ياسين الحديدي
أقترن اسم كركوك باسم النفط منذ أن عرف بوجود هذا المعدن في هذه المنطقة، وترى في ضواحي كركوك نار مشبوبة وهائجة لا يعلم متى أضرمت منذ العصور السحيقة،
حيث يتسرب الغاز الطبيعي الى سطح الأراضي من خلال التربة وهي صادرة من بحيرة نفطية في جوف الارض. والأساطير المحلية تقول أنه (الاتون الملتهب) الذي ورد في سفر النبي (دانيال) من التوراة. وهناك منطقتان في العراق يتصاعد منها اللهيب بصورة مستمرة في العراق هما (باباكركر في كركوك)، و (النفطخانة في جنوب خانقين). وأن المنطقة النفطية في كركوك هي هضبة طولها (100) كم وعرضها حوالي (4) كم تمتد من موضع يسمى (ترجيل) الى قرب محل يسمى (ديبكه) في أربيل، والنفط عرفه الإنسان لما رأى ما يترشح منه على الأرض. وأهتدى الناس الى أستنباطه، وإستعماله والأستفادة منه. وأكده كل من الرحالة (ريج) والرحالة الإنكليزي (جاكسون) الذي زار كركوك عام 1867م.
المريض الذي كان يعاني من مرض جلدي من أهالي كركوك كان يذهب إلى منطقة بابا كرر ويستحم في مياهه المعدنية ويشغى من المرض وذلك إلى حد قريب حيث منعت السلطات العراقيه الأهالي من الزياره وذلك بعد سنوات من قيام ثورة 14 تموز.كان أهالي كركوك يذهبون إلى تلك المنطقة بواسطة عربات تجرها خيول -وكم من مره ذهبوا الى هناك للاستحمام وللتمتع بمناظرها الجميلة وتعتبر منطقة سياحيه ومساحتها 5 دونم . ذهبت مع لجنة مشكلة من محكمة كركوك برئاسة قاضي للكشف على الموقع وسألته أن كانت هذه المنطقة تعتبر منطقه أثريه أم صناعيه أم تجاريه أم سياحيه أو زراعيه سكت القاضي ولم يجيب وتم إطفاء الحقوق التصرفيه وذلك في أيام حكم صدام حسين حتى الان موظفوا شركة نفط الشمال يجلبون من هذا الماء وهي علاج الامراض الصدفية
والرحالة (نيبور) الذي وصف منبع باباكركر حيث قال عنه أن (أراضيه حارة لدرجة أنها كافية لقلي اللحم والبيض ولا يحتاج المرء الى ذلك سوى عمل حفرة صغيرة في الأرض ووضع القدر عليها).
أن النفط كان معروفاً منذ القدم وأن أنبثاق النار التي أطلق عليها أسم (النار الأزلية في باباكركر) على عهد (نبوخذ نصر) منذ حوالي سنة (570) قبل الميلاد.حيث كان النفط في تلك البقاع معروفاً في ذلك التأريخ
بابا ﮔرﮔر بر قيزدى
كركوك أوسته يولدزدى
آج ﮔوزو دونيايا باخ
ﮔيجة ده كي ﮔوندزدي
المعنى:
باباﮔرﮔر أبنة كركوك
ونجمة زهراء في سمائها
صاح، أفتح عينيك فقد
ولى الليل وأنبلج الصبح
قبل اكثر من قرنين كان النفط الاسود يسيل من عين نفطية في اراضي تملكها عائلة النفطجي ويستخرجون منها النفط الابيض للانارة وغيرها بطرق بدائية وعندما دخل الانكليز الى كركوك تفاوضو مع كبير العائلة حسين بك لاستغلال النفط من اراضيهم واعطائهم نسبة مثل كولبنكيان ولكنه وناظم رفضوا على امل رجوع الاتراك لان النزاع على ولاية الموصل لم تحسم بعد فحفر الانكليز الابار في اراضي اميرية اخرى وتغير اسم شركة النفط التركية الى I.P.C. واستمرت العائلة ببيع النفط الاسود للحمامات وغيرها الى قيام ثورة ١٤ تموز ١٩٥٨ وحسب ما كانت ترويه جدة امي ان الارباح كانت توزع سنويا افراد اسر العائلة حسب الاستحقاقوالموثقة من مراجع ودواوين عثمانية قديمة ومذكورة في كتاب أصل المعادن والنفط في الدولة العثمانية في سنة 1826 والمحفوظة النسخة الأصلية منها والمكتوبة باللغة التركيه القديمة والمحفوظة في دار الكتب والوثائق في اسطنبول وقد اطلعت على قسم منها عام 2011 .
المصدر تاريخ كركوك نجاة كروانجي
556 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع