وليد عبد الملك الراوي
سألت صديقي ابا زينب والذي كان لاجئا ومعارضا في ايران منذ عام 1980 وقد عاد الى العراق بعد احتلاله ليشغل بعض المناصب المهمة في الحكومة العراقية, قلت له ,كنت في ايران وقد قدمت لكم الدعم الكبير لحزبكم ولبعض الاحزاب الاخرى , فما هي طبيعة العلاقة المستقبلية التي ستكون مع ايران بعدما اصبحتم السلطة السياسية الحاكمة في العراق ؟
هل ستكون علاقة متوازنه جوهرها التعاون كونها دولة جوار مع عدم التدخل بالشؤون الداخلية ام ستكون علاقة ولاء وانتماء.
فاجاب بجملة غريبة عميقة المعنى حيث قال " كلنا فايتين بالبوري" , بصراحة لم افهم ماذا يعني ذلك وقد اخذني التفكير للمثل العراقي الحديث عند التحدث عن الصفقات والعلاقات التجارية حيث يقال" مضروب بوري", قال كلا واخذ يروي لي قصة ذلك المثل وكما يلي:-
في صباح احد الايام جائت حيوانات الغابة كافة من نمر الى فيل وضبع وحصان وغيرهم, الى اسد الغابة وهو جاثم في عرينه مقدمين له شكوى ضد ثعلب مكار قد فعل بهم الفاحشة جميعا دون استثناء,طالبين من ملكهم ابا خميّس ان يتصرف لانقاذ شرفهم من هذا الثعلب وايقافه عند حده بل الاقتصاص منه.
فما كان من الاسد الى ان انتفظ ومسك شواربه مثل بعض" السياسيين العراقيين" وقال انا له سالقنه درسا لن ينساه بل ساجعله وجبة فطوري غدا.
وطلب منهم المجيئ صباح اليوم التالي لارشاده الى مكان هذا المجرم اللعين الذي لاشغل له الا الانتقاص من شرف وعفة حيوانات الغابة.
وفعلا قدم جميع الحيوانات وقاموا بارشاده الى مكان الثعلب الماكر حيث كان يرقد في " زور".
قام الاسد بالهجوم مشمرا عن ساعديه مطاردا الثعلب المكار وبمراوغة سريعة تمكن الثعلب من الهروب يتبعه الاسد حتى دخل الثعلب في انبوب صغير يوصل الماء بين الحقول فما كان من الاسد الا ان تبعه الى "البوري" ولكن لصغر حجم الانبوب تمكن الثعلب من النفاذ وعلق الاسد في الانبوب محصورا غير قادر على الحراك فما كان من الثعلب المكار ان عاد اليه وفعل به الفاحشة.
في صباح اليوم التالي حضر جميع الحيوانات الى مجلس الاسد مستفسرين عن نتائج صولته على الثعلب وهل اقتص منه واخذ حقهم , لكن الملك بدا خجولا مطأطأ الراس يتصبب العرق من جبينه لاينظر اليهم وعينيه لاتفارق الارض وقال:
" اخوان..... كلنا فايتين بالبوري".
هذا المثل والعهدة على صديقي ابا زينب ينطبق على كافة القوى السياسية التي نشات وترعرعت ولاقت الدعم الكبير من ايران قبل احتلال العراق,
399 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع