حظ أمحيسـن ! .. الحلقة السابعة عشر

                                          

       

حظ أمحيسن !مـسلـسل تلفزيوني بين الحقيقة والخيال من الحياة الأجتماعية في العراق في الحقبة الواقعة في منتصف الأربعينيات ولغاية أحتلال بغدادفي 9 نيسان 2003

             

                            الحلقة السابعة عشر

شجع بعض أصدقاء," أمحيسن ", على تحقيق رغبته بالزواج من خطيبته, لأعتقادهم برضوخ أهلها  للأمر الواقع إذا ما تم الزواج وأنجبت له طفلاً ,..وهكذا سارت الأمور، وتمت مراسم الزواج  وفق قوانين الدولة السوفَتية آنذاك ، وإضافة لذلك عرج" أمحيسن " على مسجد موسكو,.. وأتم زواجه وفق الشريعة الإسلامية.
وبعد أيام حصل على كافة الوثائق الرسمية التي تثبت عقد قرانه، وصارت" أليـ..كا", زوجته  شرعاً وقانوناً،..ولم تمضي عدة أسابيع حتى علم والدي العروسة بذهابها الى المسجد وأشهار أسلامها, لذا أمروها بالخروج من شقتهم ,.. في ساعة متأخرة من الليل, فأمتثلت لأمرهما وأتصلت بمحيسن,..فهرع لها من دون أن يعلم السبب, وما أن وصل حتى وجدها في ممر البناية قرب المصعد وهي تذرف الدموع ولا يسترها غير قميص النوم و(البلاش), أي معطف المطر فأحتضنها بحرارة وراح يواسيها ويخفف من أنفعالها,.. فسمعت الأم صوت أمحيسن ,فأطلت من الشرفة صارخة: (جورني آراب),.. أي ياعربي يا أسود ,..وأحياناً تفسر" ياقذر!", فتحمل أمحيسن الشتيمة ولم يرد بمثلها, وحمل حقيبة زوجته وتوجه لسكنه !
أستمرت الزوجة في أقامتها, إلا أنها كانت تعاني من مضايقات عند دخولها أو خروجها من السكن ولذا قرر " أمحيسن "  تأجير غرفة عند عائلة قرب من الجامعة,.. وشعرلأول مرة بالحياة الزوجية .
وبعد أشهر شعرت الزوجة بأعراض الحمل،,وبعد إجراءات الفحص والتحليل ثبت وجود الحمل,.. ففرح " أمحيسن" بهذه النتيجة التي قد تؤدي إلى إنهاء الحرب الساخنة  بين زوجته ووالديها،.. إلا أن الفرحة لم تدُم، ودارت الأيام، وما أن علمت والدتها بالحمل, حتى استعرت الحرب من جديد , وعادت التهديدات بطرد "أمحيسن" من الجامعة,.. وفي أحد الأيام، وبينما كان عائداً إلى سكنه في الجامعة, وجد رسالة من زميل له كان يستعمل غرفته للمذاكرة أثناء غيابه، كتبَ فيها: راجع مستشفى الولادة حيث ترقد زوجتك, برفقة أمها التي تجبرها على الإجهاض!,في مستشفى بروسبيك مير للولادة,فجـُّن "أمحيسن" لذلك الخبر,..وهرع مسرعاً إلى المستشفى،وهناك علم الحقيقة, وطلب من مديرة المستشفى العمل وفق أرادة زوجته لا وفق ما تأمر به والدتها، وحََملها مسؤولية ذلك، ودارت مناقشة بينه وبين المديرة وزوجته أسفر عن عدم موافقة الزوجة على إسقاط الجنين،.. فخافت الطبيبة من تهديد " أمحيسن " حيث الإجهاض ممنوع على المتزوجة , من دون موافقة الزوج!
تمكن " أمحيسن" بعد فترة وجيزة من إخراج زوجته من المستشفى وبهذا أنقذ الجنين الذي لم يتجاوز أشهراً معدودات، وتوجه معها إلى سكنه,واستمرعلى تلك الحال إلى أن جاءها "المخاض" فانجبت ولداً، وسجل الجنين في جواز سفر زوجته, وفق قوانين الدولة التي تنص على تسجيل الطفل في سجل الأم لحين بلوغه السادسة عشرة من عمره ,..عندئذ يختار الاِسم واللقب وفق رغبته.

   

مرَّت بأمحيسن أيام عصيبة وصار ممزقاً بين العناية بالطفل والزوجة التي مازالت طفلة في سلوكها مع الرضيع، وبين دراسته في الجامعة، فقد كان يخرج صباح كل يوم ليجلب  له الحليب وبقية المواد الغذائية مجاناً من مركز خاص بالأطفال، ثم يعود مسرعاً ليجهز الفطور للزوجة المتعبة من الولادة، ولذا أضطر بعد اشهر إلى وضع الطفل في دار للحضانة لقاء أجر زهيد، واستمر على هذه الحال عدة أشهر كان يزور الطفل برفقة زوجته كل أسبوع، ولاحظ سوء معاملة الدار لطفله ، فأضطر إلى استئجار غرفة عند عائلة.
 أسـتمر " أمحيسن", على تلك الحال لعدة أشهر، سائراً في نفق مظلم متحدياً كل الصعوبات مخادعاً نفسه بالاستقرار، وهكذا سارت الأمور بين مدَّ وجزرَّ حيث عاد والدي زوجته بشـن الحرب عليه، ولم تنعم الزوجة بالسعادة, لصعوبة الأختياربين طلب والديها بالتخلي عن أمحيسن, وبين حبها له ,..ولم يستطع أمحيسن أن يجعلها ملتزمة بقرار واحد ,..فقراراتها تتغير كفصول السنة أربعة مرات في اليوم الواحد!
 أقترب موعد دفاع أمحيسن لأمتحان الدكتوراه,وتم تحديد المناقشة في الخامس والعشرين من حزيران 1966 أمام لجنة خاصة ، وحاز على درجة جيد جداً، وبعد أنتهاء المناقشة,عمل وليمة فاخرة لأستاذة القسم, وكافة العاملين ,و الأصدقاء العراقيين والعرب.

         

       صحن المفطح من التمن وفوقه الخروف والمكسرات والكشمش

استمر " أمحيسن " بعد أيام بتقديم الوثائق اللازمة لإدارة الجامعة لكي يحصل على وثيقة التخرج ، وقد استغرق ذلك وقتاً طويلاً، وبعدها بدأ باستخراج وثائق السفر لزوجته وطفله  وقد تعثر ذلك ثلاثة أشهر، اضطر بسببها إلى إرسال برقية إلى رئيس الدولة آنذاك,

                           
   
                                الرفيق بريجنيف

"الرفيق برجينيف" ,حيث شعر أنّ والد زوجته هو السبب بالعرقلة، وبعد أيام أتصلوا به من قسم الأجانب ليعلموه بالموافقة على منح زوجته والطفل تأشيرة خروج من موسكو والسفر الى العراق بصحبته,..فعاد على وجه السرعة الى سكنه ,..ومن دون أن ينبس بكلمة ,..توجه نحو المسجل وراح يرقص على نغم أغنية على بلد المحبوب وديني,..لسيدة الطرب أم كلثوم,..

على بلد المحبوب ودينى
زاد وجدى والبعد كاوينى,.. ياحبيبى انا قلبى معاك
طول ليلي سهران وياك ,...تتمنى عينى رؤياك
أشكيلك وأنت تواسينى,.. يامسافر على بحر النيل
أنا ليّه فى مصر خليل ,.. من بعده مابنام الليل
على بلد المحبوب ودينى
وما أن أنتهت الأغنية  حتى عانقها وقال لها : فرجت وكنت أظنها لن تفرج,..ثم شرح ما قال له مسؤل قسم الأجانب حول منحها جواز السفر وولدها,.. وفيه الموافقة للسفر بمعيته  !
يتبع في الحلقة الثامنة عشر
للراغبين الأطلاع على الحلقة السادسة عشر:

http://algardenia.com/maqalat/9474-2014-03-17-18-34-06.html

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

652 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع