د.هاني سالم حافظ
بداية اقول الحمد لله الذي عافاني بعد اجراء عملية جراحيه على شرايين القلب بعد اصابتي بالذبحة الصدريه( او القلبيه) واعود فاقول من اعماق القلب الذي تعافى اتقدم بالشكر الجزيل لكل الاخوة الاعزاء الذين سالوا عني وتفقدوني بمكالماتهم او برسائلهم واخص بالذكر شيخنا الجليل جلال چرمگا والاخ الدكتور الشهاب الحسني والاخوين الدكتور ماجد والاستاذ شامل الحيالي وكثير من الاخوة في الگاردينيا واسال الله ان يحفظكم جميعا ورودا عطره في حديقة الگاردينيا وان لايصيبكم اي مكروه
وقبل ان ادون بعض الذكريات ..... وانا عائد من الهند في طائرة الخطوط الجويه العراقيه وكالعاده تبدا تمثيلية السلامه من قبل بعض المضيفين (او المضيفات) حول وجود مخارج السلامه الثمانيه ووجود كمامات الاكسجين وما على الراكب الا سحبها ليصل الاوكسجين و و و الخ ... وحينها شعرت بضيق في الصدر فرجوت من احد المضيفين ان يساعدني في سحب كمامة الاكسجين فاذا به يقول سلامات لاتحتاجها وما عليك الا ان تتنفس عميقا وترتاح ولما اخبرته اني طبيب رد بابتسامه انه يخاف لا يخلص اوكسجين الطائره وان شاء الله تذهب هذه الوعكه ؟؟ تناولت بعض الادويه وذهب ضيق الصدر وسؤالي اوجهه الى مسؤولي الطيران اذا لماذا هذه التمثيليه ؟؟ ولمن وضعت الكمامات ؟
وعودة للذكريات فقد انتسبنا الى كلية الاحتياط بعد التخرج من الكليه الطبيه وبعد ستة اشهر تخرجنا برتبة ملازم طبيب احتياط وتم تنسيبي الى احد الافواج في محافظة السليمانيه وكان آمر الفوج يخاف من حوادث ومفاجآت الطريق ولذا كان يصطحب معه طبيب الفوج ( امر المفرزه الطبيه ) ونفس الامر صار الي بعد استلام مهام عملي
في احد الايام كان على آمر الفوج مراجعة مقر الفرقه في مدينة السليمانيه فاصطحبني معه ولما وصلنا الى المقر سأل الآمر احد العسكريين عن قائد الفرقه فاجابه بانه ( نزل ) الى بغداد وتزامن ذلك مع حاجة آمر الفوج الى ان يذهب الى الحمام ( التواليت) فساله : ابني وين المرافق ؟ فرد عليه : سيدي نزل مع القائد !!!! وقد اختلط عليه (المرافق ) بين الفتح والضم !!!
**********
في اواخر الستينات واوائل السبعينات من القرن الماضي تعرض العراق الى ازمات صحيه متعدده بدات بانتشار مرض الكوليرا والطاعون المغبني والتسمم بالزئبق العضوي لمن تناول طعاما فيه الحنطه المستورده المعفره بمركبات الزئبق والتي وزعت على الفلاحين لزراعتها نظرا لجودتها والمعفره لمنع اصابة الحاصل بالفطريات التي تقضي على منتوج الحنطه
وقد تم توعية الفلاحين والجمعيات الفلاحيه بمخاطر هذه الحنطه على الصحة واحتمال تعرض من يتناولها للموت ورغم هذا فقد قام كثير من الفلاحين بتحويلها الى دقيق وتناولها خبزا فاصيب الكثير بتوقف الكلى ومن ثم الموت لمن لم يراجع المستشفيات وكان اكثر الوفيات في محافظة ميسان وكنت وقتها في المستشفى الجمهوري المركزي مما جعل وزارة الصحة تستنفر كوادرها الوقائيه والعلاجيه وتستعين بخبراء اجانب جاؤوا الى العماره مركز المحافظه وتم تشكيل خلية عمل تعمل ليلا ونهارا براسة المحافظ وعضوية رئيس الصحة ( المدير العام) ومسؤول الوقايه الصحيه في الوزاره واعضاء اخرين كنت احدهم وفي احد الايام جاءت الشرطه بفلاح توفت زوجته واثنين من بناته وابن عنده توقف كليوي وبدا المحافظ بالتحقيق معه فساله لماذا اكلتم من الحنطه ؟ الم تعرف انها مسمومه؟ فرد المسكين ببساطة متناهيه :-
بيك والله گلولنا مسمومه ولكن ما صدقناهم
انطينا منها للدياي (الدجاج) ما ماتوا
انطينا للهوش ( البقر) ماصارلهم شي
طحنا قسم منها وسوينا اخبيزات ( خبز) وانطيناها للجمعيات الفلاحيه وما شفنا شي عليهم !!!! گمنا اكلناها
وهنا انتفض المحافظ صائحا باعلى صوته :-- ابن ال....... سويت الجمعيات الفلاحيه حيوانات تجارب ؟ ودوا للسجن
618 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع