هي الأرضُ خطوتي الضائعة

شعر : د. خالد زغريت

 هي الأرضُ خطوتي الضائعة

آخرُ الليلِ حين العصافير تأوي لقلبيَ دون قلقْ

كنتُ أصحو أغرقُ عينيَ في عينيها بانذهالْ
فيدهشنا أننّا باتساع الأفُقْ
ونخافُ ـ بقاع المرايا ـ الغَرَقْ
آخرُ الليلِ حين العواصمُ تطرقُ أبوابَ قلبيَ
والمتوسّط يرتجلُ الدمعَ 000 والقاهرةْ
سمكاً ميتاً ، 000 وفراعنةً خلعاءَ على طرقِ الناصرةْ
كنتُ أصحوْ قبيل نبيّي المباغتِ مصْرَ بماعزه الوثنيّ
لأجنيكِ أرصفةً ،وأضيعُ على باب قلبيَ فيكِ ،فأنسى الرفاقْ
يطرقون الصدى
أوْ تجيبينهم آخر الليلِ : ما ضاع لوما بكيته بعد العناقْ
هو ما زال يحملني دربَه ،لاهثاً فيّ نحو غبار يديه القديمةِ
حيناً يراودُه وجهَ أمّ ٍ أضاعتْ على قدميه مصاريع جنّتها
وطويلاً يطوّق مرآته بالبكاءْ
لتطلعَ أمّاً من الياسمين – دمشقْ – فيراوده قاسيون شقيقاً من الدمع أو قِمَمَاً من عَرقْ
والذي بشفاه الجراحِ يناديه: أمّي ،يردُّ : ذراعايّ يا ولدي من ورَقْ
إذْ أمدّ إليه يديَّ لغيريَ يأوي ويبكي عليَّ
كأنّ العواصم لا تألف الموت إلاّ إذا اكتنفتْ جلدَه
وكأنّ الشوارع لا تألف الليل إلاّ على صدره
ـ تكذبينَ :ليس بيني وبين العواصم إلاّكِ يمتصّ مثْل الزجاج – القبلْ –
ويتاجرُ بالجرح ركن صدى هادىء للأملْ
فأنا لم أزلْ سارياً في جراحي ،نحو ملوحةِ صمتكِ
ـ : لا ليس صمتي أزقّةُ حارتنا
تئن إذا دستُها فتفيئكَ بالدمعة الفاترةْ
ـ : ليس إلاكِ يسلّفني خيمةً من صدىً لأنامْ
لا المطار سريري ولا زوجتي الطائرةْ
لو نفضتِ قميصكِ دمعاً
تساقطَ ماضيَّ منه بشكل حمامْ
لا يردّ السلامْ
ـ: كفَّ بحقِّ دموعي التي نبتتْ
سوسناتٍ على ضريحين ما حضنانا
غداً يسرق الفُرْسُ نيرانهم من ( أنانا )
: لا تخافي
: أخافُ عليكَ
ألمْ يبقَ غيرُ الكلامْ
وطناً بطمأنينة يُمْكِنُ الموتُ فيهْ
: لا تخافي لنا أن نموتَ جميلين
ـ لو سألوني
ـ : وإن
ليس إلاكِ يغلقُ في وجهيَ الحافي الباب َ يحنو في الذكريات عليّ
فموتي عليك السلامُ
لعلكِ أجمل في الموتِ
لم يبقَ غير الذي نتوهّمه
- قلبنا – ذئباً من الليل –
نامي عليك السلامُ
فلعلكِ أنقى بدون شهادات
لمْ يبق غيرُ الذي
نتوهّمه حبّنا المستبدّ من الليلِ
نامي عليك السلامُ
فإن تخذليني كشمع دمائي أكنْ شمسك الرائعةْ
فهي الأرض لو – يا حبيبةُ – أحببتُها خطوتي الضائعةْ

  

إذاعة وتلفزيون‏



الساعة حسب توقيت مدينة بغداد

الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

1122 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع