د. رافد علاء الخزاعي
في سنة 1995 دخل المستشفى مريض عمره 88سنة مصاب بذبحة قلبية حادة وكان فاقدا للوعي بصحبة حفيده النقيب الشاب الذي لايتجاوز عمره 33سنة وكان مهموما باكيا قلقا على مصير جده متلهفا لانقاذه.......
المهم بعد التدخل الطبي السريع من مذيب للجلطة وبعض الادوية استطعنا ان ننقذ حياة الجد وبداءيتحسن القلب من خلال جهاز المراقبة والعلامات السريرية .كان النقيب مهموما ولكن خلف همه يحمل ابتسامة باهته في منتصف الليل كنت اقراء في كتاب علمي جاء النقيب حاملا بيديه كوبين من الشاي المهيل وقال دكتور هذا لك شاي اصلي مو مال الحصة وبداء يسالني عن حالة جده وامكانية شفائه وانا اشرح له الحالة..........
سالني سؤال دكتور هل بامكانكم ايقاف الموت............
قلت له في القياسات العلمية نعم ولكن في القياسات الحياتية والربانية لا..........
قلت له هنالك شيء اسمه القدر المخفي يظهر لنا بدون مقدمات...........
وبدون استشعار انه يهاجمنا بصورة فجائية.........
ضحك وقال نعم دكتور معك حق لاني عندما اغمى على جدي تصورت انه مات من جنوني واستعجالي اتصلت بدفان العائلة ان يحضر له القبر في مقبرة العائلة وقبل لحظات الدفان اتصل مستفسرا عن سبب تاخرنا........فقلت له ماعندك حظ الاطباء خربوا عليك الشغل وانقذوا حياة جدي.........
في الصباح الباكر خرج النقيب من المستشفى للذهاب لبيتهم للاتيان ببعض الاغراض الضرورية لجده وفي الساحة التي امام المستشفى دهسته عجلة وكانت اصابته بالغة وهو في ردهة الطوارى طلب من طبيب الردهة الاتصال بي للحضور..........
فذهبت مسرعا الى ردهة الطوارى واشاهد النقيب الشاب في نزعات الموت الاخيرة لاصابته البالغة في تهشم الجمجمة وهو يبتسم لي ويقول دكتور انه القدر المخفي ورزق الدفان...............
قلت له نعم يا صديقي رزق الدفان بعد اسبوع خرج جده من المستشفى وتوفي بعد سبع سنوات من الحادثة.
الدكتور رافد علاء الخزاعي
866 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع