارج هلسنكبوري يزوره الناس ويسلمون عليه حينما يكون منهمكا بالإعتناء بزهوره الجميلة دون شرطة أو إيقاف حركة المرور. كما علقت بإسهاب إلى الأحداث والمصائب التي مرت بالعراق كحرب الكويت التي أوجدها الإنكليز بعد أن كانت سنجقية تابعة إلى مدينة البصرة ثم تدمير العراق بالأكاذيب التي إعترفوا بها مع أحداث سجن أبي غريب المروعة التي هزت العالم كما إلتقىت بهانس بلكس بصورة مفاجئة غير متوقعة فجرى ما جرى من نقاش وكلأم مع التصاوير التذكارية الكثيرة والرسائل المتبادلة الصريحة.
مع هانس بلكس في نقاش وحوار صريح مع تعليقه عن الحرب
ُاحيل إلى التقاعد عام 1995 لكنه إستمر في عيادات خاصة في لند, مالمو, هلسنكبوري واستوكهولم.. ويوم 26 نوفمبر سنة 2013 كان أخر يوم إشتغل فيه لتلقيح الأطفال في مدرسة أوكَورد في مدينة مالمو. الكتاب ممتع لكثرة الصور التاريخية والأحداث المختلفة والتغيرات السريعة التي حصلت في السويد في جميع المجالأت..
مع الدكتور ريسنجر لزيارة المرض في مستشفى سولهم الذي أُزيل تماما
في ميناء كوثمبرك لتوديع الأخ العزيزالزميل الوفي الدكتور زكي الملأح الذي قال بألم: أنظر إلى هذا الحمًال وكأنه بروفيسور أو رئيس شركة. إلى متى يبقى بلدنا متأخرا ولدينا العقول والأموال. لقد بقى اسبوعان في السويد ثم غادر إلى لندن بالباخرة للدراسة. رحمك الله وأسكنك فسيح جنانه.
وهناك الكثير من الأحداث والمفاجئات المتفرقة التي يصعب التحدث عنها في هذه الصفحات.
والسلأم
د. محمد زاير
السويد
يُمكن الحصول على الكتاب على العنوان الأتي.
Nordiska Kompaniet 140
Lena Ek
111 77 STOCKHOLM- S W E D E M.
Tel. 08/ 7628339. E- mail: lena.ek@nkbokhandel,com
901 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع