مثنى عبيدة
قالوا هل نسيت َ العراق
وكيف َ ينسى العاشق ُ عراق
جذره ماءه سماءه عراق
ذهبت بي الذكريات
إلى ملاعب ِ الصبا ومرتع ُ الشباب
أبحث ُ عن مدننا الغافية َ على دجلة َ والفرات
أدخل ُ بصرة َ الطيب ِ ألقي ُ التحية َ للسياب
أنطلقُ إلى موصل الحدباء المعانقة َ كنائس العذراء
أعود أدراجي لارتاح َ عند حيدره الكرار
عراق ُ عراق
أرتقي جبال َ سليمانية ودهوك الجمال ِ والدلال
أطلق ُ الصوت َ عالياً
ما أروعك َ يا عراق
عراق ُ عراق
يسألون َ هل نسيت َ العراق
في السماوة غنى النخل ُ للعشاق
وتعالت في القادسية ِ صيحات ُ سعد ٍ والرجال
يوم َ ذي قار صالت َ خيلك َ يا عراق
أسمع ُ صوت ُ الحـُسين المضرج َ بدمه في كربلاء
عراق ُ عراق
يأخذني المشحوف* لاهوار عـمارة َ الأحباب
ينقلني إلى بابل التاريخ حيث ُ يقف ُ الزمان
في واسط أجلس ُ على ضفاف السدة* والأنهار
أذهبُ إلى ديالى أرض ُ الرمان ِ والأخوال
سامراء ُ الملوية َ كم تسلقها الحارث* في الأحلام
عراق ُ عراق
أشفقوا علي يسألون
أما تعبت َ من الترحال ؟؟
وهل يحلو السفر َ دون رؤية ِ كركوك َ الإخاء ؟
لأنام في مضايف الخير ِ في الانبار
وأفطر ُ في أربيل العربِ والأكراد
أختم ُ رحلتي
ببغداد لاحتضن َ أمي .. الأهل َ والأعمام
أبثهم حبي .. حنيني.. والأشواق
هذا عراقي
الساكن ُ بين المآقي والأحداق
عراق ُ الفرح ِ والغناء ِ والبكاء
تشتد ُ عليه المحن ُ الحالكات
يـَخبو ضوءه قليلاً
ليعود َ مشعاً على الأكوان
راية ٌُ خفاقة ٌُ تشرئب ُ لها الأعناق
أنه العراق ُ العراق
وبعد يا سائلي
هل ينسى العاشق ُ تراباً ممتزجاً بالأعماق
يتنفس ُ أريج َ عبقه رغم المسافات
أنه حديقة ورودا .. نخيل ٍ .. أزهار
أسمها العراق العراق
فكيف َ ننسى النفس ُ الصاعد ُ في الأرواح
الهاتف ُ دوماً عراق ُ عراق
العائدين إليه وأن طال الزمان
فما أجمل َ رحلة َ العمر
يوم َ تــُــــختم ُ فيك يا عراق
·الحارث ولدي الحبيب الذي يحلم برؤية العراق
·السدة / هي سدة الكوت / حاجز مائي
*المشحوف هو الزورق المستخدم في اهوار ميسان والجنوب
الإهداء
إلى عشاق العراق وأهله الطيبون
914 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع