
أحمد العبدالله
التخادم الأمريكي-الإيراني في غزو واحتلال العراق
صفحة أخرى مخزية وفي غاية القذارة, كقذارة أصحابها, تلك التي تكشّفت عن دور إيراني مشين في جريمة غزو واحتلال العراق في 2003. لمّا تعاونوا مع(الشيطان الأكبر), واقترفوا تلك الجريمة الشنيعة, بالرغم من خطابهم الدعائي العلني الكاذب والرخيص, بأنهم رأس(محور المقاومة والممانعة)ضد المشروع الصهيو-أمريكي في المنطقة!!. فسقط القناع عن وجوههم الغادرة الكالحة القبيحة. وصارت التسمية اللائقة بهم؛(محور المقاولة والمماتعة والدجل والنفاق).
فقد كشف السفير(زلماي خليل زاد), الذي عيّنه الرئيس الأميركي الأسبق(بوش الصغير)، مبعوثًا خاصًا له لدى ما يُسمّى؛(المعارضة العراقية في الخارج)، والذي أشرف على(مؤتمر لندن)في أواخر سنة 2002, في كتابه؛(المبعوث), الذي نشره في 2016؛ إنهم أجروا, قبيل الغزو الأمريكي للعراق, محادثات سرّية مع الإيرانيين تناولت مستقبل العراق. ونجحوا في انتزاع تعهد منهم بعدم إطلاق النار على الطائرات الحربية الأمريكية التي تدخل المجال الجوي الإيراني!!.
وعُقدت تلك المحادثات, والتي لم يُكشف النقاب عنها من قبل، في جنيف مع محمد جواد ظريف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة آنذاك ووزير خارجيتها لاحقًا. واستمرت حتى بعد احتلال القوات الأمريكية لبغداد في 9 نيسان 2003.
ويضيف خليل زاد؛ أن محمد جواد ظريف كانت له آراؤه الخاصة فيما يتعلق بالكيفية التي يجب أن يُحكم بها العراق ما بعد الحرب، إذ إنه كان(يُحبّذ)تسليم السلطة بسرعة للسياسيين العراقيين الذين يعيشون في المنفى، والذين يحظون بدعم إيران, بذريعة أنه(ينبغي إعادة بناء المؤسسات الأمنية العراقية من الصفر. كما طالب بتطهير عناصر حزب البعث الموالين لصدّام حسين والمعارضين لأميركا)!!.
أي إن(اجتثاث البعث), وحلّ الجيش العراقي وتفكيك مؤسسات الدولة العراقية بأكملها, والتي مضى على إنشائها أكثر من ثمانية عقود, وتسليم مقدّرات العراق لشراذم وقطعان حاقدة درّبتها إيران في دهاليزها المظلمة, وأعدّتها لهذا اليوم. كل ذلك وغيره, كانت رغبات إيرانية أكثر ممّا هي أهداف أمريكية, بعد التقاء المصالح الأمريكية الصهيونية المجوسية, وبدء عصر التخادم الأمريكي-الإيراني, والذي بلغ ذروته في عهد(باراك حسين أوباما). قبل أن يتم دفنه مع عهد الرئيس ترامب.
واستثمر الإيرانيون ذلك التفاهم مع(الشيطان الأكبر)وزجّوا بكل إمكانياتهم وأدواتهم لفرض هيمنتهم على العراق, والانتقام من العراقيين الأصلاء الذين جرّعوهم(كأس السمّ) في القادسية الثانية. مستغلّين وجود شريحة كبيرة جدًا من شيعة العراق تدين لهم بالولاء والتبعية المطلقة لأسباب طائفية, يقودهم ويحرّكهم معممون يوالون كل من يحكم إيران أيًّا كان جنسه. وقد أفتى المرجع الشيعي الأعلى(السيستاني)بعدم مقاومة قوات الغزو الأمريكي, ودعا أتباعه للتعاون مع(المحرِّرين)!!.
وشرع الفرس المجوس على الفور, بتشكيل ميليشيا(جيش المهدي)بزعامة مقتدى الصدر, والتي تناسلت منها لاحقا عشرات الميليشيات الطائفية الإجرامية, بالإضافة لـ(منظمة بدر)التي شكّلوها منذ عام 1982. ونفّذت تلك الميليشيات القرمطية وبأوامر إيرانية مباشرة, عمليات اغتيال غادرة, طالت آلاف الضباط والطيارين والعلماء والكفاءات العراقية.
وتوجد هناك عشرات التصريحات لزعماء الميليشيات الشيعية الطائفية الموالين لإيران, يتباهون فيها بتبعيّتهم لإيران, وإنهم(يقلّدون)المرشد الإيراني؛علي خامنئي, ويأتمرون بأوامره. وإن كثيرًا ممّن حكم العراق بعد 2003 كانوا قد قاتلوا بجانب إيران في عدوانها على العراق.
يقابلها تصريحات تصدر من كبار المسؤولين الإيرانيين قبل صغارهم, وكلها تؤكد تبعيّة العراق لإيران ووليّها(السفيه), بعد تسلّط حثالاتهم عليه بمعاونة(الشيطان الأكبر)!!. فهذا نائب الرئيس الإيراني(محمد رضا رحيمي)يدعو لقيام اتحاد بين بلاد فارس والعراق لمواجهة ما أسماه؛(تحديات تستهدف الشيعة في كلا البلدين). وتصريح(حسن هاني زاده)رئيس تحرير وكالة(مهر)الإيرانية، الذي دعا العراق للوحدة مع بلاده, وترك ما وصفها بـ(العروبة المزيّفة)!!.
وهذه التصريحات المستفزة, أثارت سخط العديد من المسؤولين العرب, الذين عبّروا عن غضبهم واستنكارهم منها, كتصريح الأمير سعود الفيصل؛ وزير خارجية المملكة العربية السعودية, الذي أدلى به في عام 2005، خلال لقائه مع الصحفيين أثناء زيارته للولايات المتحدة الأمريكية, إذ قال؛(إن واشنطن قدمّت العراق إلى إيران على طبق من فضة).
وهكذا.. فبعد أكثر من عقدين على الاحتلال الأمريكي - الفارسي الغاشم للعراق، تحوّل العراق من دولة قوية ورائدة في الوطن العربي في التعليم والتنمية, لدولة متخلفة فاشلة ينخرها الفساد والطائفية, ومجتمع مفكك على أسس طائفية وعرقية, ومكبّ نفايات لقمامات الفرس المجوس. وإن ادعاء الأمريكان بأنهم جاءوا لـ(تحرير العراق)و(نشر الديمقراطية)فيه, هي ذرائع زائفة ومخادعة. فما فعلوه في الواقع هو تسليمه لإيران على طبق من ذهب, وليس فضة!!, والتي عملت على نشر الفوضى والخراب والفساد فيه, لإبقائه ضعيفا مفككا, كي لا يشكّل خطرًا عليها مستقبلا.

908 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع