علي الزاغيني
الكل يدرك ان داعش وأخواتها وما قبلها من تنظيمات وحركات مسلحة هي صناعة غربية بامتياز وهذه الحركة لا تخدم شعوبها علمت بذلك ام تجاهلت فهي أولا وأخيرا تخدم من أسس لها ومنحها غطاء شرعي للعمل المسلح وزودها بالسلاح والمال وكثف الحملات الإعلامية لصالحها وجعل منها المنقذ من جانب
ومن جانب اخر عصابات إرهابية تحاول زعزعة الاستقرار والأمن العالمي ولكن بحقيقة الأمر هي لعبة أمريكية صهيونية بامتياز تحاول تحقيق أهدافها ومصالحها وتحاول التدخل بالشأن الداخلي لأي بلد من خلال هذه اللعبة , قلتها سابقا وأقولها ألان اذا لم تكن هذه الحركات والتنظيمات موجودة إذن لفشل العالم الغربي بالسيطرة وبسط نفوذه وتحولت مصانع الأسلحة والاعتدة مجرد أدواة صماء لا فائدة منها لذا العالم الغربي يحاول بشتى الطرق ان يجعل العالم مشتعل بالفتن حتى يجد سوقا لتصريف بضاعته وتنصيب نفسه بالرجل الصالح من اجل ان يسود السلام وفرض هيبته من خلال إيجاد الحلول لكل أزمة يفتعلها .
منذ ان سيطر تنظيم داعش الإرهابي على الموصل وبعض المدن العراقية الأخرى والمعركة لا تزال تستنزف كل الطاقات البشرية والمادية وقدمنا من الشهداء الكثير ابتداء من سبا يكر والصقلاوية وغيرها, وما فرضه داعش من شروط قاسية للعيش في تلك المدن تعيد الحياة الى عصر ما قبل الإسلام تجعل من المعركة مصيرية بين الخير والشر وبين الحياة بأمان والحياة بذلة واهانة وهذا ما لا يتقبله اي دين سماوي تجعل من الإنسان الحر ذليل ومهان بينما الإنسان في كل بقاع الأرض يعيش برفاهية واحترام بغض النظر عن دينه وقوميته ولونه .
لكل معركة عناصر لنجاحها وتحقيق الانتصار ولعل الإيمان بالقضية التي يقاتل من اجلها العراقيين ضد داعش احد الأسباب التي جعلت منهم يد واحدة بغض النظر عن مواقف البعض من المتخاذلين وممن باعوا ضمائرهم من اجل حفنة من الدولارات حتى يحتفظوا بمواقعهم وامتيازاتهم وبقوا كمن يلعب على الحبلين كما يقال ولكن على الجانب الاخر هناك من قاتل ويقاتل بشرف الى اخر قطرة دم من اجل الوطن وتاريخه بعد تعرض العراق لتلك الهجمة الشرسة البربرية من قبل داعش ومن ساندها من داخل وخارج العراق وهذه المعركة يجب ان تقاد بالشكل الصحيح وان يقطع دابر كل الخلايا التي تعمل خارج ارض المعركة بما فيها تلك التي تعمل على بث الإشاعات وتحاول التقليل اهمية الانتصارات الكبيرة التي تحققت وتتحقق وذلك من خلال محاولة الاساءة الى ابطال الحشد الشعبي وقواتنا المسلحة وهنا ياتي دور الاستخبارات بمتابعة مروجي تلك الاشاعات وتجفيف منابعها .
قوات الحشد الشعبي التي لبت نداء المرجعية وساهمت بشكل كبير وواضح بصد الهجمات الكبيرة التي حاول من خلالها تنظيم داعش زعزعة الامن والاستقرار في الكثير من المدن ولكن ابطال الحشد الشعبي كانت لهم وقفة تاريخية ساهمت كثيرا بصد تلك الهجمات وتحرير عدد من المناطق من سيطرة داعش وكما ساهمت بدعم الجيش العراقي ومساندته في كل تلك المعارك ولا تزال مستمرة حتى تحرير ارض العراق من شرذمة هذا التنظيم وعصاباته , بحقيقة الأمر ان لأبطال الحشد الشعبي مواقف مشرفة لا يمكن للتاريخ ان ينسى وقفتهم البطولية وتضحياتهم الكبيرة وهذا ما سوف يسجله التاريخ بكل فخر وما كتب عن انتصاراتهم قليل مقارنة بالانتصارات التي حققوها في ساحات المعارك.
من المهم جدا بعد تحرير كل مدينة أعادة النازحين منها وتوفير لهم كل الدعم المالي والمادي والمعنوي حتى يتمكنوا من العيش بظروف أفضل بعد ما عانوه من ويلات اثناء وبعد نزوحهم من مناطقم والعمل على اعادة ما دمرته داعش وخصوصا المنازل وتعويض أصحابها بما يتلائم وحجم الخسائر التي لحقت به , وهذا هو الانتصار الحقيقي ان تعود العوائل وتجد لها ماوى بعدما تشردت من جراء داعش وإرهابها المجرم وهذا بحقيقة الامر يتطلب جهود كثيرة لا تنحصر بالتصريحات والوعود فقط وانما العمل الحقيقي وعدم تحويله الى مكسب سياسي او دعاية انتخابية وبالتالي لا يكسب المواطن وإنما يبقى ينتظر تلك الوعود المزيفة وتسرق تلك الأموال كما سرقت سابقا واختفت بغطاء سياسي بعدما فضح أمرهم واختفى الملف تحت طاولات البرلمان .
لا نريد ان نسبق الإحداث ما بعد الانتصار على داعش ولكن هل سيتفق الساسة على مشروع بناء الوطن ام ستبقى المحاصصة تلعب على أوتار جروح العراقيين وتعاد اسطوانة العفو عن الإرهابيين بحجة العفو عند المقدرة وتذهب دماء الأبرياء سدى وهذه لعبة يتقنها الكثير من ساسة اليوم لغرض سياسي لا أنساني ولا وطني .
724 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع