سيف الدين الألوسي
العم المرحوم الدكتور مجيد الالوسي ،،، شخصية عراقية لا تنسى
صورة للاستاذ الدكتور المرحوم مجيد الالوسي على يمين الصورة والدكتور عاكف الالوسي بالوسط والاستاذ الدكتور المرحوم خليل الشابندر على يسار الصورة ،، في الموصل نهاية التسعينيات واثناء الحصار ،،،،،
هو الدكتور مجيد أمين عاكف عبد الباقي الالوسي ،، ولد في العمارة سنة ١٩٢٣ لكون والده كان مهندسا للري فيها ، وتخرج من كلية الطب الملكية سنة ١٩٤٨ وهاجر الى الولايات المتحدة الاميركية سنة ١٩٥٦ لأكمال دراسته ولأسباب اخرى ،، متزوج من سيدة فاضلة أميركية ولديه ولدين عبد الحميد وأمين وثلاثة بنات اليز وسوزان وجنين ،، عاد الى العراق مع قانون الكفاءات سنة ١٩٧٢ ودرس في الكلية الطبية واصبح رئيسا لقسم الباثولوجي فيها ، ومن ثم غادر العراق بعد سبعة سنوات عائدا الى الولايات المتحدة ولأسباب عائلية وشخصية ،،، لم يفترق عن العراق واهله لحظة واحدة بقلبه وحتى بزياراته السنوية ولحين وفاته بالمهجر في ميتشيغان سنة ٢٠٠٩ ،،، احبه الجميع لطيبته وانسانيته ووطنيته وكما احب هو الجميع واحب وطنه واهله ومدنه كلها حبا جما .
وطيا بعض المواقف التي حدثت معه ادونها للتأريخ وتبين مدى بساطة وانسانية هذه الشخصية العراقية الفذة .
١- كان يأتي الى بغداد سنويا أيام الحرب وأيام الحصار ويقدم مساعدات طبية وانسانية للجميع من اقارب ومواطنين ومؤسسات ودون ذكر أسمه ومعه شقيقته الاستاذة في علم الادوية العالمة الدكتورة المرحومة عدوية أمين الالوسي ،،، كانوا اربعة من اولاد العم لا يفترقون عند مجيئ الدكتور مجيد وهم الدكتور خليل ابراهيم الالوسي وحسني عبد الباقي الالوسي وفاروق سيف الدين الالوسي الاصغر بينهم ،،، وعند الجلسات يتعاون الثلاثة مجيد وحسني وفاروق بمداهرة ابن عمهم خليل المشهور بنظامه وعصبيته ولدي مواقف عديدة تحتاج الى كتاب لسردها ،، كل الرحمة لهم جميعا .
٢- اثناء فترة من التسعينيات عمل استاذا في الكلية الطبية بأربد كي يكون قريبا من أهله وبلده ،، صديقه الحميم جدا وتلميذه الوفي الأصيل هو الدكتور محمد موسى جعفر الاستاذ في نفس الجامعة والذي كان بمثابة الاخ والصديق والشقيق له ،، وكذلك الاستاذ الشيخ أياد حاتم السلطان ابو وهب ، والذي كان مقيما مابين مونتريال وعمان ولديه مواقف معهم يذكروها لي مرارا وسأذكرها لطرافتها
الموقف الاول : وصل الدكتور مجيد الى عمان وكان في استقباله كالعادة الدكتور محمد موسى جعفر ، وعند رجوعهم الى شقة الدكتور محمد والذي كان الدكتور مجيد ينزل فيها وعند فتح الجنطة طلعت كلها ملابس نسائية وادوات تجميل ،، فدكتور مجيد ماخذ جنطة غير جنطته من المطار ،، فعادوا بسرعة للمطار لاعادة الجنطة ،،، ولقوا المرأة ام الجنطة حايره وتدردم ،، فاعطوها الجنطة واخذوا جنطة دكتور مجيد بعد الاعتذار .
الموقف الثاني : كان دكتور مجيد نازلا عند الدكتور محمد في شقته ومتواعدا مع الشيخ أياد السلطان وهو لا يندل عمان بصورة جيدة ويستعين بالموبايل ليعرف المحلات مع الدكتور محمد والشيخ اياد ،، وعند اكمال زيارته للشيخ أياد اخرج الموبايل ليتصل بدكتور محمد والذي كان قلقا عليه كون تلفونه لايرد ،، يقول الشيخ أياد بأن الدكتور مجيد أخرج ريموت التلفزيون ليتصل به ،، وانا خربان من الضحك ، فدكتور مجيد ماخذ ريموت تلفزيون الشقة محل الموبايل !!
ولديهم عشرات المواقف الجميلة الاخرى معه لا يسع المجال لذكرها وخصوصا في ليالي عمان .
٣- الدكتور مجيد كان في علاقة حب عذري منذ تخرجه ولحين هجرته مع ممرضة ارمنية اية في الجمال ،، حاول الاقتران بها ولكن ممانعة اهلها بالدرجة الاولى واهله بالدرجة الثانية منعت هذا الزواج ومما سببت هجرته والابتعاد ،، ورغم ذلك بقي هذا الحب مستترا رغم زواجهم من شخوص غيرهم ولحين وفاتهم ،، وبأيام الحصار كان يرسل حوالات مالية منتظمة للسيدة الارمنية وعائلتها لكونها مريضة وفي حالة مالية صعبة وكما بقية العراقيين والذي لم يتوانى عن مساعدتهم ايضا ،،،،
كلف والدي المرحوم الدكتور فاروق بتسليم الحوالات للسيدة الارمنية والتي كانت تأتي بصحبة أبنها او ابنتها لعيادة الوالد للاستلام ،، وكان والدي يتشاقه وياها ومع ابنها ويقول لهم ( تالي عمرنه شدينه گرون من وراج ووره مجيد !! ) وهي تضحك !!!
وهنالك عشرات المواقف والذكريات معه في بغداد وخصوصا مع الخال معاذ الالوسي واصدقاؤه الاطباء وخصوصا المرحومين الاساتذة الدكاترة علي غالب ياسين ومهدي مرتضى وزاهد العميد ومهدي السماك وفليح حسن والمرحومين امين رؤوف الامين ومحمد عبد الوهاب والعديد من اصدقائه.
رحمك تعالى بواسع رحمته يا ابو حميد ،، فانك لم تقصر تجاه وطنك واهلك رغم كونك لست بمليونير وكنت تقطع من رزقك ورزق عائلتك لمساعدة الناس ،ولانك تركت ذكريات عطرة بين احبابك وطلابك وأقاربك ،،، وستبقى دوما معنا والبركة في اولادك وبناتك واحفادك .
تحياتي للجميع..
3203 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع