الدكتور محمود الحاج قاسم محمد
طبيب أطفال - الموصل
الموهوبون ومسؤولية اكتشافهم ورعايتهم( ٢ )
المحور الثاني : مسؤولية اكتشاف الموهوبين :
1- دور طبيب الأطفال في اكتشاف الموهوب :يمكن تشخيص الموهبة في الجنين قبل ولادته عن طريق تجاوبه مع ما يسمعه من منبهات توضع علي بطن الأم ذات أصوات مميزة تبين مدي استجابته لها أو عدم استجابته. أما بعد الولادة فإن طبيب الأطفال هو أول من يتعامل مع هذا الطفل بعد أمه ، وهو أول من يستطيع أن يشير إلي وجود الموهبة في هذا الطفل فيجب عليه أن يشخص الموهبة بعد الولادة مباشرة من تفاعل الطفل بكل المؤثرات التي تدور حوله مثل الصوت والضوء والألوان وقدرته على التركيز فيما يعطى له من لعب ليفهم تكوينها ويحاول أن يتعرف عليها بطرق مختلفة إذا كان طفلا موهوبا أو يلقي بها فورا بعد أن يمسكها بيده إذا كان طفلا غير موهوب. ومن ثم ينادي علي باقي فئات المجتمع لتتولي رعاية هذه الموهبة والمحافظة عليها.
2- مسؤولية الأسرة في اكتشاف الموهوبين : من الحقائق العلمية المتداولة أن التربية المبكرة للطفل خلال السنوات الأولى من عمره , تترك بصماتها على شخصيته, وعلى بعض أنماط سلوكه ، وأن الأسرة هي البيئة الأساسية التي تشكّل شخصيّته الوجدانية والعلمية في المستقبل . من هذا المنطلق تأتي أهمية دور الأسرة في اكتشاف موهبة الطفل وضرورة توفير وسائل الرعاية اللازمة له لتنمية قدراته وإمكاناته، وتهيئة جو إبداعي وحياة متوازنة بين العقل والجسد لاكتمال الموهبة بداخله وتوظيفها لخدمة البشرية، لذلك نجد أن العديد من الدراسات تؤكد بأن الوالدين يعتبران من أهم المصادر للتعرف على الطفل الموهوب، وخصوصًا الأم كونها الحاضن الرئيس للطفل، وأن الحكم بأن الطفل موهوب يكون منذ الأيام الأولى من ولادة الطفل كما ذكرنا سابقاً .
صحيح أن الله سبحانه وتعالى ميّز بعض الأطفال عن بعض وهذا راجع إلى عوامل بيئية ووراثية، ولكن علينا ألا نغفل عن دور الأسرة في هذا الإطار فالأسرة التي ترغب أن تجعل طفلها في مصاف المبدعين والموهوبين عليها أن تتحلى بالصبر والإرادة والبصيرة من أجل اكتشاف موهبة طفلها والعمل على تعزيز هذه الموهبة بكافة الوسائل والإمكانات المتاحة "فَرُبَ كلمة أو ابتسامة عذبة من الوالدين للطفل تصنع الأعاجيب في أحاسيس الطفل ومشاعره وتكون سِر إبداعه.
3- مسؤولية المدرسة في اكتشاف الموهوبين : إن للمدرسة دوراً بالغ الأهمية في الكشف عن المواهب والقدرات الإبتكارية والإبداعية, وتنميتها وتطويرها, فالمدرسة هي البيئة الاجتماعية والتعليمية التي يمضي فيها الأطفال جزاءً غير بسيط من أعمارهم من أجل التزود بالخبرات الاجتماعية، والتدرب على صقل مهاراتهم ، ويمكن للمدرسة أن تقدم الكثير في مجال اكتشاف الموهوبين عن طريق مساعدة التلاميذ على التعامل مع المواهب التي يتميزون بها.
وفي أغلب الأحيان يمكن للمدرسة اكتشاف الموهبة الثقافية وغيرها من المواهب مصادفة، كأن يسمع المعلم طفلا يقرأ قراءة سليمة معبرة، أو يراه في موقف خطابي معين، أو يقرأ شيئا مما كتبه. وإضافة لذلك على الأغلب تكون موهبة الطفل قد برزت من خلال سلوكه الفني أو الثقافي، وأعلنت عن نفسها دون أن يكون لأحد دور في ذلك. لذلك من الممكن أن يستفيد الآباء والمعلمون من ملاحظة أي مؤشر لموهبة ثقافية أو فنية عند الطفل ، ثم تأتي الرعاية والمتابعة
4 – أساليب كشف الموهوبين : إضافة لملاحظات الوالدين والمعلمين هناك أساليب مختلفة يمكن أن تُتبع للكشف عن المواهب ، كترشيحات خبراء التربية ، والاختبارات التحصيلية، واختبارات التفكير ألابتكاري والإبداعي، إلى جانب اختبارات الشخصية . وتشير الدراسات إلى أن عملية الكشف عن الموهوبين ورعايتهم يجب أن تمر بمراحل أساسية هي:
أ - مرحلة المسح والفرز المبدئي ، ويتم خلالها التعرف على الأطفال الموهوبين .
ب -مرحلة التشخيص والتقييم، ويتم من خلالها التأكد من تلك الملاحظات التي أبداها الأشخاص الذين قاموا بترشيح هذا الطفل أو ذاك ليكون من الموهوبين، كما يتم تطبيق المقاييس المختلفة للحكم على موهبة الطفل، ومدى مطابقتها للمعايير الفنية، مما يجعل منه طفلا موهوبا.
ج - تصنيف الموهوبين إلى فئات مختلفة بحسب مواهبهم. واختيار البرنامج المناسب بما يحقق أقصى استفادة للطفل من هذا البرنامج أو ذاك ، ومن ثم تقييم تلك الأنشطة والبرامج التي يكون قد تلقاها .
د - ضرورة الاعتماد على ما ينتجه كأحد العوامل الأساسية التي تساعدنا في التعرف على الموهوبين, ويمكن تسجيل هذا الإنتاج في معارض أو صحف تشمل الجوانب المتعددة للإنتاج الإبداعي.
5 - المعوقات التي تحدد من دور المدرسة في اكتشاف الموهوبين : هي
أ- ازدحام الصفوف بالتلاميذ مما يجعل من الصعوبة على المدرس مهما كانت مهارته التعرف على التلاميذ بشكل جيد, وتصنيفهم تبعاً لمواهبهم وقدراتهم وهواياتهم.
ب - اعتماد الحكم على نجاح التلميذ وتفوقه من مستواه في العلوم المدرسية والتحصيل العلمي وحده, وعلى الاختبارات الشهرية, والامتحانات الدورية, حتى في حال عدم موافقة تلك العلوم لميول التلميذ واتجاهاته.
ج - طبيعة المناهج التقليدية التي تؤدي بالموهوب أحياناً إلى النفور والملل من الحياة الدراسية, لأنها لا تلبي فضوله, ولا تشبع رغباته واطلاعاته .
------------
الموهوبون ومسؤولية اكتشافهم ورعايتهم( ٣ )
المحور الثالث : مسؤولية رعاية الموهوبين :
1– مسؤولية طبيب الأطفال في رعاية الموهوبين :مما لاشك فيه أن كل المهتمين برعاية الطفولة لهم دور مؤكد في الثلاث السنوات الأولي من عمر الطفل يتقدمهم طبيب الأطفال الذي يجب أن يشخص الموهبة بعد الولادة مباشرة كما ذكرنا . ومن ثم ينادي علي باقي فئات المجتمع لتتولي رعاية هذه الموهبة والمحافظة عليها خاصة أن الثلاث سنوات الأولي من عمر الطفل تلعب دورا هاما في تنمية الموهبة أو اندثارها وهذه هي احد المهام الأساسية لطبيب الأطفال خصوصا أن سرعة نمو مخ الطفل تبلغ أقصاها في أول عامين من عمره حيث يبلغ وزن مخ الطفل في سن 6 شهور نصف وزنه النهائي بينما يبلغ باقي الجسم نصف وزنه في سن 10 سنوات فأي عوامل بيئية ضارة أو أمراض تصيبه في هذه المرحلة قد تدمر موهبته .
لذا فعلى طبيب الأطفال التأكيد على ضرورة رعاية الأطفال بالتطعيمات المناسبة ونظم التغذية السليمة حيث تشكل عنصرا أساسيا في سلامة الطفل البدنية وركيزة هامة لظهور موهبته .وهناك ضرورة على التركيز على تطوير علم طب الأطفال وتوعية الأمهات وتثقيفهم لان أم الطفل الموهوب لابد أن تكون علي مستوي من الوعي الثقافي لكي تقدر هذه الموهبة وترعاها وتحافظ عليها.
2– مسؤولية الأسرة في رعاية الموهوبين :
من المفاهيم الخاطئة أن الطفل الموهوب لايحتاج إلى مساعدة لان القدرة تتكون تلقائيا ويشعر بها ويتفوق ويصل إلى الكمال دون تقديم عون له ولكن الحقيقة غير ذلك إن أهم أسباب وجود الموهبة للطفل هي الأسرة ، وبقدر ما يعطى الطفل من اهتمام وتشجيع له كلما ظهرت موهبته وبرزت .والملاحظات والتوصيات التي تساعد الأسرة في القيام بدورها هي :
أ - من الضروري التعرف على المواهب في سن مبكرة, وذلك يضع على عاتق الأسرة مسؤولية كبيرة ,مما يساعد على ملاحظة الأبناء لفترة طويلة خلال مراحل نموهم المتعددة.
ب- من المهم أن تعمل الأسرة على ملاحظة الطفل بشكل منتظم, وأن تقوم بمتابعته وتقييمه بطريقة موضوعية وغير متحيزة حتى يمكن اكتشاف مواهبه الحقيقية في سن مبكرة, والإلمام بما لديه من استعدادات وإمكانات وقدرات ، وتشجيع الاختلاف البنَّاء ، وتقبل أوجه القصور وتعويد الطفل على التعامل مع الفشل والإحباط.
ج - ممارسة الأساليب الأسرية السوية والتوجهات الديموقراطية الإيجابية في تنشئة الأولاد ؛ أي توفير جو من القبول والأمان وعدم الإكراه والبعد عن التسلط، أو القسوة، والتذبذب في المعاملة، والمفاضلة بين الأبناء، والتدليل الزائد، والحماية المفرطة، وغيرها من الأساليب غير السوية. والنظر إلى الابن أو الابنة حسب قدراتهم وميولهم ، بغضِّ النظر عن كونه ذكرًا أو أنثى وعدم تحديد كل من الذكر والأنثى في أدوار تقليدية معينة.
د- يحتاج الطفل الموهوب من أسرته على وجه الخصوص إلى توفير الإمكانيات المناسبة, وتهيئة الظروف الملائمة, وتوفير الوسائل الكفيلة بتنمية قدراته العقلية والإبداعية، ومواهبه ألإبتكارية الكامنة ، ووعيه الجمالي ، ويمكن توفير ذلك بأساليب بسيطة ومحدودة. مثل: اللعب، الرسم ، الكتابة ، رؤية منظر طبيعي كشروق الشمس, زيارة حديقة وملاحظة النباتات والزهور , وكل ماله علاقة بالطبيعة الحسية.
هـ-هناك ضرورة على التركيز على تطوير معلومات الأسرة عن طب الأطفال وتوعية الأمهات خاصة وتثقيفهن لان أم الطفل الموهوب لابد أن تكون علي مستوي من الوعي الثقافي لكي تقدر هذه الموهبة وترعاها وتحافظ عليها.
و - يجب أن تنظر الأسرة إلى الطفل الموهوب نظرة شاملة, أي لايتم التركيز على القدرات العقلية أو المواهب الإبتكارية والإبداعية فقط,, وإنما يجب الأخذ بعين الاعتبار حقوقهم التي يجب أن يمارسوها كغيرهم من الأطفال العاديين.
3 - مسؤولية المدرسة في رعاية الموهوبين :
رعاية الطلاب المتفوقين والموهوبين من أهم الأعمال التي يقوم بها المشرف فعليه تقع مسؤولية رعاية الجوانب التالية عند وضعه خطة لرعاية الطلاب الموهوبين والمتفوقين :
أ ـ دعم الصلة بين المدرسة وأسر المتفوقين : إن للأسرة دور كبير في دعم التفوق وتحقيق فرص النجاح والتفوق لأبنائهم ، وذلك بالمشاركة الإيجابية الفعالة في تحديد مستويات من الطموح تتناسب مع قدرات الأبناء ومنحهم الاستقلال في اتخاذ قراراتهم نحو الدراسة المناسبة لهم ، بتهيئة الجو الملائم للاستذكار وتوفير الإمكانات اللازمة والمشاركة الإيجابية في تذليل العقبات والصعوبات التي تعترض سبيل تفوقهم وتقدمهم وتوفير الظروف الملائمة للنمو السوي للعلاقات
ب - لا يكفي تجميع الطلاب الموهوبين في صف واحد مع معلم عادي, لأنه سيواجه صعوبات المناهج المتخصصة، بل لابد من توفير الظروف الموضوعية والمعلمين المؤهلين والمعدين إعدادا خاصا وعلى درجة كبيرة من النضج والخبرة يقومون بمراعاة الموهوبين .
ج ـ الجوانب الذاتية : وهي تتمثل في طاقات الفرد العقلية المتميزة ، وسمات الشخصية كالقوى الدافعة التي تثير السلوك وتوجهه نحو وجهة معينة لتحقيق أهدافه وطموحاته واستغلال طاقاته .
د - وضع مناهج خاصة بالطلاب أصحاب القدرات الخاصة والموهوبين والمبدعين وتزويدهم بنشاطات وخبرات تعليمية إضافية بهدف توسيع معلوماتهم ، وتسمح بدرجة من التعمق في موضوعات الدروس العادية وتتيح الفرصة إلى المزيد من القراءة والاطلاع وتثير فيهم روح البحث العلمي وتنمي قدراتهم على التفكير والابتكار وإجراء التجارب وإعداد البحوث بحيث تكون متفقة مع استعداداتهم وقدراتهم وميولهم ومستوى طموحهم .
هـ ـ منح الموهوب واجبات إضافية وذلك عن طريق جمع الطلاب المتفوقين والموهوبين في فصل دراسي واحد في فترة غير أوقات الدراسة العادية لإعطائهم برنامجا إضافيا يوميا أو في أيام العطلات ، مع توفير الأجهزة والأدوات والوسائل التعليمية اللازمة لإجراء التجارب والتطبيقات العملية وذلك على أيدي معلمين أكفاء مختارين لهذه المهمة لرعاية التفوق والنبوغ والموهبة والابتكار
و ـ عدم تقييده بالمرحلة الدراسية التي يمر بها على أساس أنه يتعلم أسرع من الطلاب العاديين وينتقل حسب المعدل الذي يحصل عليه إلى مرحلة أو صف أعلى من الصف الذي يمر به الطلاب العاديين .
ز ـ تنظيم مسابقات في البحث العلمي وكتابة الشعر والقصص وتشجيعهم على الابتكار والاختراع ويتم توفير الخامات والآلات والوسائل المعينة لهم على الإنتاج الفني والتقني ونشر إنتاجهم وأعمالهم في معارض خاصة تقام لهذا الغرض .
- 3 أساليب رعاية الطلاب الموهوبين في المدرسة :
أ - أسلوب المناقشة الحرة حيث يشترك المعلم في الحوار أو إشراك أحد الطلاب مع زملائه ويقوم المعلم بجذب الانتباه والحفاظ على سير المناقشة .
ب _ أسلوب التعلم عن طريق الاستكشاف (الاستقصاء) ويتركز في أهميه إعطاء الطالب فرصة التفكير المستقل واستخدام حواسه وقدراته في عملية التعلم.
ج -أسلوب حل المشكلات والذي يتم من خلاله طرح سؤال محير أو موقف مربك من قبل المعلم لا يمكن إجابته عن طريق المعلومات أو المهارات الجاهزة لدى الشخص الذي يواجه هذا السؤال او الموقف مما يجعل الطالب يستنفر قدراته وصولا لحل المشكلات.
د - أسلوب فرق العمل ( التعلم التعاوني ) حيث يتم من خلاله اثراء الموضوع الرئيسي للدرس وتوزيع الطلاب في مجموعات متكافئة . وجعل الطلاب يقومون بعمليه ايجاد الحلول ومن ثم التوصل للحل الامثل.
هـ - أسلوب التعليم المبرمج الذي يتركز على المثير والاستجابة والايحاء ويكون مخططاً لخطواتة مسبقا. ويعتبر من افضل طرق التدريس للطلاب الموهوبين ، والذي يعتمد على سرعه الفهم ويختصر الزمن والمدى حيث تعتبر هذه الميزة إحدى سمات الموهوبين.
و - أسلوب التعلم بواسطة الحاسب الآلي كوسيلة جيدة لمحاكات الحواس ويمكن استخدامه كاسلوب لحل المشكلات(( التعلم الذاتي – تحضير الدروس- البحوث العلميه- الاتصال((
ز - أسلوب التعليم المصغر حيث يكلف الطالب باداء مهارة يمكن ملاحظتها وتسجيلها على شريط فيديو) مهارة الالتقاء) ومن ثم عرضها أمام عدد معين من زملائه في زمن محدد وباشراف المعلم حيث توفر طريقة التقويم الذاتي والتغذية الراجعة بالنسبه له وزملائه ومعلمه.
4 - الرعاية النفسية للموهوبين :
إن من الأهمية الكبيرة الاهتمام بجانب الصحة النفسية للموهوبين, وضرورة تدريبهم على استخدام قدراتهم العقلية إلى أقصى حد يمكن الوصول إليه, ومساعدتهم على تطوير مواهبهم وعوامل إبداعهم وتفوقهم حتى تساهم الأجيال الشابة بشكل منتج وفعال ومبدع في إثراء المجتمع,
يشير العالم ( تورانس) إلى وجود ستة أدوار يمكن للموجه النفسي القيام بها لمساعدة الموهوبين على استمرار تفوقهم ونمو عوامل إبداعهم:
1. توفير الحماية والأمان: يستطيع الموجه أو المرشد النفسي تأسيس علاقة صادقة مع التلميذ تمثل ملاذاً له, ويشعر في ظلها بالأمان والإطمئنان.
2. مساندة الموهوب ودعمه: من المفروض أن يقوم بالمساندة شخص خارج نطاق الأصدقاء, ومن يتمتعون بالاحترام والقوة, ويقوم هذا الشخص بعدة أمور من أهمها تشجيع ومساندة الموهوب في التعبير عن أفكاره بحرية, وإجراء الاختبارات اللازمة للتأكد من صحة فروضه.
3. مساعدة الموهوب في فهم اختلافه: تتميز شخصية الموهوب بدرجة عالية من الحساسية, ومن القدرة على التفكير التباعدي ( التفكير بأكثر من حل لمسألة ما بشكل ابداعي مجرد أو محسوس, التفكير التقاربي: التفكير بحل واحد فقط). وعادة ما يؤدي سلوك التلاميذ الموهوبين إلى شعورهم بالدهشة والحيرة من ردود الأفعال التي يقوم بها الآخرين اتجاههم, مما يجعلهم في أشد الحاجة إلى فهم أنفسهم, وطبيعة اختلافهم.
وهنا يظهر دور الخدمات الإرشادية التي تقدم إليهم المساعدة في فهم أنفسهم, وطبيعة اختلافهم عن الآخرين, ومواصلة مسيرتهم في طريق الموهبة.
4. مساعدة الموهوب في التعبير عن أفكاره : عادة ما يشعر الموهوب برغبة شديدة في الاستكشاف, وعندما تتبلور أفكاره, يشعر بحاجة ماسة إلى محادثة غيره ومناقشة تلك الأفكار والنتائج, ولهذا يحتاج إلى من يحترم أفكاره ويقدرها, ولا يهزأ بها حتى يمكنه لاستمرار في عمليات التفكير المبدع, وإذا لم يتوفر ذلك, فإنه يشعر باليأس من عدم فهم الناس له, ويتجه للعزلة والانطواء.
5. الاعتراف بالموهبة: يشير كثير من العلماء أن كثيراً من المواهب قد تمر دون ملاحظة من أحد, ويمكن للموجه أو المرشد النفسي استخدام ما لديه من أدوات مساعدة مثل: اختبارات الشخصية والإبداع والذكاء, للتعرف على الموهوبين ومن ثم التوصية بما يضمن تعهدهم بالأساليب المناسبة التي تتيح لهم تنمية ما لديهم من قدرات وتطويرها.
6. مساعدة الآباء والآخرين على فهم الموهوب: من الأمور المؤسف ذكرها والتي تواجه الموهوبين, هو فشل الآباء وأولياء الأمور والمحيطين بهم أحياناً فهمهم, وعادة ما يعمل المرشد النفسي على مساعدة كل من الآباء والمدرسين على ملاحظة أن كل شخص لديه القدرة إلى حد معين, ومن مهام البيت والمدرسة معاً تقديم الخبرات النافعة والتوجيه السليم لتحرير تلك القدرات ومساعدتها على النمو والإزدهار .
للراغبين الأطلاع على الجزء الأول:
https://algardenia.com/maqalat/48813-2021-04-26-09-24-29.html
1731 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع