توم كروز.. نجم هوليوود الأخير

           

المدى:لم يولد في الرابع من تموز كما في فيلم اوليفر ستون بل ولد في الثالث من تموز عام 1962، وقد اكمل هذا العام الستين من عمره ولايزال يحتفظ بشبابه الذي يدين به ربما إلى حب معجبيه؟ وعلى الرغم من ثلاث حالات طلاق، والعديد من المغامرات، لم يغادر النجم القمة الا نادرًا منذ أن حصل، في سن الرابعة والعشرين، على مليون دولار لقاء دوره في فيلم (توب غان)..

يبلغ إجمالي إيرادات أفلامه الأربعة والأربعين 9,5 مليار دولار. وخلال العقد 2000-2010، حقق تسعة من أفلامه العشرة أكثر من 100 مليون دولار. ويملك حاليا مايعادل 600مليون دولار..

توم كروز هو آخر نجم مهدد بالانقراض في هوليوود اذ تجاوز عمر نجوميته فترة نجومية سلفستر ستالون وارنولد شوارزينجر وبروس ويليس..وهويعيش فقط من أجل السينما.وقد اثبت ذلك من خلال افلامه الناجحة، وقد قال عنه تييري فريمو المندوب العام لمهرجان كان السينمائي ان “توم كروز هو أحد الممثلين في تاريخ السينما والذي حقق في اختياراته وفي مشاريعه وعمله أكبر نسبة نجاح”.

ولد توماس كروز مابوثر الرابع في سيراكيوز بنيويورك..وهوالابن الأصغر والولد الوحيد بين أربعة أطفال.كان يعاني من عسر القراءة ويشعر بأنه منبوذ في المدرسة. بالإضافة إلى ذلك، انتقلت الأسرة وفقًا لوظيفة الأب الذي صوره كروز على أنه طاغية محلي، وفقًا لما ذكره كاتب سيرته الذاتية أندرو مورتون. كان يبلغ من العمر أحد عشر عامًا عندما انفصل والداه واقام مع والدته وأخواته الثلاث.

أمضى الشاب عامًا في مدرسة فرنسيسكانية حيث تلقى التعليم الكاثوليكي. وهو يعتز برغبته لفترة قصيرة في أن يكون كاهنًا، ثم تمنى أن يكون رياضيًا بارزًا. وبعد إصابة في الركبة، التفت إلى المسرح، مااثار غضب والدته.

برز في فيلم (تابس) للمخرج هارولد بيكر عام 1981 مجسدا دورمجند شاب يشعر بالخوف.. يقول كروز:”لقد عُرضت علي جميع أدوار القاتل المتسلسل” في أفلام المغامرات في تلك الحقبة. ويضيف:”سمعت عن فيلم فرانسيس فورد كوبولا الجديد(المستضعفون) وكان كل الشباب الطموحين مرشحين له: نيكولاس كيج، ميكي رورك، باتريك سويزي، مات ديلون، روبرت داوني جونيور، روب لوي، إميليو إستيفيز... كنت مبتدئا في أوج سنواتي العشرين، وذهبت لرؤية مدير الأب الروحي وقلت له: “لا يهمني الدور، أريد أن أعمل معك”.

حقق توم كروز الشهرة خلال سنوات الثمانينات لدرجة انه حصل على أجر مليون دولار مقابل دوره في فيلم (توب غان) وهو في سن الرابعة والعشرين..كان دوره يقتضي الجلوس في قمرة القيادة مع قدامى المحاربين في البحرية وتمكن من السيطرة على الموقف واصبح بعدها فتى الاعمال المحفوفة بالمخاطر..

في عام 2021 تحدث عنه كوبولا لصحيفة الغارديان: “كان توم كروز طفلاً مفعمًا بالحيوية وكان سيفعل أي شيء لتحسين أدواره”. وفي الواقع ليس من الواضح أيهما كان يحاول أن يظهر للآخر أنه سيكون له الكلمة الأخيرة. لقد دمره طموح كوبولا. بينما قادت شخصية توم كروز المخرج إلى القمة.

في فيلم (الغرباء)، حصل كروز على الدور الرئيسي في أعمال بول برغمان المحفوفة بالمخاطر حيث جسد دور جويل، الشاب الثري الذي يطمح لدخول جامعة برينستون. وقادته مغامراته إلى الارتباط بعاهرة لجمع الأموال بسرعة.لكن فيلم (توب غان) كان ضربة موفقة بالنسبة له، فقد عرض عليه الاستوديو خمسة ملايين دولار مقابل تكملة الفيلم لكنه رفض لأنه فكر انه يجب ان يعمل مع ممثلين ومخرجين مشهورين ليتعلم،

تم ترشيحه لجائزة الاوسكار عن فيلم (ولد في الرابع من تموز) لأوليفر ستون، استنادًا إلى السيرة الذاتية لرون كوفيتش، المحارب المخضرم الذي كسرته حرب فيتنام. لكنه فاز بجائزة غولدن غلوب وافلتت منه جائزة الأوسكارلصالح دانيال داي لويس (الذي فاز بأول جوائز الأوسكار الثلاثة في عام 1990)..وكان دوره في فيلم (مقابلة مع مصاص الدماء) في عام 1994مفاجأة للجمهور..وبعد لقائه بالممثلة نيكول كيدمان وتتويج حبهما من النظرة الأولى بالزواج اشتركا بثلاثة افلام كزوجين واشتهرت علاقتهما الرومانسية واحبها الجمهور..

كان دوره مميزا ايضا في فيلم (عيون مغلقة) عام1999وهو آخر افلام ستانلي كوبريك، وفي نفس العام، ظهر في فيلم (ماجنوليا) لبول توماس أندرسون كمعلم طائفة، في إشارة إلى عضويته المفتوحة في كنيسة السيانتولوجيا. وبعد فيلمه (حرب العوالم) مع ستيفن سبيلبيرغ، وفيلم (مهمة مستحيلة) مع بريان دي بالما، تحول الى مجال الانتاج وعهد بافلامه الى مخرجين آخرين مثل جوزيف كوزينسكي في افلام (النسيان، مافريك) أو كريستوفر ماكوري في افلام (جاك ريشر وأربعة اجزاء من مهمة مستحيلة).

كان توم كروز قد نال سمعة سيئة في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين بعد انتمائه للسيانتولوجيا، ومشاركته في مسلسل “الأريكة” مع أوبرا وينفري، وزواجه وطلاقه من كاتي هولمز، بناء على ذلك، لم يجدد ستوديو باراماونت عقده معه كمنتج.ومنذ عام 2006، كان توم كروز السيانتولوجي والعازب متحفظا ومحاطا بالغموض. لدرجة انه لم يستفد من “درس السينما” ولم تنفعه صفاته ليقدم شيئا افضل لكنه اثبت خلال حضوره في مهرجان كان الاخير انه سيبقى آخر نجم كبير من نجوم هوليوود...

  

إذاعة وتلفزيون‏



الأبراج وتفسير الأحلام

المتواجدون حاليا

981 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع