د.هاني سالم حافظ
كيف قضيت العطله الصيفيه؟
عادت المدارس والمعاهد والكليات الى فتح ابوابها للطلاب بعد ان انتهت العطله الصيفيه نجح من نجح ورسب من رسب وتخرج من تخرج وكانت مشكلتي في الدراسه الابتدائيه هي مع درس اللغه العربيه في موضوع الانشاء وكان المعلم يبدا الفصل في الانشاء بموضوع اكتب كيف قضيت العطلة (وحسب الفصل العطله الربيعيه لنصف السنه والعطله الصيفيه لنهاية السنه واحيانا كيف قضيت عطلة العيد؟)
كانت مشكلتي ان املا الصفحات المطلوبه باكاذيب مسفطه كأن سافرنا الى البصره ورايت شط العرب او سافرنا الى الشمال وتمتعنا بجوها الجميل وجبالها الشماء واهلها الطيبين وانا لم اغادر منزلي ذلك لعدم وجود من ياخذني الى هناك حيث كان والدي يدرس في فرنسا للحصول على شهادة الماجستير والدكتوراه في القانون الدولي ولم تكن المعيشة تكفي للسفر خارج العراق للتمتع بالعطله منتظرين انهاء الوالد متطلبات الدراسه والعوده ولكن في احدى السنوات تكرم الوالد علينا وارسل بطاقة دعوة مع تذاكرسفر الى باريس
سافرنا على بركة الله وكان الجو عندنا تموزيا حارا ولكن هناك راينا الثلج يتساقط والجو البارد يلسعنا . قضينا اياما ممتعة وانتهت الزياره وعدنا الى العراق وانتهت العطله وباشرنا الدراسه وكان معلم العربيه هو نفسه في صفنا الجديد
كان جارنا من الاخوة السودانيين وكان ابنه عثمان في نفس الصف ويجلس في مقعد( رحله) مجاورا لمقعدي وكنا اصدقاء متحابين متلازمين ولما حل درس اللغه العربيه كان موضوع الانشاء كالعاده : كيف قضيت العطلة (ولكن اي عطله ؟) كان استاذنا مريضا خلال العطله الربيعيه ولم يحضر الى الدوام بعدها باجازة مرضيه طويله ففاته محاصرتنا بموضوع العطله الربيعيه وقتها ولهذا كان موضوعنا الانشائي لينتقم منا باثر رجعي هو كيف قضيت العطله الربيعيه؟
ماذا اكتب وانا لم اغادر البلد خلال العطله الربيعيه فاخترت ان اكتب عن سفرتي الى السودان مجاملة وتكريما لصديقي السوداني عثمان فكتبت اننا سافرنا الى السودان وتمتعنا بجوها الجميل والثلوج تتساقط حيث لعبنا بالثلج وقمنا بالتزحلق على الجليد وذهبنا الى حديقة الحيوان والى اخر هذه الاكاذيب حيث استفدت مما شاهدته في فرنسا لانشاء هذا الموضوع
اعطيت الدفتر الى المعلم وما ان فتح الدفتر وبدا يقرا ما فيه حتى انفجر بضحكة صاعقة مجلجله جعل الطلاب يجفلون ويكرر الضحك قائلا في السودان الجو جميل والثلج يتساقط ؟! ها ها ها ها . في السودان لا ترى تساقط الثلج الا نادرا
كم شعرت بالخجل واقسمت بعدها ان لا اؤلف قصصا غير حقيقيه
284 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع