بغداد ايام الزمن الجميل /٢٠ألسمك المسگوف
حبى الله العراق خيرات كثيرة بأنواع مختلفة من الماء والزراعه والمعادن وجعله ارضا للانبياء والاولياء والصالحين والعلماء وحباه سبحانه وتعالى ببعض العادات التي تميزت عن سائر البلدان استنادا للخيرات الكثيره التي فيه ومنها موضوعنا اليوم وهو اسماك النهرين الخالدين دجلة والفرات وبحيراته مثل:
(البز والكطان والبني والشبوط والشلك والجري والنباش) حيث يتفنن العراقيون بطبخها فهناك (السمك المقلي) او (المطبگ على التمن/ مرگة الكاري/ مشوي بالتنور او حامض السمك واخيرا مشوي بالفرن وغيرها)..
اما السمك المسگوف فقد اختصت به بغداد اختصاص الموصل بعمل كبة البرغل وتسمى كبة الموصل والنجف وكربلاء بطبخ الفسنجون والعمارة بطبخ السمك المطبك والبصره الفيحاء بالزبيدي وغيرها من اكلات المحافظات الخاصة التي اخشى بتعدادها ان ابتعد عن السمك المسگوف .
احسن انواع السمك المسگوف هو (الشبوط الطيب)الحي الذي يخرجه السماك من الماء يلبط حيث يربطه بحبل ويعلقه في البلم ومن المعروف ان كلما ابتعدنا باتجاه الشمال عكس تيار الماء في دجله والفرات يكون السمك ذا طعم اكثر نكهه ولذه ومن الذ سمك شبوط هو مايصطاده الصيادون من نهر الخابور وصدر دجله اعالي الموصل .وبعد ان يقطع السعر بين المشتري والبائع يشرع السماك بذبح السمكة بضربها على رأسها ثم يشقها من ظهرها بعنايه خوفا من تلف المراره لانها تفسد السمكه وبعد غسلها تتم عملية تمليحها وتهيئة النار لغرض الشوي حيث يتم تعليقها من الظهر بعودين غليظين نسبيا من اعواد حطب الطرفه
ثابتين في الارض وهذا هو الحطب المستعمل في ايقاد النار عند سكف السمك وقد يستخدم الخشب.ثم بيدأ بتكسير اعواد الحطب وتكديس كمية منها امام السمكة المعلقة ملاحظا في ذلك اتجاه الريح حيث يضع السمكة بعكس اتجاهه حتى يسوق الهواء الهب والحراره والنار نحو السمكة ....والسماك يراقب النار ويمدها بالحطب بين الحين اخر حتى يتم الشواء وتنضج ثم تقطع النار ويرفع السماك السمكة من على المساند الخشبيه ويفرش النار يشكل مستوي ويضعها على ظهرها على الجمر ليكمل شواؤها بشكل يثير الشهية والاغراء .
بعد رفع السمكة من على النار توضع في اناء خاص ( صينيه ) ويرش عليها بعض التوابل وتسمى بهارات وهي مجموعة من العطاريات (كركم وفلفل اسود وفلفل احمر وكبابة وقرنفل) تثرم فوقها الطماطة والبصل وتؤكل مع الخبزالحار والعنبه الهندية انها اكلة لذيذة يفتخر البغداديون بتقديمها الى ضيوفهم لاسيما الاجانب الذين يذكرونها في مجالسهم .
ويكثر اكل السمك المسگوف صيفا حيث يخرج البغادة الى الجزرات وشواطئ نهر دجلة للتمتع بالمناظر الجميلة لاسيما في (الكمرية)اى في الليالي المقمره و المصحوبه بنقرات الدنابك وغناء محلات بغداد القديمه كالشواكة والجعيفر والتكارته وسوق الجديد وسوق حنون في ( الجراديغ ) التي تنصب صيفا على ساحل النهر من الجهتين وتكون مكانا ملائما للترويح والاستبراد من حرارة الصيف وكذلك لجلسات السمر والغناء والطعام ..
ومن المألوف تناول بعض التمرات او الحلويات بعد أي اكلة سمك لان ذلك يقطع العطش ويذهب جفاف الفم ويريح المعده .
واليوم اصبح السمك المسكوف متوفرا في جميع مناطق بغداد تقريبا وبامكان العوائل التمتع باكله السمك في أي وقت بعد ان كانت تقتصر على المواسم والمناطق وقد اشتهر شارع ابو نواس كثيرا في مجال السمك المسكوف واصبح في الستينات والسبعينات مكانا يرتاده البغاده وضيوفهم لتناول هذه الاكله اللذيذه التي نتمناها لجميع القراء الكرام واليوم وصل المسكوف الى الكثير من بلدان العالم واصبح من الاكلات المعروفه والمشهوره واللذيذه ...
مع تحيات عبد الكريم الحسيني
للراغبين الأطلاع على الحلقة/١٩ النقر على الرابط أدناه:
http://www.algardenia.com/tarfiya/menouats/4506-19.html
862 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع