عبد الرضا حمد جاسم
الاستاذ فؤاد حسين علي المحترم
الاستاذ الطاف عبد الحميد المحترم
الاستاذ مثنى عبيدة حسين المحترم
تحية و محبة و سلام لكم
وتحية و محبة و سلام و احترام للجميع
اتابع كما تعلمون و تعرفون ما تتفضلون به من حسن العناوين والمتون... المضمون والعِبَرْ و القيم وجميل الصياغة و حلو الكلمات و المعاني
بعد ان قرأت لكما اساتذتي ما نشرتم بعنوان(الاستاذ الطاف عبد الحميد/ السوق نظام خارج سيطرة الفضيلة
http://www.algardenia.com/maqalat/4465-2013-05-17-19-17-25.html
والاستاذ مثنى عبيدة حسين/ لن تجدونا خلفكم الرابط
http://www.algardenia.com/maqalat/4464-2013-05-17-19-13-33.html
تذَّكرت الحكاية التالية:
احضره الجند مدمى أمام السلطان ووضعوه بين يدية( السلطة) و تحت قدميه (التسلط)...فقال له السلطان محتداً:
كيف تتطاول على العرش و صاحب العرش سيدك و سيد أباءك واجدادك وهو ولي نعمتك و مُطْعِمُكَ و حاميك وكاسيك(مُلبسُكَ)؟؟؟؟؟
اجاب و هو متلعثم مُتْعَبْ و تحت ركلات رئيس الجند أمام سيده وهو يتوقع ضرب عنقه :
هل تريد الحق ام تريد غيره يا سيدي و مولاي؟؟؟
فصاح السلطان وهو يهتز على كرسي العرش(السلطة):
و هل رأيتني ابحث عن غيره؟؟...أجب
فأجاب: لأنك يا مولاي كل لحظة تتطاول على رب العرش...
وهو يشعر انه ذاهب الى مصيره المحتوم...عدد له من ذلك...أذلالك للعباد و اكتنازك المال و التصدق على من افقرتهم وهم اهل المال اصلاً و من مالهم (مكرمات) و ابتعادك عن ذكر الله وعن الحق وغيرها...
فأمر السلطان الجُند ان يطلقوا سراحه و يكرموه و يحسنوا اليه لصراحته و جرأته...
و عندما لمس استغراب قائد الجند اضاف السلطان
هذا سيقول ما جرى و انا اريده كذلك لكن عليكم متابعته بدقة كي لا يتهور و يُحَّشِدْ و يثير القلاقل.
و بعد عدة ايام احضره الجُند امام السلطان...فأثار استغراب السلطان ... فقال للجند ما بال هذا الشخص...؟؟
فقالوا له انه صبئ ...كفر بالرحمن...و تمسخر مستهزئ برب العرش
فقال له السلطان: ذكرتني بسوء فسامحتك لجرأتك و صدقك...واليوم كفرت برب العرش...ماذا دهاك...تكلم بصراحتك و جرأتك؟؟
فأجاب سيدي...لقد أردت ان اختبر جندك ... نجحتُ و فشلوا
استغرب السلطان وقال : افصح
فأجاب الرجل هل ترى حالي اليوم كما كنت في المرة الاولى ...ذَكَرْتُكَ بشيء فأوسعوني ضرباً و أدموني وذكرت رب العرش كافرا به فأحسنوا الي و اتوا معي لتقابلني دون ان يمسسني أحد بسوء...لأنك اكرمتني في المرة السابقة فظنوا انك مقربني اليك
استغرب السلطان من حكمة الرجل و صُدْقِه و جرأته وتحمله في سبيل الحق
فأمر ان يحسنوا اليه و يكرموه و يطلقوا صراحه
ونهر الجند واخبرهم ان يقسوا على من يسيء و يكفر
واصدر فرمان يقول ان من يقذف بالعرش يعاقب بشدة و عدد العقوبات الغلاظ ثم اعقبها ب(وكذلك ) رب العرش .
وبعد عدة ايام احظره الجند امام السلطان مدمى و قد رسموا على جسده بالسياط من الاصابات ما ظنوا ان السلطان يريدها... والسلطان في صدمه مما رأى....واستفسر عن السبب فقالوا له لقد ذكرك بسوء يا مولانا السلطان و كَّفَرَكَ...
أهتز السلطان و ماج وهاج ...و قال للرجل :
يا ناكر الجميل يا كافر يا خسيس تطاولت على السلطان و عرشه فرأفت بك لصراحتك واكرمتك و كفرت برب العرش فسمعتك و قبلت قولك واكرمتك ونفذت رغبتك واليوم تعود متهوراً تسيء و تُكَّفر و تتطاول و تَكْفُرْ
فأمر رئيس الجند ان اضربوا عُنقه في الحال
فقال الرجل للسلطان...الموت حق و ربي رب العرش العظيم هو من يضع نهايتي وهو الرحيم لكنك هذه المرة لم تسالني السبب...وهنا اقول اني اختبرتك و فَشَلْتَ في الاختبار لكن اسمعني قبل ان يُضْرَب رأسي.... وتُذْهِبُ نومك ربما الاسباب و لا يوجد ساعتها من يُسْمِعْكَ اياها بصدق... و سَيدْخِلونكَ في النصب و النفاق الذي ربيتهم عليها ويفترسك الظن في لحظةٍ ربما و الندم... وأكيد القلق...
فقال السلطان بعصبية :افصح ماذا تريد وكيف اختبرتنيظ؟
فضحك الرجل و قال:
يا سيدي السلطان المُطاع الذي لا يُطيع.... المرة الاولى اسأت اليك واليوم كَّفرتُك و في الاثنتين انا على حق ،في الاولى قلتُ ربما انك لا تعلم او لم تتفكر و تنتبه وفعلا فقد اعمتك إطاعَةْ الاذناب لعرش السلطان عن طاعة رب العرش العظيم ،و في الثانية لأنك كفرت برب العرش العظيم عندما حاولت ان تكون العظيم ...لقد جَنَحْتَ فَرِحاً الى الشِركْ واعتمدت المساوات بين عرش السلطان و رب العرش. وجعلت العقوبة لذمك اقسى من العقبة على الكفر...من خلال مساوة العقوبة بين من يسيء اليك و من يكفر برب العرش...أعلم ان الله أعظم من ان يحتاج لما قد تعتبره انصافك له...فهو العلي العظيم...وانت الذميم لأنك تحملت من دون ان تعلم مسؤولية الرعية امام رب العرش وقت لا ينفع الكذب و النفاق و الدجل ...يوم لا ينفع مالا و لا بنون...الا من اتى نقياً كريماً رحيماً نظيفاً صادقاً مخلصاً و ليس فيك من هذا شيء....لو تعلم ايها السلطان ان فاحشتك تلك قذفٌ برب العرش و القذفُ...لا يُغتفر...فأنت بهذه الى اسفلها...و فيه تكوى و تصلى سعيرا.
سأموت اليوم او يوماً و هذا حتم و ستعيش ربما اليوم او ايام اخر من بعدي و هذا ليس بفرمان انت تُصدره... وسأموت شهيدا و العلم عند رب العرش... انتصارا لرب العرش وستعيش كافرا مذموما و سيظهر لك في كل يوم مثلي...عسى ان يأتي يوم تعلن ندمك و توبتك وقتها لن ينفعك الا ان تعدُل ...و تخضع به لمن سيحملونك خيراً عندما تركع معهم امام رب العرش.
هذه رقبتي دُقَها و لا تتردد لأنها ستكون شفيعتي يومها و هي من تنطق بظلمك ...اضربها...لألتقيك امامه حيث ستكون رقبتي شاهد مع شواهد كثيرة على ظلمك...ولتعلم يا ايها السلطان...ان رب العرش يغفر كل ذنب الا ذنوب الظالم...لأنه بطش و أكثر في البطش و تفنن والله لا يخالف قوله و وعده ...الظالم غير المذنب فالمذنب ربما و قع ذنبه على نفسه فيرضيها او على غيره و يرضيه او وقع ذبنه بحسن نواياه فيغفر له رب العرش او لم يتمم ما طلبه منه رب العرش فيكون بينه و بين رب العرش و هو العزيز الحكيم الغفور الرحيم
أما الظالم فقد نشر ظلمه...وأصاب به العباد و غيرهم من خلق الله وهو عالم بذلك وعامد لأنه ليس بغافل...فلن يغفر له رب العرش لأن على الظالم ان يُرضي كل مظلوم ممن ظلمهم من بشر و شجر و حجر...وهذا غير ممكن و لن يتدخل رب العرش بذلك...لأنه يعلم ان فَعَلْ و هو قادر يكون قد فند بنفسه ما امر العباد به و حاشى لرب العرش ذلك...الظالم لن يشفع له أحد...وعليه حتى يقبل له رب العرش توبته ان يرضي كل من نال من ظلمه او طالهم ظلمه و كفره...فهو قد وزع الكفر بالله على العباد و أمرهم بذلك من خلال أمره لهم بقبول الظلم على انه مكرمة من ولي الامر وحاشى لرب العرش أن يولي أمر عباده لظالم او ان ينيب ظالم عنه. أضرب عنقي فأنا بشوق للوقوف امام رب العرش مظلوما و ليس ظالماً... و ضرب عنقي سيطهرني من كل شائبة ربما لا اعلم بوقوعها على كاهلي. أضرب عنقي لتجدني هناك شامخا بأمر رب العرش و انت ذليلاً متوسلاً خانعاً منبوذا في اسفل سافلين.
انهار السلطان من الخوف و جن جنونه وامر بأبعاد هذا الشخص عن البلاد...
ليفقد السلطان صوابه بعد أن احصى ظلمة...فصار مُسْتَهْزئً به يتندر عليه القوم و يفرط الله اهله بين مقتول بيدية و بين من يحمل عار ابيه و بين طريده في مضايف القوم و بين ملعون حياً و ميتاً و بين منبوذ مشكوك به ...لا يُشَرِفْ أحد .
طاش السلطان بين حيرةٍ و حيره وناصحيه الاذلاء من حولة يتقافزون من مركبة المتهاوي ..فمن أكرمهم أذلوه بخيانتهم له لأنهم قالوا أنه خان الله و النجاة بخيانة من خان رب العرش.... طاش وتاه في براري حياته المغلقة ...حبيسها تارة تحت الارض واخرى فوقها ...تارةً بهذا الزي و اخرى بغيره...تارةً يتعبد وأخرى يزني وتارةً يبني المساجد من اموال الشعب و الشعب جائع وتارةً يبني القصور و يُعّمر العِزَبْ ليفسق بها و يقول انها للرعية يقابلوني فيها وحتى ارفع من شأنهم امام سلاطين أهل الارض الزائرين...حتى هؤلاء تنكروا له و لم يتعظوا منه....وأخيراً وجد حفرتين احداهما عاش ذله فيها أواخر أيامه وأخرى دفن فيها مذموماً ملعوناً...وهنا أعاده رب العرش لحال الرعية للمرة الثانية الاولى في رحم امه والثانية في القبر.
قضى الله امره فيه ملعوناً مذموماً مُحَملاً بألاف الرقاب و انهار الدماء و تلال الخراب .التي كل شيء منها سيطالب بحقه أمام رب العرش.
عاد الرجل بعد موت السلطان ....ليرى الخراب الذي خلَّفه الظلم و عدم الاتزان ليجد من يلعن و من يترحم
وقف في مفترق طرق متكأً على عصاه بعد ان انحنى ظهره و عجزت ساقاه من حمله و ارتجفت اطرافه... للعمر احكام
و قال : الحق و طريقه أقصر الطرق للقاء رب العرش... فأهتدى الى طريق و جد نفسه وحيداً الا من قلة ...فقال لنفسه... قيل قديماً لا تستوحشوا طريق الحق من قلة الماشين فيه.
الرحمة لمن مات كمدا مهموماً مظلوماً ومن مات على حق .
الى اللقاء في التالي
470 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع