ياسين الحديدي
القشلة واحدة من معالم كركوك الاثرية التي لازالت شاخصة تتوسط المدينة وتحكي قصة انجاز عقول متميزه في حقبة من زمن وهو بناء غاية في الروعة بهندسة معمارية مبدعة يمتزج فيها التاريخ والهدف التي تم انشائها من اجله وهو احد مقرات للجيش العثماني وتعني الكلمة في اللغة التركية المكان الذي يمكث فيه الجنود في الشتاء وهو بناء شامخ صامد بوجه تحديات الزمن تتطلع اليه الانظار يوميا من قبل المارة اجباريا او اختياري لكل من يذهب الي وسط المدينة والبنا من انجازات الدولة العثمانية تم بنائه في عام 1863م في زمن والي بغداد العثماني محمد نامق باشا علي مساحة قدرها 15000الف م2 منها 6000 م2 بناء واجهة البناء تتكون من ايوانيين يتوسطها المدخل الرئيسي الذي يقضي الي رواق طويل تتراصف علي جانبيه عدة غرف كبيرة ذات اقواس دائرية قائمة علي ثمانية اعمده حجرية اسطوانية كبيرة محجلة وتستتند البناية من الخارج علي دعامات مستطيلة الشكل تمتد الي حد النوافذ وكان للقشلة خمسة ابواب لم يبقي منها الاثلاثة الباب الرئيسي المطل علي نهاية شارع المجيدية بداية شارع الاوقاف وبابان علي الجهة اليمني احدهم كان يستعمل للمشاة والاخر للخيالة والبناية تحتوي علي غرف وقاعات فسيحة مشغولة حاليا من قبل دائرة اثار كركوك وبيت المقام العراقي والبناية تم بنائها علي طابقين يستند هيكلها علي اعمدة واقواس وقبب تودي الي رواق بديع الطراز والفن الهندسي في جمالية غاية الروعة ذات اعمدة مربعة في الطابق السفلي واسطوانية في الطابق العلوي واقواس مدببه ومتعانقة والبناية مبنية بالحجر والجص علي ايدي بنائين مهرة فعلا يتحكمون به بسهولة من المستحيل ان ينجز مثله في هذا الوقت قياسا لذلك الوقت والبناية شغلت في العهد الملكي كمقر للفرقة الثانية في الاربعنيات وكذلك موقع امرية كركوك الي نهاية العقد السابع من القرن الماضي ولايفوتني ان اذكر ان للقشلة كان في الجهة المقابلة بناء ملحق مخصص لمبيت ضباط الجيش العثماني والبناية مستغلة حاليا جمعية المحاربين العراقيين فرع كركوك وبالاضافة الي الجمعية كانت مقر لحوانيت الجيش لضباط الفرقة الثانية والفيلق الاول الي عام 2003 حيث تم الغاء الحوانيت التي كانت بمثابة الاسواق المركزية العائدة الي وزارة التجارة الملغاة وكانت هذه الحوانيت والاسواق محطات لتسوق الظباط والموظفيين باسعار مدعومة وتتوفر بها حميع المواد الغذائية والكماليات ومختلف المواد الي يحتاجها المبضع ومستوردة من مناشئ عالمية معتبرة وبدلا من تطوير هذه الجمعيات والاسواق تم الغائها منذ الاحتلال 2003 ..
حاليا مع الاسف الشديد تتعرض القشلة الي الانهيارات في بعض اجزائها من الداخل والواجهات نتيجة الاهمال والتقصير في الصيانة بحجج واهية وضعيفة وهو مايثير قلق ابناء المدينة الذين يطالبون المركز بالتوجة وحماية القشلة من عاديات الزمن ومن المطالبين الاستاذ شوان الدوادي الذي زار لقشلة والتقط المكتب الاعلامي للنائب ممثل المدينة بمجلس النواب صورا للقشلة وهو المتابع الاول للادب والادباء والمثقفين في كركوك ورعاية الحركة الادبية فيها ونتمني ان تصل رسائل ابناء المدينة الي بغداد عبر المتبني لها السيد النائب وتقوم الجهات المختصة بالاستجابة ومعالجة الامر قبل ان تنهار جزاء اخري تدريجيا
927 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع