د.هاني سالم حافظ
بين الكورونا وتسمم الزئبق
واجه العراق مشاكل صحية عديدة على مر السنوات السابقه منها الكوليرا في عام ١٩٦٦ وما نتج عنها من وفيات عده ثم في عام ١٩٧١ حصلت كارثة التسمم الزئبق وكان العراق قد استورد أواخر عام ١٩٧٠ كميات من الحنطة المحسنة والمعفره بمادة ميثيل الزئبق منعا للاصابه بالفطريات من المكسيك تدعى ب (حنطة الماكسيباك) لغرض توزيعها على الفلاحين لزراعتها وتحسين النتاج العراقي خاصة بعد موسم جفاف سابق .وتم تحذير الفلاحين عن طريق الجمعيات الفلاحيه بان الحنطة مسمومه وهي للزراعة فقط ولكن الكثير من الفلاحين لم يصدقوا التحذيرات وعملوا منها خبزا واكلوه فبدات تتوالى ضحايا سم الزئبق وأكثر الضحايا كانت في محافظة ميسان وهنا بدأت الكارثة حيث سقط عشرات الضحايا بين شلل كامل أو ارتعاش عصبي أو عجز الكلى أو توقف التنفس والوفاة ووقتها تم تشكيل خلية ازمه من المحافظ ورئيس الصحة وبعض الاطباء ومنهم كاتب هذه السطور حيث كنت اعمل في مستشفى العماره الجمهوري ومن المضحك المبكي أن عائله فلاحية مات جميع أفرادها عدا رب الاسره حيث جلبه الشرطه امام المحافظ وخلية الازمه وعندما سأله المحافظ لماذا اكلتم من الحنطه؟الم نحذركم أنها مسمومه؟ قال نعم ولكن لم نصدق فاعطينا منها للدجاج والأغنام فلم يظهر عليها شيء فعملنا منها خبزا واطعمنا منه للجمعيه الفلاحية ولم يظهر عليهم شيء فاكلنا منها وبعد أيام سقطت زوجتي وبنتي وابني مشلولين وفي المستشفى توفوا وهنا ثار المحافظ وأخذ يسب الفلاح المسكين وقال سويتم الجمعيه الفلاحية حقل تجارب؟ اخذوه للتوقيف
وعلى ذكر توقف الكلى والرئتين فما يحصل هذه الأيام من اصابات بفيروس الكورونا فالنهاية متشابهه من حيث توقف الكلى والرئتين والوفاة وقد سمي هذا الفيروس الذي لا يمكن رؤيته الا بالمجهر الإلكتروني بهذا الاسم لأنه مغلف بنتوءات تشبه التاج والذي اشتق اسمه من الانكليزيه( الكورونا)
وبين الحنطه المسمومه والكورونا حلت كارثه اخرى في أواخر عام ١٩٧١ هو وباء الطاعون وايضا كان لمدينة العماره النصيب الأكبر من الضحايا ولكن لم تحصل وفيات كثيره مثل ما حصل في تسمم الزئبق أو الكورونا.
نسأل الله أن يعجل بشفاء مرضانا وان يحمي العراق من كوارث أخرى.
305 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع