مختارو الأعظمية / شكر جاسم الطعمة النداوي- مختار الفحامة

 

مختارو الأعظمية شكر جاسم الطعمة النداوي- مختار الفحامة


 
كتبها د عبدالمناف شكر النداوي
 
   كان في مركز مدينة الاعظمية وضواحيها وقراها العديد من المختارين، ففي الخمسينات كان في مركز الاعظمية (حلومي المختار) وفي السفينة كان (عبود النعمان) وفي الكريعات المختار (الحاج زباله)،

وفي قرية البودالي كان الحاج كاظم العلي... وهكذا في بقية المناطق .ونظرا لكون هؤلاء كانوا يُشكلون ظاهرة رسمية وشعبية ولهم مكانتهم الاجتماعية الوجاهية ولكونهم قد اصبحوا جزءا من تاريخ وتراث هذه المدينة اثرنا تقديم معلومات عنهم بقدر الامكان.
كانت تسمية الفحامة هي التسمية الواسعة الشاملة التي تطلق على المنطقة الممتدة من صدر القناة الآن وحتى نهاية منطقة الجلاعطة، والى حدود قرية البو دالي.   ولكل هذه المنطقة كان عليها مختار واحد هو المرحوم (شكر جاسم الطعمه النداوي) من عشيرة النداوات، وقد اصبح مختاراً عام 1942 .
     وفي السبعينات ونظرا لسعة المنطقة اقتطع الجزء الذي يبدأ من صدر القناة وحتى قرية كَميرة وأصبح الحاج تركي الحاج خضير النداوي مختاراً عليه.
ولد السيد شكر المختار رحمه الله عام 1904 في قرية الفحامة وهي التي تعتبر التمركز الثاني لعشيرة الندوات بعد تمركزهم الرئيس في القرية التي تحمل نفس الاسم في مندلي بمحافظة ديالى.   وكان المختارون مرتبطون رسمياً بامانة العاصمة، وقد رخص له بحمل واستخدام مهر خاص معدنياً محفوراً عليه اسمه واسم المنطقة، وظل هذا الختم معه حتى وفاته رحمه الله في الرابع من نيسان 1982 اي انه قضى في عمل المختارية(42)سنة.
كان المختار يعد ابرز وجه اجتماعي في المنطقة ويعد تقريباً بانه ممثل الحكومة وحلقة التواصل معها.   وكان من ابرز حلقات التواصل استلامه سنويا لقوائم المشمولين بخدمة العلم أي التجنيد الاجباري أو الإلزامي.  وكان الجميع مشمولون فيها ولايستثنى الا خريجو الدراسة الثانوية صعودا.   وكان المختار يقوم بتبليغهم بشكل مباشر و يعلق الاسماء في المقاهي ليطلع المعنيون ويحضرون في موعد محدد سنويا وكان يحضر ضابط تجنيد الاعظمية مع من يعاونه من نواب ضباط وجنود والمصور الشمسي وكانت تجري مقابلة المشمولين وتنظم لهم معاملة السوق وكان على المختار ان يعد لهم دعوة غداء متميزة على حسابه الخاص، وفي الغالب كانت عبارة عن قوزي يتم طبخة بطريقة خاصة مميزة غير معروفة الان.... وكان المعنيون بالسَوْق يُبَلغّون بالحضور في موعد محدد وكانت تجرى لهم احتفالية في سوق جميلة على مستوى العاصمة .
ومن بين الامور التي كان ينهض بها المختار ومعه الشيخ (الملا أرزوقي ) شيخ جامع كاظم باشا رحمه الله وعدد من الشهود اجراء مراسيم عقد القران (المهر) وتجري بعدها حفلة العرس ... وكانت مراسيم تسجيل العقد في المحكمة تجري لاحقا. وقد تكون بعد سنوات طويلة ، وكان المختار ايضا يوقع شهادات الوفاة ويختمها، ولاتجري مراسيم الدفن الا من خلال هذه الاستمارة. وكان ايضاً يؤدّي دوره في حل الخلافات التي كانت تجري في المنطقة وفي الغالب كانت تنتهي بطريقة ارضاء الطرفين المتخاصمين
كان المختار دائم الحضور في محكمة الاعظمية، وفيها يؤدي دوره في تسهيل وتيسير معاملات المراجعين، لان  وجوده وختمه كانا ضروريان لانجاز الكثير من المعاملات.  فضلا عن مشاركته كخبير في اللجان التي تشكلها المحكمة للكشف على البساتين والاراضي الزراعية و بيوت السكن. وكانت من النشاطات التي يحصل من خلالها المختار على اجر جيد لقاء تأديته الخبرة..
وكانت اكثر الوثائق التي يوقعها المختار لاصحاب المعاملات هي تأييد السكن وكانت تجري من خلال تاييد يقول (نحن مختار واختيارية المنطقة نشهد بان فلان.......).كما انه كان يزود الناس ضعيفي الحال او الذين يسمون بالفقراء بشهادة فقر حال التي كانت تعتمد لتزويدهم بالكتب المدرسية مجانا او شمولهم بما كان يسمى بمشروع (معونة الشتاء) وهي مساعدة توزع مجانا في المدارس على الطلبة سنويا قبل حلول فصل الشتاء وكانت في الغالب ملابس شتوية.

 ومن الجميل جدا ان يقوم حفيده محمد هاشم بتسمية احد ابنائه قبل سنوات قليلة باسم (شكر المختار) اعتزازا بجده الذي عاش سنوات عمره رجل خير ووجه منطقة بارز خدم سكانها خدمة انسانية يتذكرها الجميع الى الان  ويترحمون عليه.. رحمه الله ورحم الله مختاري أيام زمان.

الگاردينيا:في الصورة الرئيسية/ الى اليمين مختار من المتحف البغدادي والى اليسار المرحوم / شكر جاسم الطعمة النداوي ..

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

608 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع