ليلى الجزائرية فنانة من زمن الأبيض والأسود درس باريسي في فن الرقص/ح4
نوافذ:
** فنانون من مختلف مشاربهم، أخذوا بيدي وكأنهم أحسوا أن طاقة ما في جسدي يجب أن تستخرج بالطريقة المثلى والسليمة
**إذا استطعت أن تتعلمي الرقص الكلاسيكي، فإنك ستتمكنين من تكوين جسدك حتى يصبح قابلا لممارسة أي نوع من أنواع فن الرقص»
**بدأت في عشق الرقص الشرقي، وأخذت أقترب منه مع مرورالأيام و كثرة التداريب.. جسدي ساعدني كثيرا لأنه انصاع لإيقاعات وحركات هذا الفن ..
كان طلبي بالعودة إلى بلادي الجزائر عبارة عن كلام فرضته الأيام الأولى للغربة وصعوبة التأقلم مع الحياة الجديدة، خاصة أني قادمة من بلد عربي إسلامي ومن منطقة جزائرية محافظة جدا، ومن أسرة "على قد الحال"..
في باريس الأربعينيات، التحقت بأحد المعاهد الفرنسية الخاصة بتلقين دروس في الرقص الكلاسيكي. وللمرة الأولى التي أحمد فيها الله عز وجل على أن البداية لم تكن مليئة بالحواجز والأشواك.. دعم منقطع النظير صادفني داخل هذا المعهد المتخصص.. فنانون من مختلف مشاربهم، أخذوا بيدي وكأنهم أحسوا أن طاقة ما في جسدي يجب أن تستخرج بالطريقة المثلى والسليمة. وكنت أسمع من بعضهم:« إذا استطعت أن تتعلمي الرقص الكلاسيكي، فإنك ستتمكنين من تكوين جسدك حتى يصبح قابلا لممارسة أي نوع من أنواع فن الرقص»… درس مهم وأساسي بالنسبة لموهبة صغيرة في عالم لسيت كل طرقه مفروشة بالورود. وفي الأوبرا الفرنسية، أخذت أولى دروسي في فن الرقص.. وهناك التقيت بعلامة بارزة تحمل اسم"لو ماركي دو كويباس". أستاذ لفن الرقص بكل ما تحمله الكلمة من معنى.. موسوعة في علم تحريك أعضاء الجسد.. خلفه رصيد فني طويل.. عندما حظيت بشرف ملاقاته وأنا القادمة من جنوب المتوسط، اقترب مني وقال لي جملة تحمل بين أصوات حروفها حكمة فنان عالمي:« أنت لن ينفعك هذا الرقص، لأنك بدأت مسارك في سن متأخر بعض الشيء.. لكن سأساعدك على تجاوز هذه الحواجز بعد أن أرى كيف ستتطور الأمور برفقتك…».
أما الشخصية الثالثة التي صادفتها في بداية إقامتي بالعاصمة الفرنسية، فتدعى "ليلى بارشيديرا"..مسلمة من أصل جزائري.. وهي من أوائل الراقصات المسلمات بفرنسا. نصيحتها لي كانت هي:« تعرفين لا ليلى، إن أحسن شيء بالنسبة إليك هو أن تتعلمي الرقص الشرقي».
لم أتمالك نفسي فأجبتها:« أنا لا أعرف ذلك، وهذا من أسباب مغادرتي للجزائر والإقامة بفرنسا».
أجابتني بكثير من الاقتضاب:« الأمر بسيط جدا».لم يكن أمامي سوى الانتظار حتى يأتيني مفتاح هذا"الأمر البسيط"الذي تخبئه لي السيدة "ليلى بارشيديرا".
علمت أن الراقصة الجزائرية قد اتصلت بزميلة لها اسمها "بديعة"[جزائرية الجنسية وراقصة قبايلية]، تدير ملهى بباريس. هذا الفضاء يخصص كل ليلة لسهرات موسيقية وغنائية ويكون فيها للرقص الشرقي نصيب، بمشاركة وجوه لها تجربة طويلة في هذا المجال الفني. فكرت مع نفسي، كما هي عادتي دائما، وقلت:« لماذا لا أقبل مقترح ليلى وأذهب إلى هذا الملهى من أجل دروس أولية في الرقص الشرقي؟».رويدا رويدا، بدأت في عشق الرقص الشرقي، وأخذت أقترب منه مع مرورالأيام و كثرة التداريب.. جسدي ساعدني كثيرا لأنه انصاع لإيقاعات وحركات هذا الفن .. أنا اليوم أنخرط في عالم فني جديد و سأمارسه في بلد ليس منشأه. لم تكن رقصاتي الأولى سيئة إلى درجة تثير الاشمئزاز و التهكم.. حركاتي تعبر فعلا عن أني شابة في بداية الطريق.. أول فضاء اشتغلت به كان عبارة عن ملهى جزائري في ملكية شخص يدعى "الشرادي" . واصلت بديعة تلقيني دروسا إضافية مع ضرورة الاعتماد على نفسي في كثير من الأحيان بغية التجديد في بعض الحركات والإيقاعات. اشتد عودي وانطلقت في وشم اسمي في كل مكان أرقص فيه، وأتلقى من زبنائه أوجمهوره التشجيع تلو التشجيع. قادتني قدماي إلى فضاء ثان. لم يكن ملهى بقدر ما كان مدرسة موسيقية تحمل اسم "الجزاير".. مالكه مواطن جزائري اسمه" عزيز الشاذلي".. صحيح أن الخدمات التي كان يقدمها الملهى تدخل ضمن خدمات فضاء راق، لكن الموسيقى والغناء والرقص شكلوا ثوابت أساسية ومحورية في تنشيطه. اختار له صاحبه اسم بلده "الجزائر. مع "عزيز الشاذلي" وقعت أول عقد عمل جرى بمقتضاه الاتفاق على أداء ألوان من الرقص الشرقي خلال فترة ليلية محددة البداية والنهاية. وبموزاة ذلك، سمح لي بمواصلة تعلم الرقص الكلاسيكي.
للراغبين الطلاع على الحلقة الثالثة:
http://www.algardenia.com/ayamwathekreat/7974-2013-12-23-20-51-16.html
1357 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع