ياسين الحديدي
اول انتخابات لنقابة المعلمين في كركوك عام ١٩٥٩
شهد العراق في بداية العهد الجمهوري الذي قام فور اعلان الثورة على العهد الملكي بتاريخ الرابع عشر من تموز/ يوليو لعام 1958حركة ديمقراطية تمثلت في افساح السلطة المجال لقيام منظمات المجتمع المدني من جمعيات ونقابات ومنظمات شعبية، وشهدت تلك الفترة انتخابات حرة لتشكيل الهيئات الادارية لتلك المنظمات.غير ان نسائم الحرية التي هبت بعد قيام الثورة لم تستمر طويلا، اذ هيمن الحزب الشيوعي على كافة مفاصل الدولة وسيطر على تلك المنظمات واقام المئات من تشكيلات الحزب تحت مسميات عديدة منها منظمة انصار السلام واتحاد الشبيبة الديمقراطي ونقابات العمال ورابطة الدفاع عن حقوق المرأة والمهندسين الديمقراطيين والمعلمين الديمقراطيين ولجنة صيانة الجمهورية وغيرها. وحاول الحزب الشيوعي فتح قناة تفاهم او اقامة شكل من التعاون او التحالف مع المكوّن التركماني، خاصة غير ان تلك المحاولات انتهت بالفشل، والى جانب التيار القومي العربي في الصراع الدائر بين التيارين العربي القومي والشيوعي"
وكان المكتب التنفيذي للهيئة المؤسسة لنقابة المعلمين في العراق قد قررت اجراء انتخابات بتاريخ 26 كانون الأول/ ديسمبر 1958 في عموم العراق لانتخاب اللجان التحضيرية التي ستتولى الاشراف على انتخابات نقابات المعلمين في كافة المحافظات (كانت تسمى الألوية آنذاك). وتقرر قيام معلمي ومدرسي محافظة كركوك بانتخاب اللجنة التحضيرية تحت اشراف مدير التربية والتعليم، وان تتكون اللجنة التحضيرية من ستة اعضاء على ان يمثّل فيها العنصر النسائي. وجرت الانتخابات في قاعة جمعية الهلال الأحمر وفاز بعضوية اللجنة ستة اعضاء كلهم من التركمان وهم:
فاضل الساقي – معاون مدير ثانوية المصلى (498 صوت)، واديب ابراهيم دباغ – معلم في مدرسة النجاح الابتدائية (498 صوت) ، وموسى مصطفى – مدير مدرسة المنصور الابتدائية (493 صوت)، وربيعة محمد علي البياتي – مدرسة في متوسطة كركوك للبنات (492 صوت)، وامجد بهاء الدين – معلم في مدرسة القلعة الأولى (487 صوت)، وعادل طه – معاون مدرسة الوثبة للبنين (482 صوت).
وعلى إثر ذلك تشكلت قائمتان منافستان لخوض انتخابات نقابة المعلمين، واجتمع كافة رجال التربية والتعليم واصدرت القائمة التي اكثريتها من المعلمين والتدريسن التركمان وقائمة تمثل الحزب الشيوعي والمتحالفين معهم قائمة واصدرت القائمة الاولي بيانا الى اسرة التعليم في محافظة كركوك تم نشره في جريدة "البشير" التي كانت تصدر انذاك في كركوك فيه ما يلي:
" إنّ ثقتكم بنا واعتمادكم علينا وتأكدنا من مؤازرتكم لنا قد شكّل قوة عظيمة دفعتنا الى خوض معركة حرة شريفة، معركة انتخابات اول وأكبر نقابة للمعلمين في الجمهورية العراقية المفداة في عهدها الزاخر الميمون، وان فوزنا فيها نصر لكم ولقوى الخير المتمثّلة في ابناء الشعب المخلصين وفيكم انتم من قادة الفكر وحملة مشاعر الحرية والنور في هذا الوطن الحبيب. إنّ التفافكم حولنا وتأييدكم لمرشحينا تدعيم للكيان الجمهوري العظيم لأنّهم منكم واليكم ولأنّهم يعاهدون الله والوطن على ان يكرّسوا جهودهم في خدمة البلاد، فهلمّوا الى انتخابات مرشحينا بروح عالية وفي جو هادئ وديمقراطي سليم."
وجرت الانتخابات في يوم الجمعة المؤرخ 23 كانون الثاني/ يناير 1959 في قاعة ثانوية كركوك للبنين تحت اشراف العقيد محمد علي الكمالي ممثلاً عن الجيش وجواد الجصاني ممثلاً عن وزارة التربية وزكي الراوي وغضبان الرومي ممثلي الهيئة المؤسسة لنقابة المعلمين في بغداد، واللجنة التحضيرية للنقابة، وحضرعملية الانتخاب ممثلون عن المرشحين للقائمتين المتنافستين. وشارك في عملية التصويت 900 معلما ومدرسا.
جرت عملية الانتخاب بشكل ديمقراطي سليم وبحياد تام، والدليل على ذلك ان القائمة المنافسة لم تدّع بوقوع اي تزوير او مخالفة في عملية التصويت، كما ان قيادة الفرقة الثانية التي اشرفت على الانتخابات عن طريق ممثلها في اللجنة المشرفة سجلت سلامة الانتخابات بكتاب رسمي وجهته الى الحاكم العسكري العام في بغداد وورد فيه ما نصه :
" لقد جرى انتخاب نقابة المعلمين في اللواء باشراف الهيئة التحضيرية للنقابة ومساهمة قيادة الفرقة بارسال ممثل عنها حسب طلب الادارة المحلية وارسلنا العقيد محمد علي الكمالي مشرفا، وجرى الانتخاب دون ان يتدخل مدير التربية مطلقا وكان المدير مكي عزيز السرحان و وضع ورقة بيضاء حتى يثبت عدم ميله لجانب دون جانب، اخر وانتهت اللجنة بفرز الأصوات وانتخاب لجنة نقابة معلمي كركوك الأصلية المنوه عنها اعلاه دون تدخل من اية جهة كانت
فاز بنتيجة الإنتخابات السادة المذكورة أسماؤهم أدناه بالأكثرية الساحقة حسب الأصوات المدرجة إزاء أسمائهم :
فاضل الساقي السامرائي – معاون ثانوية المصلى (603 صوت) ، حقي جميل الهرمزي – مدير الوثبة للبنين (590 صوت) ، نجيب احمد دميرجي – مدرس ثانوية المصلى (574 صوت) ، عمر موفق شفيق – مدرس الشرقية الإعدادية (578 صوت) ، عادل طه – معاون الوثبة للبنين (578 صوت) ، موسى زكي مصطفى – مدير المنصور للبنين (694 صوت) ، هاشم قاسم الصالحي – معلم الخاصة للبنين (576 صوت) ، أديب إبراهيم الدباغ – معلم النجاح للبنين (604 صوت) ، أحمد سيد محي الدين – معلم الشورجة للبنين (572 صوت) ، بطرس حنوش مسيحي – معلم السلام للبنين (585 صوت) ، أحمد حمدي باقر – معلم الفتوة للبنين (570 صوت) ، إبراهيم رفيق – معلّم تسعين للبنين (562 صوت ) ، رشيد بهجت – معلّم العراقية للبنين (558 صوت) ، كمال محمد حبيب – معلّم المأمونية للبنين (552 صوت) ، نجدة مصطفى يعقوبي – كاتب في مديرية التربية والتعليم (555 صوت) ، ربيعة محمد علي البياتي – مدرسة متوسطة كركوك للبنات (588 صوت) ، تريزا فرج هندي مسيحية – معلّمة العزة للبنات (584 صوت) ، مديحة احمد جميل – معلمة المركزية للبنات (587 صوت) ، أديبة علي فؤاد – معلمة روضة الفتوة (573 صوت) ، مصطفى كمال عبد الله – كاتب ذاتية مديرية التربية (593 صوت) وهذه هي اول تشكيلة في تاريخ كركوك لنقابة المعلمين وتناوب علي الرئاسة بعد ذلك عليها ومن اشهرهم علي الدايني واكرم شجاع والمرحوم صائب عبد القادر الجبوري ولازالت ا لنقابة تمثل التعليم خير تمثيل بكوادرمهنية حريصة علي مبدئيتها علي خدمة المعلمين بكل اطيافهم ومكوناتهم في كركوك وحاليا رئيس النقابة احسان الجبوري من الحويجة منذ 2017.
المصادر
بانوراما كركوك والصحفي حبيب الهرمزي
1747 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع