علي المسعود
بلادي عزيزة وإن جارت علي ؟؟!!
ماهو الوطن؟ ، ليس سؤالاً تجيب عنه وتمضي.. إنه حياتك وقضيتك معاً ، الشاعر العراقي بدر شاكر السياب فقد عانى الغربتين الروحية والجغرافية في جيكور أو ببغداد والكويت ولندن، وقد كتب قصيدته «غريب على الخليج» التي يقول فيها: الريح تصرخ بي عراق / والموج يعول بي عراق، عراق، ليس سوى عراق/ البحر أوسع ما يكون وأنت أبعد ما يكون/ والبحر دونك يا عراق«إلى أن يصل إلى بيته الشهير: الشمس أجمل في بلادي من سواها والظلام،/ حتى الظلام هناك أجمل، فهو يحتضن العراق ، وعندما تغنى و تأمل الشاعر محمود درويش في معان الوطن، قال: تسأل ما معنى وطن..سيقولون : هو البيت..و شجرة التوت..و قن الدجاج..و قفير االنحل..و رائحة الخبز..و السماء الأولى..و تسأل: هل تتسع كلمة واحدة..من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات..و تضيق بنا !؟ ، عذرا يادرويش لقد ضاق بنا الوطن ، ورماني على أرصفة الغربة وإنسابت الدموع علة إيقاع ( يم داركم صدفة وأخذني الهوى يم داركم ، ويامسيت العافية عليكم يا أهلنا ، ويامسيت العافية عليكم ياأهلنا) ، تعلمت أن " حب الأوطان من الإيمان"، وعشت مؤمناًبالوطن ..صبورا..موقنا بأن سيأتي يوما أراه حرا وشعبه سعيد ، وطناً يبادلني الحب..فلما تنكر لي وطني و تنكر لحقوقي، وأهانني صبي بعمر ولدي يحمل الرشاش أمام الناس وأوهموه بانه من جنود الله ، حملت حقيبتي وذكرياتي وتحول إيماني الى كفرا..فكفرت بالوطن، و بأحجياته الزائفة و بوعوده و طلاسمه، سلام عليك يا من ضاق به الوطن حيا و ميتا..و سلام على وطن لا يقبل فوق ترابه إلا الموتى، بينما يقبر الأحياء تحث الثرى أو يلفظهم.. وإليكم هذه القصة القصيرة التي سميتها «حذاء الماغوط».. كتبها الشاعر الثائر محمد الماغوط التي تُظهر كيف يعيش الانسان العربي بشكل عام والعراقي بشكل خاص داخل وطنه .
القاضي : هل كنت بتاريخ كذا ويوم كذا تنادي في الساحات العامة والشوارع المزدحمة بأن الوطن يساوي حذاء ؟
المتهم : نعم
القاضي : وأمام طوابير العمال والفلاحين ؟
المتهم : نعم
القاضي : وأمام تماثيل الأبطال وفي مقابر الشهداء ؟
المتهم : نعم
القاضي : وأمام أفواج السياح والمتنزهين ؟
المتهم : نعم
القاضي : وأمام دور الصحف ووكالات الأنباء ؟
المتهم : نعم
القاضي : الوطن حلم الطفولة وذكريات الشيخوخة وهاجس الشباب ومقبرة الغزاة والطامعين والمفتدى بكل غالي ورخيص.
ولماذا لا يساوي بنظرك أكثر من حذاء؟
المتهم : لقد كنت حافياً يا سيدي ؟؟
لقد صدقت أيها الشاعر الثائر ، واضيف لأاقول من من الغباء أن أدافع عن وطن لا أملك فيه بيتا ، ومن الغباء أن أضحي بنفسي ليعيش أطفالي من بعدي مشردين ، من الغباء أن تثكل أمي بفقدي وهي لا تعلم لماذا متُ ؟ ، من العار أن أترك زوجتي فريسة للكلاب من بعدي ، الوطن حيث تتوفر لي مقومات الحياة ، لا مسببات الموت ، والانتماء كذبة أخترعها الساسة لنموت من أجلهم !! ، لا أؤمن بالموت من أجل الوطن . الوطن لا يخسر أبداً ، إنما نحن الخاسرون . عندما يبتلى الوطن بالحرب , ينادون الفقراء ليدافعوا عنه . وعندما تنتهي الحرب , ينادون الأغنياء ليتقاسموا الغنائم !! ،عليك أن تفهم أن في وطني , تمتلئ صدور الأبطال بالرصاص , وتمتلئ بطون الخونة بالأموال ، ويموت من لا يستحق الموت على يد من لا يستحق الحياة . وأعيد قول الشاعر أحمد مطر حين يقول :
نحن الوطن ..!!
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن !!
1468 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع