الغذاء والحمى

                                                         

                          د. مازن سلمان حمود
                  ماجستير تغذية علاجية---جامعة لندن


الغذاء والحمى

 


لارتفاع درجة الحرارة للجسم البشري تأثير كبير في عملية التمثيل الغذائي وإنتاج الطاقة.

فعندما ترتفع درجة الحرارة درجة مئوية واحدة تزداد عملية التمثيل الغذائي للجسم بمقدار 15%، أي أن الطاقة اللازمة لحركة القلب والدم والتنفس وعملية بناء الجسم والخلايا وعمل الكبد والكلى والدماغ تزداد بازدياد درجة الحرارة. وهذا يتطلب زيادة الطاقة المتناولة عن طريق الغذاء.
ولكن ارتفاع درجة الحرارة يصاحبه عادة تمزق الخلايا وكثرة افراز النايتروجين إلى خارج الجسم مما يؤدي إلى زيادة حاجة الجسم إلى كميات إضافية من البروتين الغذائي. وعدم الشهية للطعام يكون عاملاً أساسياً ومساعداً لعدم تناول الكميات الكافية والضرورية من الغذاء أثناء فترة المرض مما يؤدي إلى فقدان الوزن تدريجياً. وإن استمرت الحرارة مرتفعة لعدة أيام فقد تؤدي إلى فقدان كمية كبيرة من وزن الجسم.

وفي بحوث عديدة أجريت في أمريكا على أشخاص تطوعوا لإجراء التجارب عليهم أخذوا جرعات من البكتيريا الخفيفة مما أدى إلى ارتفاع في درجة حرارة أجسامهم، وقد وجد أن ميزان النايتروجين يميل إلى السالب (أي فقدان كميات من البروتين). ووجد أيضاً انخفاض في نسبة الحديد والزنك في الدم وزيادة إفراز فيتامين B2 في الإدرار، ونسبة فيتامين (C) في الدم انخفضت وزادت نسبة الفيتامين (C) في الإدرار.
وهذه التجارب دلت على فقدان الشخص المصاب بارتفاع درجة الحرارة للجسم بكميات كبيرة من البروتين، فلذلك وجب التعويض عن هذا البروتين المفقود عن طريق تناول البروتين من الغذاء أثناء المرض.

الغذاء أثناء الحمى

توفر المضادات الحيوية بكثرة وبنوعيات مختلفة أدى إلى التقصير من فترة المرض ومن فترة الحمى، وارتفاع درجة الحرارة للجسم يقسم إلى نوعين:

1 - الحمى لفترة قصيرة:
والأمراض التي تسببها هي التهاب اللوزتين والانفلونزا والتهاب الفقيات، والتهاب الرئة.

2 - الحمى لفترة طويلة:
وسببها يعزى إلى عدم تشخيص الأمراض بسرعة وعدم استجابة الجسم للمضادات الحيوية.
الغذاء أثناء الحمى لفترة قصيرة

ترتفع الحرارة عادة لمدة يومين أو ثلاثة على الأغلب، والغذاء الضروري بالنسبة إلى هذه الفترة القصيرة يجب أن يعطى على شكل سوائل كثيرة أو نصف سوائل تعطى على شكل وجبات صغيرة وعلى فترات متعددة، والفترة الزمنية بين وجبة وأخرى تتراوح بين 2 - 3 ساعات.

الحليب ضروري ومهم في فترة الحمى ويجب أن يتناول المريض ليتراً واحداً من الحليب في اليوم الواحد يقسم على وجبات عديدة، وهذه الكمية تمنح الجسم 40 غم بروتين وتعويض عن المفقود من البروتين أثناء فترة الحمى.
والطاقة المتناولة من الحليب تكون بحدود 700 سعرة حرارية في كل ليتر من الحلب.
ومن المفضل أن يضاف إلى الحليب قليل من الكاكاو أو الشاي أو تخلط معهما بيضة أو بيضتان، ومن المفضل أن يتناول المريض بيضتين أو ثلاثاً في اليوم الواحد سواء كانت مسلوقة أو مخفوقة مع الحليب.

عصير الفاكهة الطازجة ضروري للمرضى المصابين بارتفاع درجة الحرارة مع إعطائهم وجبة من الكاستر.
ويجب تناول سوائل كثيرة أثناء فترة الحمى سواء كانت الحليب أو عصير الفاكهة أو الماء، بحيث يكون المجموع اليومي للشخص يتراوح من 2 - 3 ليترات للمحافظة على فعالية الكلى والتعويض عن السوائل المفقودة أثناء الحمى.

وبعد انخفاض درجة الحرارة في اليوم الثاني أو الثالث تزداد كمية المواد الصلبة مثل الدجاج واللحم والكبد والكلى لتغطية نقص البروتين الناتج عن الإصابة بالمرض وارتفاع الحرارة.


الغذاء أثناء الحمى لفترة طويلة

أثناء الحمى التي لا تستجيب للمعالجة الطبية وتدوم لفترة أياماً طويلة، يجب إعطاء المريض غذاء يحتوي على كميات عالية من الطاقة والبروتين لتعويض النقص الحاصل لديه من جراء فقدانه للبروتين، وكذلك لتنشيط جهاز المقاومة لديه للسيطرة على المرض، بالإضافة إلى المحافظة على وزن المريض وبالأخير على حياته.

وهنا يجب التقيد بالنقاط التالية:

1 - يجب أن يعطى المريض غذاء يمنحه طاقة عالية تكون بحدود 2400 سعرة حرارية في اليوم.

2- يجب أن يعطى المريض كمية كبيرة من البروتين لتعويض المفقود من بروتين الجسم. وكمية البروتين الغذائية يجب أن تكون بحدود 70 - 90 غم يومياً.

3 - يجب أن يعطى المريض كمية كبيرة من الكاربوهيدرات الضرورية للجسم وذلك لمنع تكون أجسام الكيتون التي تحدث نتيجة احتراق كمية الشحوم المخزونة في جسم المريض أثناء فترة رقاده في الفراش.

وإعطاء كميات من الكاربوهيدرات تمنع تجمع أجسام الكيتون ،كما تمنع تحلل البروتين في الجسم والاستفادة منه لصنع البروتين الضروري للعمليات الحيوية وبناء الأنسجة والخلايا.

4- المواد الغذائية يجب أن تعطى على شكل سوائل أو نصف سوائل وبطريقة مشهية وفاتحة للشهية ويجب أن تكون على شكل كميات قليلة ولفترات عديدة في اليوم الواحد.

5- يجب إعطاء المريض كميات كبيرة من السوائل والماء لتعويض فقدان السوائل والماء أثناء فترة الحمى الطويلة.
وتتراوح الكمية المحتاجة بين 5 .2 - 5 .3 ليتر من السوائل يومياً.

6- يجب إعطاء المريض الحليب يومياً بمقدار 1 - 5 .1 ليتر مع إعطائه بيضتين أو ثلاثاً يومياً مهروسة مع الحليب.
وكذلك اعطاؤه عصير فاكهة طازجة بحدود ليترين إلى ثلاث ليترات يومياً.
الغداء والعشاء يحتويان على شوربة خضار أو دجاج أو لحم مع قطع مهروسة من اللحم والدجاج، مع تناول كاستر أو آيس كريم مع قطع بسكويت مهروسة.

والله المشافي

   

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1206 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع